جراسا -

القاهرة-الضفة الغربية-مصادر- جراسا نيوز- اعلنت القاهرة رسميا تأجيل مؤتمر الحوار الفلسطيني في القاهرة الى اشعار اخر بعد اعلان حماس عن مقاطعته، حيث أكدت مصادر فلسطينية اليوم السبت ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) أبلغت مصر رسميا أنها ستقاطع مؤتمر حوار المصالحة الفلسطيني الذي كان من المقرر عقده يوم غد الاحد في القاهرة .

وقد شهدت الأيام الأخيرة اتصالات حثيثة بين الجانب المصري وبين قيادة حماس في الداخل وفي الخارج لحل الإشكالات التي أعاقت إعلان حماس رسمياً عن المشاركة في الحوار، ولكنّ هذه الاتصالات بين الطرفين، ، لم تؤدي إلى اختراق الخلافات، الأمر الذي دفع حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى، وفي مقدمتها حركة الجهاد الإسلامي، إلى اتخاذ القرار بعدم المشاركة في المؤتمر.

وحمل مصدر الفلسطيني مسؤولية فشل الحوار إلى كل من الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس أبو مازن وإلى القيادة المصرية التي رفضت الاستجابة للمطالب التي قدمت من قبل حركة حماس.

يشار في هذا السياق إلى أنّ تمهيد حركة حماس لمقاطعة حوار القاهرة، تمحورت حول الخلافات بين الطرفين على أربع نقاط رئيسة: صنّاع القرار في القاهرة أبلغوا قادة حركة حماس بأنّهم لن يقوموا بإدخال أيّة تعديلات على الخطة المعروضة عليهم وأنّ تحفظات حركة حماس غير مقبولة على المصريين. ووفق المصدر قال المصريون لقادة حماس باللغة الإنكليزية  take it or leave it، مشيراً إلى أنّ المنطق المصري المذكور مرفوض جملةً وتفصيلاً على حركة حماس.

أما النقطة الثانية التي ما زالت موضع الخلاف بين الطرفين تتعلق بالأسرى السياسيين في الضفة الغربية المحتلة، حيث أكدّت المصادر أنّ حركة حماس قامت في الأسبوع الأخير بإطلاق سراح 15 أسيراً من حركة فتح كانوا معتقلين في السجون في قطاع غزة كبادرة حسن نية تجاه حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس (أبو مازن) ومحاولة جادة من قبل حماس للمساهمة في إضفاء الأجواء الايجابية على الحوار المزمع عقده في القاهرة، إلا أنّ حركة فتح والسلطة في رام الله وأجهزتها الأمنية، تابعت المصادر، شنت بالمقابل حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد كوادر حركة حماس في الضفة الغربية، واعتقلت خلالها المئات من عناصر حماس، الأمر الذي يؤكد، وفق المصدر عينه، أنّ عبّاس وأجهزته الأمنية ليسوا جادين في الحوار مع حماس وأنّهم يواصلون حملة الاعتقالات غير آبهين بالحوار الوطني الفلسطيني الشامل.

وتابع المصدر أنّ النقطة الثالثة تتعلق بمشاركة قادة حماس في الضفة الغربية في الحوار الوطني الشامل، حيث توجهت حماس بصورة رسمية إلى السلطات المصرية وطلبت منها أن تعمل لدى دولة الاحتلال لكي تسمح لعدد من قادة حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة مغادرة الوطن والوصول إلى القاهرة للمشاركة في الحوار، ولكنّ المصريين لم يفعلوا شيئاً في هذا السياق ولم يستغلوا العلاقات الطيبة التي تربطهم بالدولة العبرية لتنفيذ الطلب الذي تقدمت به حركة حماس. أما النقطة الرابعة التي كان موضع خلاف ولم تًحل فتتعلق بمسألة الترتيبات خلال المؤتمر. فحركة حماس، بحسب المصدر الذي تحدث للقدس العربي، طلبت من المصريين معرفة دور الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في الحوار، قائلة إنّه في حوار مكة الذي أفضى إلى اتفاق مكة، شارك الرئيس الفلسطيني عبّاس في المفاوضات مع رئيس الدائرة السياسية في حركة حماس خالد مشعل، الأمر الذي سهّل التوصل للاتفاق برعاية المملكة العربية السعودية، وبالتالي طلبت حركة حماس أن تعرف ما هو الدور الذي سيلعبه عبّاس في حوار القاهرة، إذ أنّ حركة حماس أبلغت المصريين رفضها القاطع أن يشارك الرئيس الفلسطيني في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ويلقي كلمة ومن ثم يغادر المكان تاركاً مسألة الحوار بأيدي ممثله في جمهورية مصر العربية الدكتور نبيل شعث، الذي قالت المصادر عنه إنّه لا يملك القرار، وبالتالي فإنّ حماس ترفض أن يتم ذلك، وتصر على أن يشارك الرئيس عبّاس في جميع جلسات الحوار، الأمر الذي تمّ رفضه من الرئيس عبّاس ومن المصريين على حد سواء.