اقتصادنا يا اخوان .. ! وجهة نظر خاصة


هنالك مقولة شهيرة في امريكا للرئيس الراحل جون كينيدي. و تقول "لا تسألوا ماذا تستطيع امريكا فعلها لكم. بل اسألوا ماذا تستطيعون فعله لامريكا. المشكلة في نظرتنا للأمور فاقتصادنا يعاني الأمرين من الحروب في الدول التي تحيط بنا. فليس هنالك رجاء لاقتصادنا بسياسته الحالية و الحروب مازالت تزلزل كيان سوريا الشقيقة و العراق الشقيق. فنسبة السياحة انخفضت كثيرا و الاستثمار يتأثر بقلة السلام في المنطقة. فعامل السلام مهم جدا ليستقر الاستثمار في بلادنا و لتشجيع استثمارات مستقبلية في بلادنا...فبلادنا تمر بنكبة كبيرة و كل ما نستطيع فعله هو الصراخ و المظاهرات احتجاجا على رفع الاسعار...لنعكس صورة رديئة اضافية عن الاستقرار في بلادنا في الصحف العربية و العالمية...لتكتب بأن المملكة تشهد مظاهرات على تردي اوضاعها المعيشية؟؟؟؟؟!!!!! اين المنطق بالذي يجري. ألا تكفينا الحروب فايضا تاتينا هذه المظاهرات بعد صلاة الجوامع في ايام الجمع لتزيد الطين بلة في الاعلام العربي و الاجنبي...

المشكلة تكمن بعدم معالجة اقتصادنا ليصبح بالمتانة اللازمة لكي يتحدى هذه الاوقات العصيبة. فنظرة الاكتفاء الذاتي في الاقتصاد غير موجودة عند الدولة عموما ليصبح اقتصادنا قادر على توفير العائد اللازم لتغطية مصاريف الدولة و لتوفير فرص العمل اللازمة للخريجين و الايدي العاملة كل عام. لذلك نفس الهدف الاقتصادي للدولة كان دائما اقل من ديونها و متطلباتها و لذلك حينما ادركتنا الظروف القاسية لم نستيطع تلبيت عوارضها و عواقبها. و على سبيل المثال لا الحصر دولة تعتمد على السياحة شيئ جميل و لكن السياحة مهما بلغت من اهمية ليست مرتكزا مستقرا لنشعر بأنها ستلبي حاجات الدولة بصورة دائمة. انها ليست مورد استراتيجي لأنها تتقيد بمقومات غير ثابتة و قد تتغير من سنة لآخرى و تتأثر بعوامل لا تستطيع الدولة التحكم بها دائما. انتاج النفط قد يكون متنفسا يخفف من اعباء ديون شراءه من دول شقيقة و لكن انتاجه لاغراض البيع بالاسواق العالمية مثل دول الخليج مقترن بتوفره بكميات ضخمة و الدراسات تشير الى عدم توفره بكميات تؤهلنا على انتاجه بوفرة؟! كانت هنالك شائعات تقول بأنه موجود بوفرة كبيرة و لكنها غير دقيقة يا اخوان...فما من دولة يكون بيد يديها منجم الذهب الاسود و لا تستثمره لتعزز من دخلها القومي...كفانا شائعات فالاردن يستحق منا اكثر من الشائعات بكثير...

المشكلة تكمن بأننا لا نؤسس اقتصادنا على مفاهيم الانتاج المحلي لنحل مشكلة حاجات السوق و للتصدير ايضا. فالانتاج المحلي قد يعزز من قواعد الدولة اكثر و لا يتعارض مع الاستيراد و التصدير كمبدأ...و لكن يحتاج الى استراتيجية مدروسة ليقوم على اسس سليمة. فاعتماد اقتصادنا على عدة قطاعات تجارية تنشط بصورة مستمرة تعتمد على ايدي محلية و على مصانع تجارية محلية قد يؤمن للبلد الاستقرار الاقتصادي المطلوب. فاكاد لا اصدق لغاية هذه اللحظة انه بانخفاض نسب السياحة في البلد ادركتنا كارثة كبرى. و كأن البلد باكمله قائم على السياحة فقط و هذا امر كان يجب ادراكه منذ زمن بعيد برؤية اقتصادية اشمل. فاذا ادركت الكارثة قطاعا ليتأثر دخلنا القومي سيكون هنالك قطاعات آخرى انتاجية و اقتصادية ستسد ليبقى اقتصادنا منتج و فعال...لا يا اخوان...لا تسألوا ماذا تستطيع الاردن فعله لنا بل اسألوا ماءا نستطيعون فعله للاردن...عدلوا من سياسة و بنية الاقنصاد ليصبح منتج بصورة افضل بشتى القطاعات التجارية الممكنة...انها مسألة تأسيس الاقتصاد بصورة و نظرة شاملة اكثر...و اطرح هذه النظرية باختصار لا بكثرة التنظير و الكلام لاترك المجال لذوي الاختصاص...فلو علم الاقتصاد الجزئي و الكلي يرتكز على ان الدولة لها مورد حيوي واحد لما قامت دول اعظم و اصغر منا على الاطلاق...قد اخطأنا في السالف و لكن يمكننا فعل الكثير بالمستقبل...المشكلة هي ان نأخذ القرار لنغير بعض السياسات الاقتصادية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات