ثقافة التعري ولغة الجسد!


دون أن تدري فتاة الشرق ، تجد نفسها متورطة في ممارسة "ثقافية" لا تدري كنهها ، وتستغرب حينما ترتد عليها تحرشا وتعليقات وربما ما هوأكثر من ذلك ، بسبب لبسها "عالموضة" وهي لا تعلم أن الموضة ليست مجرد قطع من القماش ، بل هي تعبير عن هوية ثقافية وحضارية ، تحمل في ثناياها "رسالة" القوم الذين أبدعوا الموضة،

لغة الجسد الذي يرتدي هذه الموضة ، تحمل دعوة ضمنية لشريك ما كي يبادر لعرض شراكته ، ويجهد مصمموهذه الموضة في إبراز مفاتن الجسد ، كي يبعث رسالته بأوضح صيغة لإيجاد شريك ، ليس مهما هنا طبيعة الشراكة ، فهي يمكن أن تكون داخل "المؤسسة الرسمية" وربما خارجها،

جرني لهذا الجو ، شكوى مشبعة بالدموع من سيدة ، قالت أن مديرها طلب منها العودة إلى البيت فور أن وصلت مكان العمل ، كي تعود إليه وهي ترتدي ملابس "أكثر حشمة". أصيبت السيدة بالدهشة لهذا الطلب لأنها تعتقد أنها ترتدي ملابس "عادية" ولا يقتضي الأمر أن تسمع من مديرها ما "يسم البدن" على حد قولها ، اضطررت هنا للسؤال عن ماهية ما كانت تلبس ، لأفاجأ أنها كانت تلبس ما يحمل دعوة صريحة لممارسة الفحش ، وهي لا تدري - كما تقول - أن هذا اللباس يحمل في طياته ما يحمل ، أجهشت بالبكاء ، وأقسمت أنها لم تكن تقصد هذا ، ولكن - كما قلت لها - لغة الجسد تحمل هذه الرسالة بلا أي لبس ، سواء أرادت أم أبت ، وانزلق الحديث إلى القلق الذي يساور بعض الأسر الغربية حينما تبلغ البنت سن السادسة عشرة دون أن تفقد عذريتها ، وكيف تجتمع الأسرة لتبديد هذا القلق والعذرية أيضا ، وكيف أيضا تجتهد هذه الأسرة في إيجاد شريك للبنت - طبعا خارج المؤسسة الرسمية - عبر تزيينها وإبراز مفاتنها كي تغري الشريك ، وتستدعيه ، والويل لمن لا تجد هذا الشريك ، وطبعا من أشد وسائل استدعاء هذا الشريك لغة الجسد وما يرتدي ، ومن هنا يعصر راسمو خطوط الموضة اذهانهم لاجتراح ملابس بمواصفات تقتفي أثر الفراشة الأنثى وهي تستعرض ألوانها الزاهية لاستدرار اهتمام ذكر الفراش ، لمشاركته الفراش،

اقتنعت السيدة الباكية وقررت أن تحتشم ، لأنها لم تكن تعرف ان "الموضة" ثقافة ورسالة بالغة الأهمية ، تعبر عن ماهية صاحب الجسد الذي يرتديها ، وعرفت أيضا لم كان الحجاب الإسلامي هو رمز لحضارة وثقافة ورسالة في الطهر والعفة والتقوى،

الدستور




تعليقات القراء

رورو
يا سيدي ثقافة العري وثقافة لغة الاجساد هي اللغه السائده وصلت المرأه في بلادنا العربيه والاسلاميه الى قناعه انها اذا لم تتعرى من خلال ما قل من الثياب فلن تجد عريسا ولن تجد عملا ولن تعجب احدا وانها ستوصم وتوسم بالخزي والتخلف وبأنها من العصر الحجري .

النساء في بلادنا يعتقدن ان النجاح في اي عمل كان نوعه يجب ان يستند الى المحاكاه الجنسيه وهناك تستطيع ان تثبت جدارتها بجسدها وليس بعقلها .


فقد تم تهميش دورها الانساني واستغلال جسدها بمبادره ايجابيه منها لتحقيق مآربها .

المضحك ان الدعوه الصريحه للجنس في عالم الحيوانات تأتي من الذكر فتراه اجمل من الانثى وعند ممارسة طقوس التزاوج هو من ينفش ريشه ويستخدم الوانه الجميله ويبدأ في المغازله ويتنافس في ذلك المتنافسون من الذكور للفت انتباه تلك الانثى .

عجيب كيف لا نستطيع محاكاة تلك الحيوانات وان يلفت الرجل انتباه الانثى بعلمه وثقافته واتزانه وشفافيته ووقاره وان تكون الانثى هي المتمنعه التي تبحث عن ذلك الرجل الذي سيكون حاميا لها وتشعر بالامان في كنفه وان تكون جيناته هي الافضل والاقوى.


اخذت المرأه على عاتقها ان تكون تلك الدميه الجنسيه التي تشبع عيون الرجال وليسيل لعابهم عليها.


ملحوظه جديره بالاهتمام اخي الكاتب لا يوجد امرأه لا تدري ان لباسها يثير الشهوه فالنساء يقفن امام المرآه بالساعات صباحا قبل الذهاب للعمل وتبدل وتغير من ملابسها لترى ايها سيثير مخيلة الرجال لا توجد امرأه لا تعرف هذه حجة من لا حجة له .

ومن احسن من قول الله قل للمؤمنات يدنين عليهن من جلالبيهن صدق الله العظيم
05-04-2010 03:28 PM
سياج المجالي
الاخ حلمي ان النساء اكثر المخلوقات معرفه بما يرتدين من الملابس ووضع المساحيق والحراك
ولكن تتفاوت هذه المعرفه بينهن تباهيآ او اغراء او تكسبآ00
ولكن حق النساء على ازواجهن واولادهن واخوتهم بالاجازه لللباس او الخروج بما وضعت من مساحيق واكسسوارات فالبيت مسؤول عن تلك التصرفات
08-04-2010 11:29 PM
مأمون الساكت
شكرا جزيلا للكاتب الكبير الموضوعي الملتزم/ الأستاذ حلمي الأسمر
وأستغرب كثيرا من الأخت صاحبة التعليق/ 1
فهي تبدو في أول تعليقها وكأنها تبرر لتلك الخارجات عن الدين والحياء،، بأنهن لبسن تلك الملابس غير المحتشمة ولا المحترمة مسايرة للمجتمع اللاديني لأن هذه هي العملة الدارجة اليوم !!!
في مجتمعنا الكثير من الفاضلات المحتشمات الطاهرات والحمد لله اللات لم ينسقن وراء دعاة جهنم الذين يمكرون لهن مكر الشياطين ليلا ونهارا ليخرجونهن من بيوتهن أشباه عاريات للتمتع بالنظر إليهن إن لم يتيسر لهم أكثر من ذلك...
وأغتنمها فرصة لأقدم نصيحة لأولياء الأمور الذين لم يغاروا على أعراضهم بل فقدوا رجولتهم وقوامتهم في النصح والتربية والتوجيه وأذكّرهم بآية في كتاب الله تعالى:

" يا أيها الذين آمنوا لاتخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون"
صدق الله العظيم.
12-04-2010 02:08 PM
غزل
بصراحة عجبني الموضوع كتيربس ليش نروح لبعيد انا بنت محتشمة ولابسة جلباب عندي شهادة وخبرات كتيرة بدور عشغل بس اللي لقيتة انهم مش الكل بس الاغلب بدوروا عالبنت اللي مش محتشمة حتى لو كانت لابسة حجاب بس يكون حجاب فايع عشان هيك متطلبات الشغل بس انا بالنسبة الي معتزة بحجابي وبلبسي ومابهمني
15-04-2010 02:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات