رعونة السياسه الأمريكيه .. سيؤدي لسقوطها


كنت في مقال سابق تحدثت عن بداية أفول نجم الولايات المتحده الامريكيه, وتطرقت الى انهيار الاتحاد السوفياتي على يد غورباتشوف والبرسترويكا التي طرحها, وباعتقادي أن المياه تجري من تحت أقدام ترامب ان كان لا يعرف حيثيات ما قاله بوتن,, وإن كان يعرف فهذه أكبر سقطه ستودي بالاتحاد الفيدرالي الامريكي الى الهاويه ولربما تكون القاصمه.. هنالك ضعف ملحوظ في السياسه الامريكيه في السنتين الأخيرتين لا استطع أن أجزم أن مرده تردد الرئيس اوباما في حينه, أم أنه كان هناك لوبي داخل الكونغرس يعمل بشكل دؤوب على افشال الديموقراطيين لا محلياً فحسب بل ايضاً افشالاً لسياساتهم الخارجيه وكان ذلك واضحاً من خلال تعاطي الاداره الامريكيه مع الملف السوري ولربما كان ورقه رابحه بيد بوتن الروسي للإنقضاض على العدو التقليدي ابان الحرب البارده ليلقى نفس المصير..لقد ترددت الاداره الامريكيه في الملف السوري وجعلت من دماء السوريين التي تجرى بكأنها لم تكن يوماً سبباً يوجب التدخل لحماية المدنيين وتقزيم القضيه في خطر الاسلحه الكيماويه والملف الايراني ومصالح امريكا واسرائيل فحسب..امريكا ادارت الملف السوري من زاوية مصالحها الشخصيه وليس كقوه عالميه اولى من واجبها حماية السلم العالمي والدفاع عن الشعوب المقهوره..والانتصار لقضاياهم
نعود الى سنودن وتجسس الولايات المتحده على حلفاءها جعلها في خانه ضيقه وموقف لا تُحسد عليه وخصوصاً انها تحتاج الى ميركل ومن سيتسلم دفة فرنسا وجميع القادة الاوروبيين للابقاء على سيطرتها على العالم ولتجنيب حلف الاطلسي المزيد من الانقسام, فامريكا طالما استخدمت الغرب والشرق والعرب للحرب عنها في كل اصقاع الأرض للمزيد من الهيمنه وللاستفراد بالقرار بعيداً عن لعبة المصالح المشتركه والمتبادله,, من هنا فضيحة التجسس بدأت تأخذ ابعاداً اكبر وبدأت ايضاً دائرة اتساعها تتزايد ولربما تصل الى ما هو ابعد مما خُطط له, من هنا نحن بانتظار قرارات جريئه للاتحاد الاوروبي والعالم اجمع لادانة امريكا حول هذه النقيصه ومعاقبتها اقتصادياً لا سياسياً فحسب..
اذا ما انهارت امريكا سنشهد انهيار دول الغرب كافه لا اقتصادياً فحسب فذلك قد بدأ ولكن سياسياً, بما يمهد لنشوء تكتلات اقليميه ودوليه على رفات الغرب الاستعماري, وهنا على العرب ان يؤسسوا لنشوء تكتل سياسي اقتصادي ولديهم المقومات والادوات الكفيله بانجاحه, وهذا يتطلب قرار سعودي مصري حيث ان الدولتين لدى أحداهما مقومات الاستئثار بالاقتصاد العالمي والأخرى لديها البعد البشري والتعداد الاكبر ضمن منضومة الاتحاد فيما لو تم , كما ان باقي الدول لديها امكانات تستطيع من خلالها الاسهام في انضاج التجربه وجعلها ترى النور فيما لو توفرت الاراده الصحيحه, وكان لدى القاده بعد نظر ووطنيه وانتماء لعقيدتنا واوطاننا..نحن على المحك والقمّه في أذار قادمه إما ننهض وإما نعود الى سباتنا ولكن سيكون الطامه..الى ان يرث الله الارض
أخطأت امريكا بمحاولة احتلال العالم ايام البوشيين وأخطأت بمحاولة الاستفراد بالقرار وأخطأت ثالثاً عندما تجسست على حلفائها ولربما اخطأت رابعه في انتخاب ترامب لكنها بالتأكيد حاولت وضع بطيختين في يمينها فوقعتا..من هنا أرى وكثيرين مثلي من أن العالم يسير بخطى سريعه الى التفكك ومخاطر هذا التفكك لربما تفوق الايجابيات المنتظره, فقرارات الرئيس المتسرعه دون دراسة نتائجها قد تقود العالم الى كارثه ونعود الى الحقب الاستعماريه والتقاسم بين الاقوياء على حساب الضعفاء..نمتلك مفاتيح عديده لكننا غير قادرين على تحديد وجهتنا والباب لا زال موصداً أمامنا..على الشعوب العربيه ان تنتفض لصالح الوحده لا للمزيد من التقسيم ودمتم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات