كلاسيكيات : نقد فني و خواطر عن فلم ملائكة الشوارع


شروحات عامة و تقنية عن العمل :
فلم اجتماعي كبير من انتاج سنة 1985. و يعالج قضية المهمشين و المشردين بالمجتمع من خلال مشكلة محمود و فاطمة...شاب و شابة تحت السن القانوني تقوم مشرفة اصلاحية برعايتهم. فتكون فاطمة تحت وصاية المشرفة بالبيت بينما نرى محمود تتقاذفه امواج الحياة من الاصلاحية بطلابها المشردين الى بيت المشرفة التي تحن عليه كثيرا حينما تعرف انه ذو ميول موسيقية تربية محسن راقي.

هذا الفلم مميز و ناجح لعدة اسباب. فهو من بطولة فنانين كبار من ايام الزمن الجميل كتب هذا الزمن الراقي باسمهم و باسم زملاء لهم اسسوا الكثير به و امطروه بكرم كبير و ابداعات سينمائية راقية ستبقى علامات فارقة في التاريخ الفن المصري العريق. و هاؤلاء الفنانين اضفوا على ملائكة الشارع سحرا كلاسيكيا حلوا جدا. فهو من بطولة (مع حفظ الالقاب) اثار الحكيم و الراحل ممدوح عبدالعليم و الراحل شكري سرحان و الراحلة سناء جميل و الراحلتين زهرة العلا و مريم فخر الدين. و اشترك مع هاؤلاء الكبار نخبة لامعة جدا جدا من النجوم في الفن المصري. الفلم من تأليف الراحل نبيل غلام و من اخراج الراحل حسن الصيفي. و ربما سيستغرب من يقرأ لي هذه المقالة عن الاسباب التي دفعتني لأكتب عنه و هو فلم قديم بعض الشيئ بالرغم من قيمته الكبيرة. و الاجابة لهذا السؤال تكمن بأنني لاحظت مؤخرا و مع اشتداد رياح الربيع العربي في المنطقة ان هنالك شريحة واسعة من الناس في مجتمعنا العربي لا تقدر الحركة الدرامية في المنطقة العربية و خصوصا في مصر. لينكسف لي بأن جزء من السبب يعود على تقصير اقلام النقاد برفضها التعب و التضحية للكتابة عن كل نفيس قديم و جديد في السينما و الدراما و اعطاءه حقه من النقد او المديح بناءا على طبيعة العمل و ما يقدمه للمشاهده...فالنقد و الخواطر و التفسيرات و الشروحات عن الافلام ضرورية لزيادة عامل اسمه drama appreciation او التقدير الدرامي. فكلما تعبنا ككتاب بنشر مقالاتنا و الكتابة عن الاعمال باسلوب اكاديمي سليم و بسياسة نقدية سليمة سنساهم بخلق مناخ درامي راقي في الاردن و الوطن العربي عموما و سيكون عاجلا ام آجلا هذا الأمر مكون فعال يساهم في دفع عجلة الانتاج اكثر و بصورة اقوى في الاردن و الوطن العربي...فبذلك كادباء سنكون قد سلطتنا الضوء اكثر على الحركة الدرامية بتاريخها الدسم و على تجارب سالفة و معاصرة لنزيد من الوعي الدرامي و لإثراء الذائقة الدرامية في مجتمعنا العربي.

نقاش حول الحبكة و شخصيات العمل:
ملائكة الشوارع فلم درامي يحتوي على مآساة حقيقية لشاب محمود (ممدوح عبدالعليم) حيث يجد نفسه فجأة في الشارع بعد ان عاش حياة مرفه عند باشا ثري احسن تربيته و حتى قام بتسجيله كطالب بمعهد للموسيقى. و لكن بعد وفاة هذا الباشا اختلاف الورثة على الثروة اقفل الفيلا الذي عاش بها محمود...و من الواضح ايضا ان الورثة تخلوا عنه كيتيم بوسطهم ففجأة وجد نفسه بالشارع. و حينما يبتدأ الفلم مشاهده يكون محمود في قبضة شرطة تقوده بسيارتها الى اصلاحية تديرها مشرفة (سناء جميل). فنراه مع زكريا (احمد سلامة) و شاب مستجد اسمه كمال بطريقهم الى الاصلاحية.

في حقيقة الأمر نرى بهذا الفلم واقع هاؤلاء الشبان المشردين على حقيقته..فإنهم قوم من المشردين المنحرفين الذين تربوا بعيدا عن دفئ اجواء الاسرة...فليس لديهم من يسدد خطواتهم نحو الطريق السليم فحنان الأم لديهم كلمة قد يسمعوها من حين لآخر و لكن لا يفهموا معناها...فمنهم من عاش فترة متسكع بالشوارع يلتقط رزقه من الطرق الملتوية و السرقة و البلطجة و منهم من يعيش على امل ان يخرج حينما يبلغ السن القانوني ليحاول تدبير امره بسوق العمل و لكن بشخصية عرجاء بما انه تربي بمعزل عن كلمة امي و ابي...و حتى الاصلاحية لها حسناتها و لها سيئاتها فلا توفر لهم إلا شخصية المشرفة الحازمة التي تتعامل معهم بالضرب و الحزم بناءا على انهم منحرفين و يجب تربيتهم. و لكن بالمقابل تعلمهم هذه الاصلاحية مهنة صناعية ليقتاتوا منها بعد خروجهم منها و ليتعلموا تعبئة فراغهم بالشغل الحسن و بعمل مفيد اكثر من السير المنحرف...

محمود شاب تختلف طينته عن طينة شباب الاصلاحية. فتلاحظ المشرفة عليه بأنه شاب يتمتع بكلام مثقف و طالب يدرس علوم فنية راقية كالموسيقى...و نلاحظ هذا التباين الكبير بين شخصيته و شخصية شباب المصلحة. فهنالك زكريا (احمد سلامه) الذي يتمتع بشخصية عدوانية و غير مهذبة. و هنالك كمال الذي التقطته الشرطة عن الشارع و هو يسرق السيارات. فنراهم يقوموا بمضايقة محمود من حين لآخر. فتارة نراهم يستهزئوا به على المائدة في اولى ايامه بالاصلاحية. و تارة نراه يتعارك معهم في الحمام بسبب اصرارهم على استفزازه. و لا يجد من ينجده بهذه المصلحة إلا المشرفة و زميله عبدالله (محمود عبدالله) حيث نجد ان في داخل شخصيته كمية كببرة من الخير. فتحت سلوكه المنحرف الذي بحسب اعترافاته لمحمود دفعه للنشل و السرقة نكتشف نوايا خيرة جدا بداخله...فنراه ينجد محمود من رفاق السوء بالاصلاحية...و حينما يفقد محمود نقوده من حقيبة الاوكورديون يذهب عبدالله لينتزع من زكريا ما قد سرقه من محمود...
جميل هذا التباين بالشخصيات بين شباب الاصلاحية. فنرى بذور الخير بقلب الشباب بالرغم من سلوكهم السيئ لتتجلى اولى رسائل هذا الفلم الرائع، بأن الأمل موجود باصلاح نخبة منهم و بأن الخير موجود بقلوبهم و مع قليل من الرعاية اصلاحهم ليس مستحيل. و مع تبلور صراع محمود و استحالة عيشه بالاصلاحية تأتيه المشرفة بقرار منقذ ينقله نقلة جوهرية الى الافضل. فتقرر آخذه ليساعدها باعمال الفيلا التي تعيش بها و للمبيت داخل حرمها. فتعرفه المشرفة على خلف (حافظ أمين)، و هو رجل طاعن في السن و مسؤل عن العناية بحديقة المنزل. و تعرفه على فاطمة (اثار الحكيم). و هي بنت لقيطة مسكينة آخذتها المشرفة من الاصلاحية لبيتها لتساعدها باعمال المنزل. و هنا تتغير الاحداث بصورة جوهرية بحياة محمود و فاطمة.

فاطمة صغيرة بالسن و ربما تكون بسنين المراهقة المتأخرة. و هي صافية النوايا لا تعلم شيئ عن العالم الخارجي سوى بيت المشرفة. فبهدف حمايتها و الحرص عليها نرى المشرفة تمارس معها اقصى انواع الحزم. فنراها بصور متكررة تقول لمحمود بأنها تتمنى ان تخرج خارج المنزل لتشتري المؤمن للبيت...و نراها تهاب المشرفة كثيرا فحتى ترفض فك القفل عن هاتف منزل المشرفة حتى لطلب الاسعاف لخلف حينما يصاب بحالة التهاب رؤي و يحتاج الى الاسعاف...و في حقيقة الأمر نرى شخصية فاطمة النقية هنا تتفتح على حقيقة الحب...فنراها تقع بحب محمود. و نرى محمود يشعر بالانجذاب اليها...فاعجبني التجانس هنا بين فاطمة و محمود. فهم شباب يافع يحاول شق طريقه بهذه الحياة رغم حقيقتهم المرة...فيجدوا عوامل مشتركة تجمع ببنهم كثيرا كحالتهم و هم تحت اشراف المشرفة و قلوبهم النقية و نواياهم الحسناء...فقد اجتمعا و تعرفا على بعض بظروف حساسة جدا...

في حقيقة الامر يشتهي قلمي هنا ان يتوقف عند بعض ادوار اثار الحكيم. فبالرغم من انه ليس لدينا متسع من المجال للنقاش المعمق حول تجربتها الغنية بهذه المقال إلا انه احببت ان انوه و لو بإختصار عن بعض المحطات الغنية بارشيفها السينمائي. فمن الواضح ان هذه العملاقة الفنية تتمتع بموهبة استثنائية حيث كانت مقنعة لي بدور فاطمة. فكل دور من ادوار اثار كان له ميزة خاصة و خاصية تختلف في مضمونها عن باقي الادوار. ففي الثعلب و العنب كانت خطيبة عصفور (الراحل الكبير يونس شلبي) الشاب البسيط الذي يقع بمغالطات مهنية كوميدية اثناء بحثه عن استقرار وظيفي. و نراها فتاة لقيطة بريئة في ملائكة الشارع تمثل هذا الدور مع عمالقة الفن الكبار. و نراها ابنة ليل تائبة و شريكة عملية بوليصية مع الزعيم عادل امام في الثعلب و العنب..و نراها فتاة مكافحة و بسيطة في فريسكا حيث تتحفنا هذا الفنانة بقصة اجتماعية فريدة. وتلعب بهذا العمل دور شمس حيث تنتقل هذه الفتاة البسيطة من بيع الفريسكا على شاطئ من شواطئ البحر في الاسكندريه لتصبح من الطبقة الارستقراطية بكفاحها و بقصة درامية مميزة. ايضا لها دور بارز في فلم الكف مع الراحل الكبير فريد شوقي و تكرر الظهور معه في من يطفئ النار...هذه اثار الحكيم...فنانة قديرة و كبيرة ظهرت مع ألمع نجوم الفن في مصر و مازالت اصداء افلامها التي عانقت فن الزمن الجميل و امتدت فترة نشاطها لايامنا المعاصرة حاضرة بقوة لأيمنا الحالية...و المميز بها و الذي ساعدها لتصعد سلم النجاح التنوع بالادوار التي قدمته. فنرى ثراء بقدرتها على تجسيد الادوار و ثراء بتنوع الشخصيات التي قدمتها...و هذا دلالة على نجاحها الكبير في العالم الدرامي. فقدرة الفنان على تقديم ادوار مختلفة في ارشيفه المهني تدل على عمق موهبته بصورة كبيرة.

عند مشاهد مرض خلف تقع تطورات تؤدي الى انكشاف حقيقة حول فاطمة التي نشأت مسكينة و وحيدة في الاصلاحية...فتطاولت ايادي المجرمين في الاصلاحية على بيت المشرفة انتقاما منها و من حزمها معهم. و بعد عراك تسبب بأذية خلف بين فاطمة و محمود و بين شباب الاصلاحية ترغم هذه الظروف ابطال الرواية على الهرب خوفا من عواقب ما قد جرى. و تتعرف فاطمة على البيت الفاخر الذي تربى به محمود حيث يلجئ له هربا من الشرطة. و لكن سرعان ما تجبرهم ظروفهم القهرية على العودة للاصلاحية بسبب صورهم المنشورة في الصحف حيث تظهرهم الاخبار بأنهم موضع المسؤلية مما قد جرى لبيت المشرفة...

بين ثنايا حياة محمود و فاطمة التي شهدت الايام الحلوة و الايام المرة تنكشف لنا كمشاهدين قصة محزنة كانت السبب في تشرد فاطمة. فتقرأ شريفة (زهرة العلا) بيانات عن فاطمة في الصحف حين هربها من بيت المشرفة. و تتحرك بداخلها غريزة الأم حينما تشاهد صورها و المعلومات المنشورة بالصحف عنها. و تدفعها عاطفتها لزيارة المشرفة لكي تستفسر عن الأمر. فتنكشف لها المفاجأة الكبرى بأن القدر الذي قصا عليها كثيرا في الماضي شاء أخيرا ان يجمعها مع ابنتها فاطمة بعد صبر مرير...و بأن فاطمة هي طفلتها من صلبها. و هنا نتعرف على قصتها بالكامل و كيف حرمت فاطمة من امها حينما اصرت على الزواج من ابن سائق اهلها. و حيث ان شريفة ابنة عائلة كريمة سرعان ما علم اهلها بامر الزواج و الحمل و حرموا شريفة من ابنتها، حيث ألقوها بلا شفقة و قلب في الجامع. و انتهى بالطفلة الأمر بالاصلاحية ثم في منزل مشرفة الاصلاحية...و بعد فترة قصيرة من هذه الاحداث تزوجت شريفة من انسان بشع المعاملة و مادي النوايا لتعيش عيشة تعيسة جدا على ذكرى ابنتها. و لكن رغم ظروفها القهرية نراها تتصرف بحكمة كبيرة فنىراها تضمها الى حنانها حتى بالرغم من نصيحة شقيقتها لها بأن تتركها و شأنها...و لكن هذه هي طبيعة عاطفة الأم و عمق صلتها باولادها...و هذا الجميل بهذا الفلم . فرسالته مفعمة بالرجاء و الأمل و الخير و البذل من اجله...

مما لا شك به ان هذا الفلم مستوحى من واقع الحياة. فهو انعكاس لواقع مرير يعيشه الأقل حظا في مجتمعنا. فهذا هو الانسان في عالمنا الآدمي...قليل من الملائكة و قليل من الشياطين...و هذا ما تجنيه على الملائكة الشياطين حينما تقسو القلوب و تموت الضمائر و تحرم الامهات من فلذات اكبادها...فتتحول حياة الاطفال الى تشرد و يتم و مرار و يتذوقون الجوع و العطش في الشارع و في العراء...تبطش فيهم قسوة الحياة و قوانين الغاب في الشوارع و يذوقون المرار و يتعلمون قوانين الغاب و لغة العنف ...ليصبحوا نسخة من النماذج التي تحاول الاصلاحيات تأهيلها الى بشر منتج بدل من تسكعهم بالشوارع...و هنا نرى براعة الكاتب الراحل و المخرج الراحل بأخذ رواية مستوحاة من الواقع و تقديمها بقساوتها و لكن بصيغة درامية تعطي الامل و الرجاء و النموذج الحسن لاصلاح هذه القضية...فالأم سعت للسؤال عن ابنتها حينما تملكها أدنى شعور بأن ابنتها على قيد الحياة و تحملت مسؤليتها امام المجتمع و تطلقت من زوجها حينما احست ببشاعة نفسيته و عدم رغبته بمشاركتها مسؤلية ابنتها...انه فلم درامي يؤدي رسالة حلوة للمجتمع فنرى صراع الخير و الشر و نرى بشاعة الواقع مقدم بقالب درامي مفعم بالرجاء و الامل الذي نأمل ان يحرك الضمير و الوعي عند المشاهدين ليروا ثمر بشاعة اصحاب الضمائر الميتة و ما ينتج عنها من تمزق اسري و تفاقم لمشاكل اطفال الشوارع...و هذا هدف من اهداف الدراما...طرح المشكلة و المساهمة في حلها.

تختار شريفة تحمل مسؤلية ابنتها فاطمة. و لا تتوقف الاخبار السارة عند هذا الحد بل تخبرها عن والدها. و كيف انه اصبح دكتور مشهور في مستشفى معروف بالقاهرة. و يحمل اسم عادل أمين (شكري سرحان). فبكل براءة الملائكة تسعى فاطمة للتعرف عليه. و تواجه متاعب كبيرة في سبيل تحقيق هدفها . فتسعى لفعل ذلك من خلال معاكسته على التلفون و مراجعته بصفة شخصية في عيادته على انها مريضة. فيعاملها بقسوة ظنا منه انها تعاكسه. و تسبب قسوته لها مرض العمى المؤقت. و يشرف على علاجها لتنكشق الحقائق بسرعة له...بأنها ابنته الذي حرم منها لسنبن طويلة.

رأينا في هذا الفلم عمل درامي متكامل. فببن ايدينا قصة درامية تمتعت بسيناريو لاحظت من خلال احداث الفلم انه رائع. و رأينا اخراج كبير للعمل فالمشاهد كانت مقدمة باسلوب درامي رائع. و راينا اداءا فنيا مميزا لنخبة من عمالقة السينما في مصر. و رأينا حبكة تمت معالجتها باسلوب مهني راقي فلم نرى رواية مفككة تم معالجتها باسلوب ركيك يستخف بالمشاهد. حتى الشخصيات كانت مقنعة دراميا. و بالرغم من هذه العملقة إلا انني للفائدة العامة لي هذا النقد حوله...فشعرت ان قصة زواج شريفة مع زوجها حسن (نبيل بدر) لم تكن مقنعة بالشكل المطلوب. فبعد ان وجدت ابنتها فاطمة تتواجه شريفة مع زوجها. فنتعرف على ظروف زواجهم و كم كانت سنواتهم مع بعض جافة من دون مشاعر و حب متبادل بين الطرفين. فكان زواج تم ترتيبه من قبل والد شريفة ليستر على ابنته بعد زواجها من عادل ابن سائقه...و لكن الذي لم ارى انه مقنع هو استمرار زوجين بالعيش مع بعض من دون اولاد لسبعة عشر سنة... فشعرت ان هذه الرواية كانت يجب ان تصقل ادبيا اكثر خصوصا بعد فضح خبث نواياه حيث اجبر شريفة على كتابة شيك له بمبلغ مغري بعد ان شك بسلوكها ليطلقها. قصة شريفة و حسن لها صلة مباشرة بالحبكة الرئيسية للعمل و يمكن تصنيفها بحبكة ب او حبكة ثانوية في السيناريو فاذا أمنا ان الحبكة الاساسية تتمحور حول ممدوح و فاطمة و كفاحهم لايجاد حل منطقي لمشاكلهم فقصة شريفة والدتها مع حسن لها صلة ثانوية بهذه الحبكة لأن تمت معالجتها بصورة جذرية ضمن مشاهد فعالة في صلب السيناريو كمسبب لمأساة فاطمة لذلك اي ضعف درامي هو غير مقبول بفلم بهذا الحجم و الرسالة. و هنالك عملية نشل محفظة حسن من قبل عبدالله برفقة محمود و بعدها التقائهم بشريفة...فكانت دراميا سهلة التوقع و لم تصقل بالصورة الجيدة...

في نهاية المطاف لا يسعني إلا و ان اتمنى من السينما في انتاجها الحالي و مستقبلها القادم ان تلتفت الى تجارب الماضي الناجحة...فهي ستساعدها ببلورة شخصيتها الحالية و اثراء المستقبل بالمزيد..فهي من دونها من دون هوية و جنسية و لن تقوى على الاستمرار و العطاء...فالقاعدة دائما تقوي باقي طوابق البناية و من دون قاعدة لن تقوى البناية على الوقوف... و من دون تجارب الماضي الناجحة لن نقطف ثمار المستقبل...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات