تيار المستقبل اللبناني ينفي اتهام سوريا بتورطه في تفجير دمشق


جراسا -


دمشق، بيروت - وكالات

نفى تيار المستقبل، الذي يتزعمه النائب سعد الحريري في لبنان الجمعة 7-11-2008، أية علاقة له بمجموعات سنية متطرفة، أعلن أعضاؤها في "اعترافات" بثها التلفزيون السوري أنهم نفذوا اعتداء دمشق الذي وقع في 27 سبتمبر/أيلول.

وبث التلفزيون السوري مساء الخميس تسجيلا لما قال إنه اعترافات لعناصر ما يعرف بتنظيم "أنصار الإسلام" قاموا خلالها بتبني عملية تفجير في دمشق أدت إلى مقتل 17 شخصا، وزعم هؤلاء أن تمويلهم يأتي عن طريق تيار المستقبل اللبناني، الذي يتهم سوريا باغتيال زعيمه رفيق الحريري العام 2005، كما قالوا إن عناصر سعودية تشارك في عملياته.

ومن جانبه، قال النائب أحمد فتفت من كتلة تيار المستقبل النيابية "هذه ادعاءات لا أساس لها من الصحة، ومسرحية تؤكد أن الاستخبارات السورية مرتبطة بفتح الإسلام".


وأضاف النائب فتفت "إذا كان لديهم أية حقائق فليقدموها للجنة تحقيق عربية أو دولية".

وتساءل المسؤول في تيار المستقبل عما إذا كان هناك علاقة "بين الاعترافات والانتشار السوري عند الحدود" مع لبنان.

وقال إنها "مسرحية متكاملة الأطراف، ولذلك نخشى من عمليات أمنية في الشمال وفي أنحاء أخرى من البلاد".

وحذر من أن السوريين "يعتقدون أنه يمكنهم استغلال المرحلة الانتقالية في الولايات المتحدة للاستفادة على حساب لبنان".

وقد عرض التلفزيون "اعترافات" 12 شخصًا، قال إنهم أعضاء في فتح الإسلام، أقروا فيها بأنهم ساعدوا بالتخطيط للهجوم الذي استهدف مجمعا للمخابرات في العاصمة السورية.
 وظهر في الاعترافات شخص قدم نفسه على أنه "المسؤول الأمني والمتحدث الرسمي" باسم فتح الإسلام عبد الباقي الحسين أبو الوليد، السوري الجنسية، من معرة النعمان (إدلب)، والرجل الثاني بعد الفلسطيني شاكر العبسي، قائد التنظيم.

وقال "إن المسؤول عن تفجير السيارة المفخخة في المتحلق الجنوبي مدخل السيدة زينب هو أبو عائشة السعودي، الذي قتل فيها"، وأضاف أن "السيارة المفخخة سرقت من أحد السائقين العراقيين وهو طه حسن عبود الدليمي في الـ26 من سبتمبر/أيلول الماضي، عندما اعترضه 4 أشخاص من التنظيم، هم أنس عثمان وأحمد رمضان وعبد الحليم رعد واليمني نبيل أحمد الذهب، وأخذت السيارة إلى مزرعة في خان الشيح وتم تفخيخها".

وتابع يقول إن العبسي "توارى عن الأنظار واحتمال وجوده في العراق أو في مكان آخر، وسلمت القيادة إلى "أبو محمد عوض" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، الذي سمي أميرًا للتنظيم، وأصر على القيام بعمل تفجيري في سوريا لإضعاف النظام السوري والأجهزة الأمنية، بسبب قتلهم عددا من عناصر التنظيم على الحدود العراقية واعتقال آخرين، ووضعهم في السجون الأمنية السورية".

وقال أيضا إن "التنظيم سيقوم بأعمال إرهابية تستهدف عددا من المراكز الأمنية السورية، ومنها سيارات المبيت لعناصر الأمن التي قامت بقتل أحد أعضاء التنظيم على الحدود السورية العراقية وهو أبو الليث، واعتقال عدد كبير منهم موجودين في الفروع الأمنية السورية.

وأكد أن "جميع من قاموا بأعمال إرهابية وعرضوا على التلفزيون كانوا متأثرين بكتب ومراجع تحتوي فكر تنظيم القاعدة، ويدرسون في معهد الفتح الإسلامي بدمشق، ولهم اتصالات مع القاعدة في العراق وفتح الإسلام في لبنان في مخيمات البداوي والبارد (شمال) وعين الحلوة (جنوب)".

ابنة شاكر العبسي

ومن بين المعترفين امرأة قالت إنها ابنة زعيم تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي. وذكرت وفاء شاكر العبسي إحدى المعترفات أن "التنظيم حصل على أموال من التيارات السلفية، ومنهم كثير من السعوديين المنظمين بينهم أبو رتاج وأبو يوسف السعودي الموجودان في طرابلس بلبنان، وكذلك من تيار المستقبل وبنوك تابعة لتيار المستقبل".

ويتهم تيار المستقبل عناصر المخابرات السورية بالوقوف وراء موجة من الهجمات طالت قياديين من قوى 14 آذار التي قادت حملة شعبية أدت إلى إنهاء الوجود السوري في لبنان عقب حادث اغتيال الحريري. ولا زالت المحكمة الجنائية الدولية تحقق في احتمال تورط مسئولين سوريين في تلك الأحداث.

وقالت وفاء في اعترافاتها إنها سألت والدها عن العلاقة مع تيار المستقبل ومواصلة العلاقة معه، فأجابها "نحن لسنا واثقين منهم.. ممكن أن تتبدل هذه العلاقة لمصلحة أو لتيار سياسي"، وأفادت أنها تزوجت "مرتين الأولى من السوري محمد طيورة الذي قتل على الحدود السورية اللبنانية، والثانية من ياسر عناد المعتقل حاليا".

وأوضح التلفزيون أن المعترفين هم من "الإرهابيين السوريين والعرب"، الذين نفذوا الاعتداء بسيارة مفخخة عند مفرق السيدة زينب على طريق مطار دمشق الدولي، وأودى الاعتداء بحياة 17 شخصا وجرح 14 آخرين، وهو الاعتداء الأكثر دموية في سوريا منذ الثمانينيات.

وتنظيم فتح الإسلام، الذي يضم مقاتلين فلسطينيين ولبنانيين إضافة إلى مقاتلين من جنسيات عربية أخرى، مسجل على لائحة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية في أغسطس/آب 2007، وقد شن مواجهات دامت أكثر من 3 أشهر مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، قبل أن يهزم في بداية سبتمبر/أيلول 2007.

وظهر التنظيم المذكور في نهاية 2006، بعد أن تسلل عناصره إلى المخيم المجاور لمدينة طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، وترأس التنظيم العبسي، الذي أمضى عقوبة بالسجن في سوريا لعلاقته مع تنظيم القاعدة، ولا يزال فارا منذ سقوط مخيم نهر البارد.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات