كارثة اقتصادية: مستوردون نهبوا مليارات الدنانير بواسطة "بطاقة المستورد" !


جراسا -

المحرر الاقتصادي - تتسبب "بطاقة المستورد" التي تصدرها وزارة الصناعة والتجارة، بتهرب ضريبي فادح يصل الى مئات الملايين من الدنانير سنوياً، جراء استغلالها من مستوردين متنفذين للاستفادة من الاعفاءات الضريبية التي تتيحها لعدد من البضائع المستوردة، فتصب مئات ملايين الدنانير التي يتم التهرب منها ضريبيًا الى أرصدتهم، بدلا من رفدها لخزينة الدولة المنهكة اقتصادياً.

وتتيح "بطاقة المستورد" التي يصدرها بعض المستوردين المتنفذين من وزارة الصناعة والتجارة، باسماء مواطنين معاقين أو نساء وكبار في السن، استرداد ضريبة المبيعات عن عدد من البضائع المستوردةً، الامر الذي دأب على استغلاله والاستفادة منه لسنوات طويلة سابقة للتهرب الضريبي، وبغطاء قانوني، أعيى فيما يبدو الحكومة عن رؤيته، فسكتت عنه طيلة سنوات طويلة خلت، بشكل لا يمكن تفسيره.

تجار ومختصون، اجرت معهم جراسا مقابلات لاستيضاح الامر على حقيقته، اجمعوا بان الامر كارثة وطنية اقتصادية، مستمرة منذ العام 2001 حتى اللحظة، ويستغلها بعض المستوردين المتنفذين للتهرب الضريبي بمئات الملايين،مؤكدين ان من بينهم تجارا معروفين وبعض النواب، مؤكدين ان سكوت الحكومات المتعاقبة على استمرار هذا النزيف في الاقتصاد الوطني، دون ضبط الامر، تقصير غير مفهوم، وغير مقبول السكوت عنه ابدا من الحكومة الحالية.

وفندوا لـ"جراسا" كيف يتم التلاعب الضريبي من خلال "بطاقة المستورد"، حيث يقوم بعض المستوردين من الوزن الثقيل باستغلال معاقين او كبار في السن او قصّر ونساء، للتحايل على دائرة الضريبة عبر استصدار "بطاقة استيراد" باسمائهم، مقابل حفنة من الدنانير دون علمهم بما يحاك لهم، ليتم تسجيل الضرائب على المعاقين والغلابى، فيما يسترد المستوردون المتنفذين ضريبة المبيعات المترتبة على بضائعهم لاحقاً !

وقالوا ان حجم الاستيراد على ذات الطريقة منذ العام 2001 حتى اليوم يزيد عن 100 مليار دينار، اي ان الخسائر الضريبية خلال الفترة الزمنية من 2001 لغاية 2017 لو قدرت بنسبة الـ 16 بالمائة قيمة ضريبة المبيعات، تبلغ ما يقارب 16 مليار دينار، اي ما يقارب رقم المديونية الاردنية كلها، ضاعت من خزينة الدولة لصالح جيوب المستوردين المتحايلين على القانون.

واضافوا انه بعد انكشاف هؤلاء المتلاعبين لاحقاً، تتفاجىء الاجهزة المختصة ان هذه البطاقات مسجلة باسماء اشخاص معاقين او كبار في السن او ميتون حتى، ممن تكون محاكمتهم التي ستستمر سنوات طويلة في المحاكم غير مجدية، الامر الذي يطرح تساؤلات حقيقية حول كيفية تسجيل هذه البطاقات بالاساس لهم، دون التدقيق على اسمائهم ومعرفة واقعهم الحقيقي البعيد عن عالم التجارة والبزنس ؟!

وبينوا ان ذات المستوردين يقومون على الفور، بتسجيل شركات اخرى حال انكشاف الاولى، ومتابعة الاستيراد عبر ضحايا جدد، وبطاقات استيراد جديدة !

ويظل عدم التحرك الحكومي الفوري لوقف نزيف الاقتصاد الاردني عبر هذه المنظومة الفاسدة التي تلجأ للتحايل على القانون دون رقابة او ردع حقيقي، نهباً ممنهجاً لاموال الدولة الاميرية من محتالين يتلاعبون بالقوانين، فيما الاجهزة المعنية عاجزة عن معاقبتهم او معالجة الخلل، الامر الذي تسبب عبر سنوات غابرة، بضياع مليارات الدنانير على خزينة الدولة.

بقاء الامور متروكة لهؤلاء المتنفذين للتلاعب باموال الدولة الاردنية، دون وضع حد والية مناسبة تمنع تحايلهم عبر "بطاقة الاستيراد" يظل مأخذا خطيرا على حكومة الملقي.. وخللا وقصورا يسجل على ادائها، والتي بات المطلوب منها بشكل فوري وحاسم، ان تفرض القانون على من يشكلون خطراً اقتصاديًا على البلاد يفوق اخطار التنظيمات المتطرفة، واسترداد الاموال المنهوبة منهم عبر احتيالهم لسنوات طويلة على القوانين، والكفيلة بسد عجز موزانة الحكومة اضعافا مضاعفة، مثلما يظل الحديث عن اية اصلاحات اقتصادية في ظل عورة حكومية مكشوفة، غير قادرة على وقف التهرب الضريبي الممنهج، غير مقنع للمواطنين الذين انكشفت "عورتهم" الاقتصادية ابدا.

"جراسا" تضع هذا الملف الخطير بين يدي مسؤولي الدولة جميعهم،وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء شخصياً، الذي انتهجت حكومته سياسات جباية وتقشف، ولجوء لجيوب المواطنين، بدلا من استرداد ما نهب من خزينة البلاد عبر التحايل الضريبي،من جيوب متنفذين ومستوردين يرون انفسهم فوق القانون، ووضع وصفة علاجية طارئة لهذا الاختلال الاقتصادي الخطير، الذي يكفل رفد خزينة الدولة بمليارات الدنانير، ويكفل "رفد" حكومة الملقي ايضاً بشعبية ربما لن تكون مسبوقة !



تعليقات القراء

لماذا لايتم التحرك بالمطالبة بهذه المليارات
والسؤال الذي يبحث عن جواب له : هل من الصعب في عصر الكمبيوتر والاءكسل معرفة اسماء هؤلاء الناس وحصر اموالهم والمبالغ التي حصلوا عليها ؟؟!! الجواب سهل جدا لو توفرت الارادة الحكومية بفعل ذالك .
02-02-2017 12:33 AM
التهرب الضريبي المافياوي
اليوم .... كانت السيده الحروب تطالع بعض الفقرات من تقرير ديوان المحاسبه الفضيحه ..8 شركات كبرى متهربه وترفض دفع مليار دينار ضرائب ومشروع حكومي للفقراء عينو فيه بكلفة 5 مليون دينار قرض دولي حتى اعداد التقرير خلال فتره وجيزة تم صرف 3 مليون دينار رواتب لعدة مستشارين ومصاريف قرطاسيه ورق واقلام والعديد من مشاريع السرقه والنهب الحكوميه المافيويه ..
02-02-2017 01:05 AM
ابو ثائر
وبناءا عليه قررت الحكومه معاقبة الشعب اﻻردني كله برفع اسعار النفط الى ارقام خياليه ظالمه لعدم قدرتها على اعادة اﻻموال المنهوبه من الصعاليك والحراميه الكبار
02-02-2017 07:54 AM
ابو السعيد
اذا هالحكي صحيح فان شر البلية ما يضحك فعلا وعلى رأي البعض صحتين وعافية
02-02-2017 08:06 AM
محمد قواسمه
للأسف الشديد هؤلاء الذين يتشدقون بالوطنية ليل نهار !! مع أن الوطن بالنسبة لهم ليس أكثر من بقرة حلوب . يجب ملاحقة هؤلاء بمنتهى الجدية والحزم إن كان هذا الخبر صحيحاً. حمى الله الوطن من كل عابث . وأطيب التحية لكل المخلصين .
رد بواسطة سالمي
الوطنية للفقراء و الوطن للاغنياء
02-02-2017 08:19 AM
جمال خ
لا اشكك بالخبر لكن الارقام مبالغ بها فهذه القيمه 100 مليار تزيد عن نصف مستوردات الاردن
رد بواسطة إلى الأخ جمال
حجم المستوردات 100 مليار من العام 2001 و حتى اليوم
كما ورد في السطر الأول من الفقرة الخامسة
02-02-2017 08:26 AM
الصخري
ويستمر مسلسل الهدر المالي والاقتصادي من قبل بعض الفاسدين والجشعين الذين لا يوجد عندهم ذرة ايمان........
02-02-2017 08:56 AM
اردت غالي
لو فتح هذا الملف رح تطير شخصيات
افتحوا ملف الشركات الوهمية اللي باعوها ع الورق وغسلوا فيها ملايين
02-02-2017 09:24 AM
ابو عادل
اصحي يا قرية، الشعب ضاع من هولاء التجار وامثالهم، انقذونا يا ذوات، انتبهوا الى الوطن وحدثوا القوانين، وطالبوا بما يمكن مطالبته من اولئك الحيتان.
02-02-2017 09:50 AM
منصور
محكمة أمن الدولة هي الأولى بحل المشكلة .....
02-02-2017 10:32 AM
موسى العموش
نلب من حكوتنا التحقق ومحاسبة هؤلاء وكف ايدي الحكومة عن قوت وكاز وبطاقة المواطن الواقع من طيارة
02-02-2017 11:39 AM
مغترب3
الضجه الاعلامية حول هذا الموضوع هو لتحميل المشكلة الاقتصاديه الى اشخاص وهميين باختلاق القصص الخيالية. سبب المشكله الاقتصاديه هو الفساد ومن يرعى الفساد
02-02-2017 11:44 AM
HomeAlone
والله .. من دول الخليج والدول الأوروبية وبنفس الوقت عنا نهب وسرقة بهذه الطريقة.
02-02-2017 11:49 AM
ابو سويلم
الى مغترب، هذا الموضوع يعتبرفسادا وتواطأ مع تجار متنفذين ولهم علاقات مع مسئولين بالدولة ولهم باع وذراع بالدولة
02-02-2017 12:53 PM
حسين الطوره
الاباء ياكلون الحصرم والابناء يضرسون وضعوا الاعفاء واكلوا الثمار ...صحتين وعافيه
03-02-2017 07:03 AM
الخالدي1
سهل جدا معرفة التجار واسترجاع الاموال وارباح تلك الاموال .
03-02-2017 02:03 PM
حامل كيس بزر وماشي
الحل بسيط جدا" ، التوقف عن العمل ببطاقة المستورد لمدة 6 شهور ، سيقومون بمراجعة السبب والاستعلام ، عند ذلك طلب الاوراق والثبوتات التي تثبت اوضاعهم واعاقاتهم ان وجدت اصلا" ، والله المستعان
06-02-2017 10:04 PM
الزعبي
بموجب قانون لكن الخطا لم يتطلب شروط باسم المستورد طبعا تدفع الرسوم والضرائب عند التخلص لكن ضريبة الاستهلاك المفروض يدفعها صاحب بطاقة المستورد تغيير القانون واجب وليسمح للتاجر ان يكون المرسل اليه اي المستورد
06-02-2017 10:42 PM
احمد الدهني
السبب في عدم محاسبه هولاء القوم انهم يدفعون كمشن عموله للكبار من القوم .الاردن غني لكن كثرة اللصوص افقر الوطن والمواطن والحبل على الجرار.
06-02-2017 11:18 PM
أبو الجوج
أعطي أسماء. أعطي دليل.
07-02-2017 07:11 PM
كامل باشا
و من اكبرهم السيد سيولة النقدية و عامل حاله انترا
08-02-2017 04:50 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات