الضرائب المباشرة وغير المباشرة وأثرها على الشارع الأردني


 لو اتخذت الحكومة مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي يمكن أن توفر مئات الملايين، بدلاً من فرض الضرائب على الفقراء، وحاسبت أغنياء البلد من أصحاب الشركات الأردنية ذات الترخيص الأجنبي المعفاة من الضرائب بدلاً من العبث في جيب المواطن، وإجباره على الدفع بطرق مباشرة وغير مباشرة، أفضل ألف مرة من خنق الشعب، وإيصاله الى الحد الذي يكون فيه مجبراً على اتخاذ قرارات تكون انعكاساتها سلبية على الإقتصاد الأردني، وعلى حركة البيع والشراء، ومثال على ذلك؛ مقاطعة المواد الغذائية مرتفعة الثمن، أو تلك التي لا تستطيع الحكومة السيطرة على أسعارها بعد اختفاء وزارة التموين من الوجود.

هناك إجراءات قامت بها الحكومات لم تغير من المعادلة، وما زالت المديونية في ارتفاع مستمر:

أولاً: الحكومة تفرض ضريبة على كل مواطن 7 قروش على كل لتر بنزين وديزل.

ثانياً: رفعت الحكومة ضريبة المبيعات الى 16 بالمئة على سلع ومواد كانت نسبة الضريبة عليها صفر بالمئة، أو 4 بالمئة أو 8 بالمئة.

ثالثاً: رفعت الحكومة رسوم جواز السفر من 20 ديناراً الى 40 ديناراً.

الضرائب غير المباشرة: ضريبة المبيعات والرسوم المفروضة على كل شيء في الأردن ما عدا الهواء فقط ليس عليه ضرائب أو رسوم على الفواتير.

وعدت الحكومات السابقة والحالية بحماية الطبقة الفقيرة والمتوسطة، مع أن الطبقة المتوسطة غير موجودة وإن وجدت فهي بنسب بسيطة وهامشية، وتتلاشى مع الوقت، والأسباب التي تجعل من الطبقات المتوسطة والفقيرة تتحمل العبء الأكبر ما يأتي:

المسئول الذي يقبض رواتب تتجاوز 1500 دينار لغاية 20 ألف دينار كحد أعلى يدفع ضريبة 4 بالمئة وكلما ارتفع الراتب تناقصت نسبة الضريبة بالنسبة لحجم الراتب، أما المواطن الذي يقبض 500 دينار فإنه يدفع ضريبة تساوي 12 بالمئة من دخله. هنا المعاناة التي يشعر بها المواطن العادي لا يشعر بها المواطن السوبر.

تعتمد الحكومة على الضرائب غير المباشرة في تحصيل الإيرادات العامة، بفرض حوالي 78 بالمئة من إجمالي الإيرادات الضريبية والتي يقع مجملها على المواطن البسيط، ولا يتأثر بها أصحاب الرواتب الضخمة، فالمسئول أو التاجر (الحوت) عندما يدفع 500 دينار من أصل 20 ألف دينار ضرائب للحكومة لا يتأثر بالقدر الذي يتأثر به المواطن الذي يدفع 100 دينار ضرائب من دخله البالغ 500 دينار، لأن ضريبة الدخل تساوي 22 بالمئة أي 22 دينار على كل مائة دينار، وهذه كارثة بحد ذاتها.

الهدف الأساسي لفرض الضرائب هو إخضاع الأموال والثروات التي بين يدي الشعب أو تلك المتأتية من الرواتب والإمتيازات الى أموال تساهم في تعزيز قوة الدولة اقتصادياً، وتوزيع عادل للثروات، وإجبار الأغنياء الذين استفادوا من التسهيلات الحكومية لتوفير خدمات عامة للفقراء، مثل: التعليم، والصحة، والطرق، والبنى التحتية في المدن الأردنية، لكن الحكومات ركزت على الضرائب غير المباشرة مما ادى الى إرهاق المواطن على حساب الطبقة الغنية التي لا تتجاوز نسبتها 20 بالمئة من الشعب، وتتحكم في 80 بالمئة من الناحية الإقتصادية.

الإيرادات كانت متواضعة جداً لأن المواطن لم يعد لديه المقدرة على الدفع، فالدخول متآكلة، والضرائب غير المباشرة لا ترحم، والكرم الحاتمي المقدم من قبل الحكومات للأغنياء وحيتان المال والأعمال أهدر حوالي 500 مليون دينار سنوياً ضرائب مباشرة من الحيتان، وأقل من هذا المبلغ بقليل ضرائب غير مباشرة يدفعها الفقراء دون الأغنياء..؟!

هل يعلم المواطن بأن أول 16 ألف دينار معفاة من الضرائب، وتدفع العشرة آلاف الثانية بعد ال 16 ألف؛ 10 بالمئة ضرائب، والعشرة آلاف الثالثة يدفع عليها 14 بالمئة، وبعد ال 36 ألف دينار تصبح الضريبة 20 بالمئة، لكن هل يدفع الأغنياء ضرائب أم يتهربون من الدفع، مع فائدة يجنيها الغني دون أن يعلم بها كثير من أفراد الشعب، وتتمثل في أن الأرباح الرأسمالية معفاة من الضرائب، مثل: صناديق الإستثمار، والمتاجرة بالعقارات، بالإضافة الى أرباح الأسهم، وتجارة السندات الأجنبية.

لهذا جاءت الضرائب غير المباشرة التي يدفعها المواطن بسبب تدني الدخل السنوي، لذلك لا يدفع الفقير ضريبة دخل بل يدفع ضرائب غير مباشرة، أما الغني فإن نسبة 20 بالمئة لا توثر على ملايينه المكدسة ومع هذا فإن أغلب الأغنياء يتهربون من دفع ما يترتب عليهم من التزامات ضريبية..!

90 بالمئة من الشعب الأردني يدفع 22 بالمئة ضرائب. و10 بالمئة من الأغنياء يدفعون 26 بالمئة من دخلهم ضرائب.

هناك 2 مليار دينار ذمم على الأغنياء لم تستطع دائرة ضريبة الدخل تحصيلها لغاية الآن... لماذا؟

سؤال على هامش المشكلة: أين النواب وما هو دورهم فيما يجري داخل الوطن...؟!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات