القليل من الكرامة فقط!


هل يأتون بجديد اولئك الذين يقولون ان التفاوض خيارهم الاستراتيجي؟ حسنا لقد جربوا خيارهم عقدين من الزمان ولم يحرروا بوصة واحدة ، لا بل اهدوا اسرائيل فضاءات حيوية جديدة، اذن ليخلوا الساحة لخيارات اخرى ليس الحرب من بينها لاننا لا ندعو الى حرب وليس هناك عاقل يدعو الى حرب بل حل ما هو مطلوب هو اعادة صياغة التحالفات الاقليمية بما يفضي الى تشديد الضغط على اسرائيل ويعزلها دوليا بعد ان تكفلت الشقيقة الكبرى تركيا بعزلها اقليميا.

هل اخطأ عمرو موسى حين دعا الى صياغة تحالفات عربية مع دول الجوار (تركيا ايران ودول جنوب الصحراء)؟ انها استعادة لرؤية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بدوائرها الثلاث ( العرب ، افريقيا، عدم الانحياز) وبتعديل طفيف هناك الكتلة العربية التي ينبغي ان تكون عصية على الاختراق الصهيوني ودول الجوار تركية وايران وجنوب الصحراء بوصفها ظهيرا للعرب في احكام الطوق على اسرائيل وفي الاطار العالم الاسلامي من مانيلا الى الدار البيضاء وهذا الفضاء الرحب ينبغي ان يكون – ليس جائزة سلام – بل فكي كماشة لوأد المشروع الصهيوني.

يخطئ من يظن ان الحياة مفاوضات وتبدو سحنته مثيرة للشفقة وهو يدافع عن مبدأ التفاوض غير المفضي الا الى مزيد من الخيبات، خصوصا وان رئيس حليفة اسرائيل الاستراتيجية الولايات المتحدة الحق اهانة برئيس الدولة العبرية بسبب ادارته الظهر لاستحقاقات التفاوض ولا نقول السلام فيما نجد من يدافع عن مبدأ التفاوض مع القتلة؟ ان كلفة المقاومة حتى السلبي منها اقل بكثير من كلفة الاندلاق على طاولات التفاوض بيد ان احدا من عشاق الحياة بوصفها طقسا تفاوضيا لا يجدون ذواتهم الا في التفاوض.

لقد كل ومل الشارع العربي من مفردات بعينها ولم تعد تثير فيه غير الشعور بالغثيان فالقاموس الرسمي العربي ضاق حتى لا يكاد يتسع الا لبضع عبارات تنبئ عن هزيمة في الروح قبل الهزائم في الميادين ومحرج حد الاذلال ان تأتي المفردات القاسية بحق الصلف الاسرائيلي من عواصم غير عربية كأنقرة او طهران في حين لا نسمع من عواصمنا غير مفردات الغضب العاجز.

ليس المطلوب قرع طبول الحرب لانها كالسلام تحتاج الى قوة بيد اننا ندعو الى الصمود ورفض المعروض على الطاولة لانه ليس اكثر من فتات لا تقبل به حتى الامم المهزومة.

المطلوب القليل من الكرامة فقط .. الكرامة فقط!

سامي الزبيدي
الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات