ماذا قال العرب عن تهديدات ترامب؟


جراسا -

يومًا تلو الآخر يعزز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من تحقيق تعهداته للكيان الصهيوني الخاصة بنقل السفارة الأمريكية في الأراضي المحتلة إلى القدس وسط تقليل عربي من شأن هذه التعهدات، لاسيما وأن أغلب الدول العربية تتسارع نحو البيت الأبيض لتوطيد علاقة بلادها بالوافد الجديد دون النظر إلى القضية الفلسطينية الأمر الذي طرح سؤالًا مهمًا عن المواقف العربية في حال التزام ترامب بتعهداته ونقل السفارة إلى القدس، في خطوة تمثل خروجا عن المنهج المعتمد لدى الولايات المتحدة منذ عقود، حيث رفض جميع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية تنفيذه على مر التاريخ رغم التلويح به في أكثر من مناسبة.

وتباينت التوقعات العربية إزاء الموقف العربي الناتح عن تنفيذ نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة وإن كان هناك رأي يحظى بالأغلبية وهو أن العرب سيشجبون ويستكرون كما هو معتاد منهم مع كل أزمة، على الرغم من خروج بعض التصريحات الرسمية التي هددت بعواقب وخيمة على العلاقات العربية الأمريكية.

وقال شون سباسير، المتحدث باسم البيت الأبيض إنه في المراحل الأولى من المناقشات التي تتعلق بوعد ترامب خلال حملته الانتخابية بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

بيانات استنكارية

يتخوف الكثير من أن يسفر عن هذه الخطوة بيانات استنكار دون أي تحرك مضاد أو استباقي لمواجهة إجراءات ترامب، فبعد توجيه الجامعة العربية القطاعات المعنية بالأمانة العامة بدراسة كيفية التعامل مع هذه الخطوة إذا ما تحققت بالفعل، وتقديم توصيات يمكن التعامل معها من خلال آليات الجامعة العربية، آخذين في الاعتبار خطورتها ودلالاتها، حيث حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من خطورة توجه الإدارة الأمريكية الجديدة، لنقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس.

الموقف الفلسطيني

وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اتخاذ مجموعة من الإجراءات في حال نقل السفارة الأمريكية للقدس دون أن يفصح ما هي تلك الإجراءات؛ وبعد تباحث خلال لقائه مع الملك الأردني عبد الله الثاني في زيارة للعاصمة الأردنية حول قضية نقل السفارة الأمريكية، قال عباس: إن هذه الزيارة تأتي للتنسيق ما بين البلدين قبيل مغادرة الملك الأردني بلاده متوجهًا بزيارات رسمية لموسكو وواشنطن.

وأضاف محمود عباس، وهو يدعو الإدارة الأمريكية للعدول عن هذه الفكرة: اتفقنا مع الملك عبد الله على اتخاذ مجموعة من الإجراءات الثنائية في حال تم نقل السفارة، والتي إن حدثت ستكون عواقبها وخيمة. وطالب عباس إدارة ترامب بأن تشتبك مع السلطة في مفاوضات جدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين للوصول إلى حل سياسي.

مصر لا تستبق الأمور

“يجب علينا ألا نستبق الأمور فالإدارة الأمريكية الجديدة تولت مهامها حديثا” هكذا كان رد وزير الخارجية سامح شكري تعقيبا على موقف مصر من نقل السفارة الأمريكية للقدس مؤكدًا أن مصر تنتظر تولي الإدارة الجديدة لمسؤولياتها حتى تبدأ فى حوار مكثف معها لدعم العلاقات الثنائية وتناول القضايا الإقليمية ووضع تصور مشترك لكيفية معالجة المشاكل المزمنة القائمة ومواجهة التحديات القائمة حاليا.

تهديد أردني

من ناحية أخرى وعلى الرغم من التعاون الإسرائيلي الأردني في الفترة الأخيرة، إلا أنه كان رد فعل وزير الأوقاف الأردني هايل داوود على هذه الأنباء بوجوب وقفة عربية وإسلامية جادة تشعر الولايات المتحدة من خلالها أن مصالحها مهددة ومعرضة للخطر بشكل كبير، في حال أقدمت على ذلك، وقال داوود إن إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة نقل سفارتها إلى القدس يشكل ضربة قاصمة لدورها كوسيط نزيه في المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستهتارا أمريكيا بالقرارات الدولية التي تعتبر القدس أرضًا محتلة.

وأضاف داوود: إذا لم تجد القوى العالمية رد فعل قوي من العرب، فستحاكي الموقف الأمريكي، وهو ما يشكل ضربة قوية للموقفين العربي والإسلامي، مشيرًا إلى أن قرار نقل السفارة للقدس كان قد صادق الكونجرس عليه منذ 20 عاما.

إسرائيل: رد فعل العرب احتجاجي لا أكثر

تؤكد الأوساط الإسرائيلية أنه لن تكون هناك ردة فعل قوية من الجانب العربي في حال تنفيذ ترامب تعهداته حيث قدر أغلب الخبراء الإسرائيليون أن العالم العربي سيبتلع الدواء المر، وسيعترض فقط عن طريق المسار الدبلوماسي والسياسي، وأوضح موقع إن. آر. جي العبري أن ثمة معلومات تدل على أن إدارة ترامب ستصدر قرارا قريبا بشأن ملف نقل السفارة، وأن مصادر دبلوماسية سربت معلومات تفيد بأن الملف بات بين يدي ترامب حاليا، ومطروح للنقاش من كل الزوايا.

الخبير الإسرائيلي يهودا بلانغا ذهب إلى أن العالم العربي يدرك أن ترامب ليس أوباما، وأنه في حال غضب فإن أحدا لن يؤثر عليه، كما أن الرئيس الجديد يدرك مدى حاجة الدول العربية إليه، لذا فإنهم سيضطرون لعدم الرد على الخطوة وسوف يبحثون عن طرق سياسية للحل، كما صرح أحد المحاضرين الإسرائيلين أن العالم العربي في حاجة إلى ترامب بشكل مُلح، سواء بسبب الحرب في سوريا ومسألة مصير الرئيس بشار الأسد، أو بسبب ملفات أخرى خطيرة جدا تشغل اهتمامه بشكل كبير، وأضاف أن تلك الدول العربية ستحتج لا أكثر.

يمكنك التعليق بواسطة



تعليقات القراء

ابو السعيد
لن يكون اكثر من شجب واستنكار
23-01-2017 07:04 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات