افعلها واريحني


جراسا -

في مسلسل الزير سالم وبعد ان ادرك ان نهايته قربت، طلب الزير سالم من العبدين الذين رافقاه ان يقتلاه بسرعة فقال لاحدهما هيا افعلها واريحني ولتكن الطعنة محكمة حتى لا اتالم كثيرا، وكان له ما اراد وسقط الجواد عن صهوة حصانه وانتهت صراعات حرب الاربعين عاما او نيف وعاش العرب بعدها مرحلة جديدة مجددة.
اليوم ونحن في خضم مايجري في الوطن المثقل بالديون التي ارهقت كاهله، فقد ناء الجمل بما حمل او ماقد حمله الفاسدون والسراق والعابرون للوطن، ولم يعد للامر كبير معنى كلام او نقاش او تحليل، فهاهي حكومة القهر تعود من جديد وليس اخر المطاف الى ماتبقى من دراهم معدودة في يد المواطن لا في جيبه لان جيبه الغيت منذ زمن، فالجيوب لحفظ المال وحيث لامال فالجيوب لم يعد لها قيمة.
وقد طالعتنا توجهات الحكومة الرشيدة انها تنوي تقسيم ضريبة المحروقات الملقاة على رأس المواطن المقهور على مرحلتين، حرصا منها على تخفيف الالم والمعاناة، ولعل مشهد موت الزير سالم وقصة حربه تسقط احداثها على وطني بزمانها وبغير مكانها، فمنذ عقود قاربت الاربعين سنة والحكومات المتعاقبة تحاربنا بظلم وقهر وتريد ان تأخذ ثأر كليب منا غير ان كليب لم يمت فهو الفاسد والسارق والناهب الذي يجثم على صدورنا ليل نهار، فافعليها مرة واحدة فلم نعد نتألم كثيرا فالجروح كثيرة والالام متوالية.
وتماما مثل قال الزير وحتى لانتألم مرتين فنقول لحكومتنا الرشيدة: افعليها واريحينا ولتكن ضربتكم محكمة فلم يتبقى مانخاف عليه ورائنا فلنمت ولتعش الحكومة التي لم تصل يدها الطويلة الى اي فاسد او ناهب او سارق وانما تصل وبكل جرأة الى ايدينا التي نقبض فيها على القلة القليلة من الدراهم المعدودة لنشتري بها خبز كفافنا وماء بقائنا.
افعليها واريحينا ايتها الحكومة الرشيدة حتى لانرى يد العدالة مكفوفة عن برامكة العصر، وافعليها واريحينا حتى لانرى شبابا مثل الورد يتمنون الموت لا الحياة من سوء واقعهم ومستقبلهم، وافعليها واريحينا حتى لانشهد زورا على ضياع ماتبقى من وطن يئن على جرح اصابه وعمر فيه طويلا دونما علاج او عناية.
حرب بسوسكم في وطني ومع مواطنيه لم تجلب لنا الويل والدمار وضياع مستقبل ابناءه وبناته، ولكم كل العزاء ابنائي وبناتي طلبة الثانوية العامة يامن تنتظرون نتائجكم، فالنتيجة سيان رسوبا او نجاحا، تفوقا ام تعثرا، فالى اين تتجهون والى اي مستقبل غامض تسيرون وتنتظرون، فلتجيبهم حكومتنا الرشيدة، او فلتفعلها معهم ايضا ولتريحهم.
د.عبدالناصر العكايله
استاذ الاحصاء التحليلي المساعد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات