الاحتلال يحاصر الضفة بـ "كاميرات مراقبة"


جراسا -

تبذل قوات الاحتلال (الاسرائيلي) أقصى جهودها، مسخرة مختلف الوسائل والأساليب، من أجل الحفاظ على جنودها، خاصة بعد فشل منظومتها الأمنية في السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، ومنع وقوع عمليات فدائية في ظل انتفاضة القدس.

وشهدت مدن الضفة في الفترة الأخيرة توتراً ملحوظاً، بعد تنفيذ عدة عمليات بطولية، كان أبرزها "شاحنة الانتفاضة" التي نفذها الشهيد فادي القنبر، وأدت إلى مقتل 4 جنود اسرائيليين، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى تشديد إجراءاته الأمنية وتكثيف حملات الاعتقالات والمداهمات.

ومن بين تلك الوسائل، إقدام الاحتلال على وضع كاميرات صغيرة فوق منازل المواطنين في مدن الضفة، وأولها بيت لحم، بهدف التجسس ومراقبة حركة المواطنين والشبان. وتتميز هذه الكاميرات بصغر حجمها واحتوائها على شبكة إلكترونية، حيث يمكنها التصوير على مدار الساعة وإرسال الصور المصورة.

وتأكيدًا لذلك، أفاد أحد المواطنين من بلدة "تقوع" شرق مدينة بيت لحم، بزرع الاحتلال لكاميرات مراقبة صغيرة داخل منزله، أثناء اقتحام المنزل بحجة التفتيش، موضحًا أن قوات الاحتلال وخلال حملة مداهمة واعتقالات في البلدة، اقتحمت منزله ومنازل أشقائه في البلدة قبل عدة أيام، بحجة الاستجواب والتفتيش، إلا أنهم فوجئوا بعد فترة من خروج قوات الاحتلال من المنزل بوجود قطع صغيرة مثبتة أعلى باب المنزل.

تحذيرات

وفي هذا الإطار، حذر فؤاد الخفش مدير مركز الأسرى للدراسات، من زرع قوات الاحتلال كاميرات وأجهزة تنصت داخل منازل الفلسطينيين بعد اقتحامها. وأكد الخفش، في تصريح خاص لـ "الرسالة نت"، أن عديدًا من العائلات الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة، اكتشفت وجود أجهزة تنصت ومراقبة زرعها جيش الاحتلال داخل منازلهم بصورة سرية بعد اقتحامها.

وأوضح أن تلك الكاميرات تراقب كل أفراد المنزل بصورة دائمة وعلى مدار الساعة وتوصلها مباشرة بأجهزة الاحتلال المختصة، معتبراً ذلك "خرقاً واضحاً للحقوق والإنسانية وتعديًا على الحرمات المنازل الفلسطينية".

وأشار الخفش، إلى أن قوات الاحتلال تلجأ في بعض الأحيان لقطع التيار الكهربائي عن المنطقة بأكملها، حتى يتسنى لها تركيب كاميرات المراقبة وأجهزة التنصت الصغيرة والمتطورة جدًا في الشوارع وعلى أبواب المنازل دون أي يراها أحد.

ولفت إلى أن الاحتلال مستعد لاتخاذ كل الخطوات حتى وإن كانت تمس حياة وأمن وخصوصية الفلسطينيين، مقابل الحصول على المعلومات الأمنية ومراقبة منازل الفلسطينيين، وخاصة من الأسرى المحررين.

**احتواء العمليات

ومن الواضح أن الاحتلال يتخذ مثل هذه الاجراءات، بغرض بسط السيطرة على مدن الضفة بشكل كامل، واحتواء العمليات البطولية، وهو ما ذهب إليه المختص في الشأن الاسرائيلي محمود مرداوي.

واعتبر مرداوي  تركيب الاحتلال لهذه الكاميرات، جزءاً من المنظومة الأمنية لإحكام قبضته على الضفة، واحتواء انتفاضة القدس، من خلال منع وقوقع العمليات البطولية.

ويوضح أن الاحتلال يسعى من خلال ذلك إلى الوقوف على كل ما يجري في مناطق الضفة بشكل فوري وسريع، مشيراً إلى أن هذه الكاميرات تستطيع تخزين المعلومات، ما يمكّنه لترجمتها على أرض الواقع عند حاجته إليها.

ولفت إلى أن الاحتلال ينفق أموالًا طائلة ويستغل التكنولوجيات والأمور التقنية، من أجل منع وقوع عمليات في أراضي الضفة، منبهاً المواطنين إلى ضرورة الانتباه لمثل هذه الإجراءات التي تسعى إلى النيل من المقاومة.

وتجدر الإشارة إلى أنه سبق ذلك، عدة إجراءات للاحتلال لاحتواء انتفاضة القدس، بحسب ما كشفه موقع "واللا" العبري، حول إقرار قيادة الجيش إجراء تغييرات من خلال إنشاء قسم للقناصة في كل كتيبة عاملة في الضفة، بحيث تلزم تلك الكتيبة بوجود قناص في كل عملية قمع للمظاهرات، من أجل إحكام السيطرة على الوضع عن بعد.

الرسالة





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات