ياواد ياهاني….ياواد ياثقيل


“ياواد ياتقيل… يا يا ياواد يا تقيل يا ي مشيبنى… يا دانا بالى طويل وانت عاجبنى… بس يا ابنى بلاش تتعبنى”، تلك الاغنية للمرحومة سعاد حسني تنطبق علي الحكومة التي شكلت و عدلت ثلاث مرات خلال سبعة اشهر و قد اتعبت الشعب و الوطن ، و لكن الواد الثقيل “عاجب”.و يا واد يا ثقيل تشجيع بالمصري !!.

و كما كان حسين فهمي “الواد الثقيل “في فيلم خلي بالك من زوزو و الذي احبته السندريلا سعاد حسني ، كان الدكتور هاني الملقي “الواد الثقيل المحبوب”، و لكن خلي بالك من معالي الدكتور باسم الموجهه لاختيارات الوزراء ،و الذي سيرد لاحقا هنا.

و اشير الي أن المدة التي عاش فيها الوطن مسلسل مع حكومة “الواد الثقيل “ ، هي تقريبا نفسها التي شكل فيها والده دولة فوزي الملقي حكومته دون اي تعديل و استمرت مرة واحدة تسعة اشهر دون اي عودة للحكم ، و كانت من ١٩٥٣/٥/٥/ و حتي ١٩٥٤/٥/٢

و بهذا التعديل يدخل الدكتور هاني الملقي التاريخ في فشل التعديلات و عدد المحاولات ، ضمن تاريخ روؤساء الحكومات كلهم في اقصر مدة زمنية ، رغم ان معه نائب رئيس الوزراء الدكتور جواد العناني ، و الذي ساهم في التوصية بوزراء منذ حكومة عبد الحميد شرف المشكلة عام ١٩٧٩ ، مرورا بآكثر من عشر حكومات ، فاين الخلل ؟ و التي متي التجارب و القفز عن وزراء اقوياء اردنيين ؟ و الي متي سيتحمل الشعب هذا “التهريج “ ؟ و ما هي فائدة اعادة وزراء من حكومات بعضها فاشل و تدويرهم من جديد ؟ و من يختار الوزراء و يفرضهم علي الرئيس ثم يحركهم داخل مجلس الوزراء؟.

و التسآول المنطقي : هل الخلل في اختيار رئيس الوزراء ، رأس الحكومة ، الذي اتي مصادفة بسبب تعديلات اتت في قانون الانتخاب اطاحت بدولة الرئيس صاحب الخبرة و الحكمة و الرؤية الدكتور عبد الله النسور ؟ ،أم الخلل في الوزراء ، جسد الحكومة و اذرعتها؟ ، ام ان غياب الخبرة لدي الرئيس هو الاساس ؟،
ألم يكن من الأجدى أن يتحدوا الوزراء و يعملوا معا قبل ان يتهمهم رئيس الحكومة “بالنميمة”؟.

لقد كانت حكومة الرئيس توفيق ابو الهدي الاكثر تعديلا و تشكيلا و بلغت اثنا عشر مرة (١٢) ، في الفترة الممتدة سبعة عشر عاما (١٧) من ١٩٣٨ و الي عام ١٩٥٨ ، و تلتها في العدد حكومة الرئيس سمير الرفاعي ( الجد ) ستة مرات (٦) في تسعة عشر عاما (١٩)، و لن الحديث هنا عن تعديلات في سنوات عدد من الحكومات المشكلة و المعدلة و ليس في اشهر الحمل و الخداج السياسي.

و لكن الدكتور هاني الملقي ، سبقهم جميعا ، و في اقل من سبع اشهر تعديلات بلا روح ، و لا فائدة و لا طعم انتهت بمقولته الشهيرة “ أن عدم الانسجام و سؤ التنسيق بين الفريق الوزاري بات واضحا للجميع “ ، و اضاف يوم السبت ٢٠١٧/١/١٤ للصحافة المحلية :”بعض الوزراء يتحدثون عن بعضهم البعض ، و اخرون يتحدثون عني “ انتهي الاقتباس.

و هنا ايضا تلوح تساؤلات جمة منها مسؤولية من التنسيق بين الوزارات ؟ و اين دور الرئيس و نوابه في ذلك ؟ ، اليست هي مسؤولية رئيس الوزراء و النواب ؟ ، و اذا كان قد فشل في التنسيق بين وزارئه في ثلاث مرات فما هي ضمانة نجاحه في هذا التعديل ؟ و ما قدرة نوابه خصوصا مع الاسماء المطروحة و المعروفة مسبقا بقدراتها المحدودة ان تقوم بالتنسيق و تنجح في المبادرة وتحقق امال الشعب ؟ ، من يضمن ان طاقمه الوزاري الجديد لن يتحدث عنه ؟ و من يؤكد ان وزرائه الخارجين لن يتحدثوا عن فشله كما هو يتحدث عن فشلهم ؟ ، ثم الاهم ما هي خبرات الوزراء القادمين في التعديل ؟ و الاهم هل مطلوب وزير داخلية للوطن ام وزير داخلية يتعامل مع مجلس النواب ؟ ، و هل مطلوب وزير الخارجية ﺼاﻨﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭﺘﺄﺜﻴﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻜل ﻤﻥ ﺼﻨﺎﻉ ﺍﻟﻘﺭﺍﺭ ﻭﺍﻟﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ام سكرتير تنفيذي ؟. و هنا الحديث عن المنصب و الدور لا عن الشخص .

ليست القصة تغيير وجووه و اسمآء بل مطلوب تغيير سياسات و اتفاق في المجتمع السياسي الاقتصادي ، و هو ما يغيب عن الحكومة كما يغيب عنها اسس و استراتيجية الكيان الاداري ، و تتمتع بثنائية مكروهة من ضمنها الثقافة السياسية الخالية من الحيوية ، و الاغراق الاقتصادي للدولة في المديونية ، و القطبية الثنائية في رآس الهرم الحكومي. و تلك مشاهدات من الواقع الحي بحاجة الي تحليل و حلول و دراسة لا استكانة.

و اقصد بالقطبية الثنائية ان رئيس الوزراء يرتهن في احد قطبيات اختيار الوزراء الي رئيس حكومة الظل و صاحب قرارت التعيين الدكتور باسم عوض الله من جهة ، والي توجيهات الاجهزة الامنية من جهة اخري.
و التسآول الاهم ، لماذا لا يآتي اي من الاصل اي منهما بدلا من الرئيس الدكتور هاني الملقي عوضا عن الصورة الوظيفية التي يظهر بها الرئيس تابعا لهما ، بدلا عن حالة الضعف الصورية للرئيس و التي هي في الاصل ليست من شخصيته و لكنها فرضت عليه ليبقي ينعم بلقب “رئيس الوزراء” او حسبما يقال في الامثال “عبد المآمور” و بالتبعية فأن المثل يلحقه “ زرع شيطانى أو طالع شيطانى”؟.

هاني الملقي عموما ، اثبت انه “الواد الثقيل “ العابر للازمات الشخصية التي تهدد رحيله ، و القصد انه ثابت في موقعه رغم الفشل المتكرر في الاختيارات و عواصف النواب ، و لعل من دواعي الديمقراطية و اسسها ان يتم التصويت علي الثقة بالحكومة مع كل تعديل ، لا أن يضحك الرئيس علي مجلس النواب بحصان طرواده فيحصل عل الثقة مسبقا بوزراء ، ثم يقوم بالتباديل و التوافيق من دون اي تصويت جديد علي الثقة بالحكومة ؟. انها بالعرف البلدي ليست تباديل و توافيق و انما “تعاديل و خوازيق .”

انها اكبر خدعة سياسية تواجه مجلس النواب، ووأد لمشروع سحب الثقة من وزير الداخلية و الحكومة، حتي و ان رحب الشارع المشتعل بخروج الوزراء من المسرح السياسي الاردني.

في النهاية نقول “ اللي أعطاه بالمغرافة يعطينا بالمعلقة” حسب المثل الاردني، و نعيد علي مسامعه “ يا ابنى بلاش تتعبنى علشان عمرك ما هتغلبني”، و الضمير عائد علي الاردن العظيم.

رحمة الله علي السندريلا التي باتت اغانيها مضرب للمثل السياسي يا واد يا ثقيل، و و يمضي الزمن حيث الرحيل سنة الحكومات و يمضي الطحن و العوض علي الله .

aftoukan@hotmail.com.



تعليقات القراء

إلى الأخ المحرر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد أرسلت لكم تعليقا و لكنه لا يظهر فهل وصلكم أم ضلّ الطريق أم تمّ تجاهله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رد من المحرر:
ما هو التعليق
15-01-2017 04:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات