بئر الكوفة!


 اين انت يابغداد؟؟ قبل يومين كنت استمع الى ناظم الغزالي. الصوت العراقي الحزين يسكب دموعه على قلبك. الحزن قدر العراقيين. الحروف واللغة والرسم والشعر والحزن ، تجتمع كلها في الكوفة وبغداد والبصرة.

احب بغداد اعشقها. زرتها مرات ومرات. آخر مرة في رمضان الفائت. شكت لي بغداد. اسندت رأسها الى كتفي. ارخت جدائلها. واتسعت حدقاتها وهي تروي لي كيف خضبوا ايديهم بدمها. هل الحناء يابغداد من دمك ؟ اسندت رأسها مجددا الى كتفي وشكت وبكت. ايه يابغداد ، اي عرب هم اليوم بدون بغداد ؟؟ حبات البلح العراقي امامي لم افكر في حبات البلح ؟؟ ما أخبار النخلة التي جلبتم منها البلح ؟؟ أنحنت قامتها ؟؟ لا ، لأن النخل لايموت الا واقفا.

كل يوم في بغداد تخضب ايدي المدينة بدمها اي قسوة هي هذه ؟؟ من يقتل الناس ، ألم يشبعوا موتا وقتلا وتقتيلا ؟؟ لو كانت هواية لمل منها صاحبها لو كانت حرفة لطلبت الطلاق من فاعلها لو كأنت ثأرا لاخذوه الف ضعف تفتح بغداد عينيها كل فجر. في كل فجر يولد فجر صوت المؤذن في مسجد عبدالقادر الكيلاني يأتي حزينا بعده بدقيقة يؤذن في موسى الكاظم يأتي حزينا ايضا. يأتيتي كأس الشاي العراقي اشربه عند الفجر وابكي عليك يابغداد. هل كل الدنيا تساوي بغداد ؟؟ هل المهاجر والمطارات والاقامات والدولارات تساوي شربة ماء من بئر الكوفة ؟؟ لا وربي.

قلبي مسروق ابحث عنه في صدري فلا اجده هل جاء سراق الليل واخذوه ؟؟ ام اخوة يوسف ورموه ؟؟ قلبي مسروق ايهما اهم مدن العرب السليبة ام قلبي ؟؟ القدس وبغداد وكل الحرائر على الطريق. تطلب مني بغداد ان ادللها تريدني ان ألعب بشعرها قبل ان تغفو. اقول لها انني لاافعل ذلك الا لمن احب. امد يدي الى شعرها الاسود الطويل. تلمع عيناها. امد يدي الى شعرها الطويل. فتغفو بغداد على كتفي ، فأقبلها بين العينين واروي لها حكاية تقول اننا سنشرب الشاي العراقي عند النهر لان الشاي العراقي لايكون شايا الا عند النهر وسيأتي ناظم الغزالي ليروي لنا حكايته مع البغداديات والبصراويات.ايه بغداد. بغداد اول العرب وبئر الكوفة اخر السقيا.

تنام بغداد الى كتفي ، ويتوضأ العرب من بئر الكوفة ، ويأتيني بشار الحافي ورفاقه ، يطلبون مني ان ارافقهم.فلا اسأل الى اين.لكنني اعرف ان بغداد لن تموت.لانها وجدت لتبقى.

الدستور




تعليقات القراء

ابو يزن
كنت اجدك رائعا ... كل حرف ينبس ينطق روعة .. يامحلى صولة كلماتك
26-03-2010 09:08 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات