قيل لنا أنها سبع سنوات عجاف سيعقبها سبع سنوات خير وسمن وعسل والقليل من الكفيار ، وقيل لنا أن الوطن يسعد بنا لأننا نشد له الأزحمة على البطون كلما صرخ أحدهم في الدوار الرابع كصراخ لحظة ولادة لفكرة سوف تنتشل الوطن وراكبيه من طوفان الخصخصة وبقية مسلتزمات نهب الوطن .

وفي وطننا لايوجد أسهل ولا أسرع من القيل في كل شأن يتعلق بشد الأحزمة على البطون حد الصراخ ، وأخر تلك الصرخات كانت تصرخ : خففوا الحمِل " بالاستناد الى " تنظيم الحَمل " ، مقاعد وطاولات طعام ارتفعت من جهة لحد السماء ومن الجهة الأخرى بقيت ملتصقة في الأرض ، وذلك يذكرنا بمن رفعهم الصراخ الى سماء رفاهية الوطن العالية جدا والانتقائية جدا ، وبمن ألصقتهم تلك الصرخات في إسفلت شوارع الوطن ومنهم من تغطى بالإسفلت واصبح جزءا من تاريخ من سكنوا هذا الوطن .

وعندما تلعب السياسة مع الفكاهة والضحك على من تبقى من راكبي سفينة الوطن في قعرها ؛ تخرج علينا دعوات كتلك التي إنتشرت في شوارع الوطن الفقير تدعوا سكانه لتنظيم حَملهم كي يخف حِملهم ، وهنا المفارقة تأتي من باب أن من صعدوا لسماء الوطن وجناته الأرضية هم من يرفضون أن ينظموا حَملهم ؛ لأنهم يؤمنون بأن الارتفاع للسماء يأتي بالوراثة وإمتداد جذور الجدود الى الأباء ومن ثم الأبناء ، وهم هنا يريدون من فقراء الوطن أن ينظموا حَملهم كي يقل عددهم وتزداد حصص من ارتفعوا في سماء الوطن كي تعم على ذريتهم التي لن تنتظم بحملها ، وتعتبر أن في زيادة الأولاد عزوة وسند ظهر كرسي للمستقبل