ما لنا بالأردن بعشائر سورية .. لماذا لا نلتفت لأزماتنا وواقعنا المأساوي!؟


في الوقت الذي أعلنت فيه بعض الدوائر الرسمية الأردنية ومن يدور بفلكها ،عن سعيها لاستمرار دعمها لبعض العشائر المنتخبة والمنتقاة بسورية شرقآ وجنوبآ ،لمواجهة تنظيمات رديكالية طارئة صنعتها وأنتجتها أجهزة الأستخبارات والمخابرات التابعة للمشروع الأستعماري الأمريكي –الصهيوني ومن يدور بفلك هذا المشروع أقليميآ ودوليآ، لأنجاز مشروع تقسيم هذه المنطقة على أسس (طائفية ،مذهبية ،عرقية ،دينية ،قبلية ،عشائرية ) ،خدمة لقيام دولة إسرائيل اليهودية الكبرى ،التي تحيط بها مجموعة من الكانتونات الصغيرة الضعيفة، وفي سياق هذا الخبر تساءل هنا جزء من أبناء الشعب العربي الأردني ،ان كان فعلآ الاردن الرسمي يملك القدرة على تسليح ودعم بعض العشائر السورية،لماذا لايقوم الأردن الرسمي بتوفير هذه الاموال وضخها بالداخل الأردني بما يدعم مشروع تنمية الداخل الأردني ،المأزوم أقتصاديآ واجتماعيآ وثقافيآ وسياسيآ.

وبالعودة إلى أزمات الداخل الأردني ، لا اعرف إلى أي مدى سيبقى يتعامى النظام الاردني عن رؤية حقيقة ألازمة التي يعيشها الشعب ألاردني بهذه المرحلة ؟!،فقر ،بطالة، فساد ،غياب لكل مفاهيم العدالة ،توريث مناصب ،تجويع وافقار ممنهج ،وو،الخ ،فأزمات الاردن وشعبه اليوم دخلت ببداية نفق مظلم ولا نعرف ما النهاية المأساوية الذي سيوصلنا لها هذا النفق ،اليوم لم تعد تجدي سياسة تكميم الافواه بالاردن ،ولا ممارسة الترهيب والتخويف الأمني ،ولا سياسة فزاعة الغرف المظلمة والتعذيب في أقبية السجون ،أو سياسة ارضاء “س ” وحرمان “ص” ،هذه السياسات بمجموعها لم تعد تجدي ،فاليوم تراكم هذه ألازمات بدأ يمس هوية الوطن الأردني ،بدأ يمس بنية المجتمع "تجنيس بعض بدون الكويت "وهيكلية المفاهيم الوطنية الثابتة ،ولهذا فان الصمت في هذه المرحلة على مجمل هذه المتغيرات الطارئة على الاردن ،هو خطيئة وخطيئة كبرى بحق ألاردن وشعبه القابض على جمر الصبر والتجمل والكاظم للغيظ ،حفاظآ على وطنه.

فاليوم أزمات الاردن تتراكم أزمة فوق أزمة ،وللأسف مازال النظام بكل اركانه يتعامى عن رؤية هذه الازمات وهي تتراكم ،ومازال عاجزآ عن وضع رؤى للحلول ،ومازال غارقآ بأزمات المنطقة التي حملت الاردن أكثر مما يحتمل ،داخليآ فما زال النظام يناور بسياسة واكذوبة ألامن وألامان “التي بناها الشعب ومازال يحافظ عليها ،(ويسعى النظام لتجييرها لصالحه -كمنجز من منجزاته )“،اما لسان حال حكومة النظام فيقول أنها الحكومة “الفاشلة بكل المقاييس ” ،ولم نرى لهذه الحكومة أي منجز قابل للتطبيق على ارض الواقع ،بل على العكس فهذه الحكومة أثبتت الأيام أنها غير قادرة على أدارة المرحلة.

اليوم يتساءل الكثير من الاردنيين عن القادم من ألايام عن مستقبلهم وهم يستشرفون بألم طبيعة هذا المستقبل ، ويتسألون ياترى هل ستمس هوية الوطن الأردني ،هل سيتحسن الوضع الاقتصادي والمعيشي ،وهل سيجد مئات الالاف من الشباب ألاردني “الذين هرموا مبكرآ” فرص عمل بعدما نهب الفاسدين ومن يحميهم ومن بصفهم اموال ومقدرات الاردنيين؟ ، الأردنيون اليوم يتسألون وبألم عن مصير أبطال مسلسلات الفساد بالأردن والذين يتنعمون اليوم باموال الأردنيين بنيويورك ولندن وروما وباريس وبمنتجعات مضيق البسفور ويمارسون طقوس شهواتهم القذرة على حساب دماء ومستقبل هذا الشعب البائس.

اليوم الاردنيون يبحثون عن حلول لمشاكلهم قبل أن يبحثوا عن حلول لمشاكل الأخرين ،وإليس من حقهم ان يطالبوا باعادة فتح كل قضايا الفساد بالاردن من قضايا عطاء المطار واراضي معان وسكن كريم وشركات البوتاس والاتصالات وامنية والفوسفات والكهرباء والاسمنت وميناء العقبة و أمانة عمان والبلديات والملكية الاردنية وبيع مبنى وزراة التنمية ألاجتماعية وصفقات دبي كابيتال وعطاء مصفاة البترول وشركة توليد الكهرباء وكهرباء اربد وفضائح الاستثمار واراضي الديسي والجفر ، وحصص الحكومة من الأسهم في كل من بنك الاسكان وبنك القاهرة عمان وبنك الصادرات والتمويل وبنك الإنماء الصناعي واراضي ألاغوار ومصنع رب البندورة في الأغوار والألبان الأردنية والبتراء للنقل والأجواخ الأردنية والدباغة الأردنية والخزف الأردنية والعربية الدولية للفنادق والأردنية لتجهيز الدواجن ومصانع الورق والكرتون والمؤسسة الصحفية الأردنية والكازينو ومؤسسة سكة حديد العقبة، وقضايا المخدرات، والرشاوي، والعطاءات الحكومية،والفساد الادراي ،والتنفيع ،واستغلال الوظيفةالعامة ، ووو ،، الخ ، فقضايا الفساد كثيرة والقائمين عليها هم أكثر .

فملفات الفساد أعلاه وغيرها الكثير هي من حطمت مستقبل الشباب الأردني فقد بات الشباب الأردني اليوم يعيش حالة من الاغتراب في مجتمعه ووطنه الأم وذلك نتيجة لارتباطه بمتغيرات وإفرازات المجتمع الذي ينشأ فيه، وكل ذلك بسبب سياسات الافساد والفساد ، ولاتزال أزمة البطالة تلاحقه في كل مكان وهو عاجز عن توفير لقمة العيش والمسكن كي يتزوج أو على الاقل أن يوفر قوت يومه وهذا على الاقل سبب كاف لزيادة الشعور بالاغتراب داخل الوطن وفي البيئة المجتمعية الحاضنة لهؤلاء الشباب، في ظل عدم حدوث أي تغيير حقيقي في ظروفهم الاقتصادية وأحوالهم المعيشية واتساع المسافة بينهم وبين خطط المسؤوليين الفاسدين.

فقد أفرزت قضايا الفساد والافساد ظواهر خطيرة في صفوف الشباب الأردني وهنا تبرز ظاهرة الإحباط والقبول به لدى الشباب وهي اخطر ما يمكن ان يواجهه المجتمع، نتيجة إفرازات الواقع المعاش وتراكم الكبت الذي أصبح مركبآ ومعقدآ للغايه في ظل انخفاض العامل الديني الذي يعمل على تحصين الشباب ويحوله الى قوة ممانعة ترفض الفشل ، فقد انتشرت بين الكثير من الشباب الاردني حالة الاحباط جراء البطالة والفقر وعدم الاستقرار النفسي، فلا يجد بعضه وسيلة للخلاص الا بإلقاء نفسه في النار، ويسهم في ذلك الفراغ الروحي فاليوم نرئ حاله غير طبيعية بانتشار أفكار التطرف وانتشار أفة المخدارات بين الشباب ولنقس على هذه الظاهره باقي الظواهر “عنف مجتمعي – عنف جامعي -ازدياد حالات الانتحار -الازمات الاخلاقية ووو ،، الخ”، التي أصبحت تنخر بالجسد المجتمعي للمجتمع الاردني واخص فئة الشباب منه ، والفضل بكل ذلك يعود الى سياسة الفاسدين والمفسدين الذين قتلوا مستقبل الشباب ألاردني.

ختاماً،اعيد طرح نفس السؤال الرئيسي الذي طرحته ببداية المقال أعلاه والذي أشتُقتُ منه نمطية وتراتبية باقي الأسئلة الفرعية،ومضمونه ،الى متى سيبقى يتعامى النظام الأردني عن حقيقة الأزمة التي يعيشها الأردن اليوم ؟،وهنا أود أن اوصل رسالة سياسية تحديدآ الى رأس هرم النظام ،وأقول له( صديقك من صَدَقَكَ لا من صَدَّقَك)، فهذا هو حال الأردن اليوم ،فأنتبهوا إلى داخل الأردن قبل فوات الأوان،ودعوا من حولنا يحلون مشاكلهم بأيديهم(فأهل مكة أدرى بشعابها ).

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات