جراسا -

اعتبر محللان سياسيان أن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" تهدف من نشرها مقطعي فيديو للجندي الإسرائيلي الأسير "شاؤول أرون"، تحريض عائلات الجنود الأسرى على حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو.

وأوضح المحللان خلال حديثهما السبت، أن هناك حالة انعدام للثقة بين عائلات الجنود الأسرى وحكومة الاحتلال، معتقدين أن الفيديو "سيعزز من هذه الفجوة".

أوراق ضغط

وربط الخبير الأمني محمود العجرمي تجربة القسام في المفاوضات السابقة، وخاصة صفقة وفاء الاحرار" ، عندما حاول العدو الإسرائيلي التلاعب على المستويات الأمنية المختلفة، مشيرًا إلى أن حماس نجحت في نهاية المطاف بفرض شروطها بعد أسر شاليط أكثر من 5 سنوات متتالية داخل قطاع غزة.

ونوه العجرمي بأن القسام أراد توجيه رسالة إلى (المجتمع الإسرائيلي)، بأن (إسرائيل) سترضخ في النهاية لمطالب حماس كما حدث في صفقة "شاليط"، قائلا: "الاحتلال يعرف عدد الجنود المأسورين لدى المقاومة، لكنه لا يعرف هل هم أحياء أم أموات، ما يجعله في حيرة من أمره، ولن يعرف ذلك إلا بعد تقديم الثمن للمقاومة".

وتابع: "صرّح أكثر من مصدر في حماس عبر وسائل الإعلام بعدم البدء في أي مفاوضات لصفقة تبادل جديدة، إلا بعد إعادة إطلاق سراح أسرى صفقة وفاء الأحرار، لأن الحركة غير مستعدة لدفع ثمن إطلاق سراح الأسرى مرتين".

وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من الفيديو "إثارة المجتمع الإسرائيلي ضد قيادته، وخاصة بعد الرسالة الأخير لعائلة الأسير شاؤول عندما قالت إن ابنها خرج ويجب على نتنياهو أن يعيده، مما يسمح بضغط كبير من عائلات الجنود المأسورين لدى المقاومة على قادة الحكومة والجيش".

واعتقد العجرمي أن الشريط يفرض على الكابنيت اتخاذ قرار نهائي في اجتماعه غدًا، وأن تدخل مصر وتركيا وبعض الدول الأوروبية سيعجّل من إنجاز صفقة تبادل أسرى جديدة.

وذكر أن الاحتلال يحاول أن يعطي انطباعًا جيدًا عن نواياه من خلال الإجراءات الإسرائيلية الجديدة بشأن الأسرى الإداريين، وتسهيلات في تعامل (مصلحة السجون) مع الأسرى، وتحرير جثامين الشهداء، مستقبلًا.

تعزيز الفجوة

بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي إن "الفيديو سيعزز الفجوة الحاصلة بين عائلات الجنود الأسرى وحكومة الاحتلال؛ نظرًا لحالة فقد الثقة بين الطرفين بعد اسر المقاومة جنود الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة منتصف عام 2014.

وأوضح مرداوي أن عائلات جنود الأسرى تعتقد أن حكومة الاحتلال لا تبذل جهدا في سبيل إعادة أبنائها من المقاومة.

ولفت إلى أن "الكابنيت" سيجتمع غدا لأول مرة منذ عامين؛ لمناقشة قضية الجنود، وبحث سبل الضغط على حركة حماس.

وذكر أن الرقابة العسكرية تمنع نشر الفيديو على وسائل الإعلام العبرية، لعدم الضغط على حكومة الاحتلال من (المجتمع الإسرائيلي) وعائلات الجنود الأسرى".

واستبعد مرداوي وجود مفاوضات في الوقت الحالي بين الاحتلال حماس بشأن الجنود، معتبرًا أن الفيديو بمنزلة "رسائل متبادلة بين الطرفين لمعرفة موقف الجهة المقابلة".

وأوضح أن (مصلحة السجون) تمارس منذ زمن الضغط على أسرى حماس، مضيفًا: "عمليًا أسرى حماس يخضعون لعقوبات من بينها زيارة واحدة في الشهر بدل زيارتين، وتقلل عدد الكتب الواردة إليهم".

واعتقد مرداوي أن حكومة الاحتلال "لا تحتمل اتخاذ قرار جديد بإطلاق سراح أسرى، لكن في المستقبل سيتغير"، وتابع: "هناك أحزاب إسرائيلية تقف عائقًا أمام إجراء المفاوضات مع المقاومة من بينها حزب البيت اليهودي، وحزب إسرائيل بيتنا، التي لديها رؤية مختلفة في دفع الثمن".

يذكر أن عائلة الجندي شاؤول كانت قد أرسلت إلى نتنياهو رسالة بأن "نسيان جنود جولاني سيدفعهم لنسيانك"، مشيرة إلى أن حياتهم تحولت إلى جحيم منذ أسره ابنها في غزة.

وقد أعلنت كتائب القسام عن قتل 14 جنديا وأسر الجندي شاؤول أورون في عملية نوعية تم فيها تدمير ناقلة جند شرق حي التفاح في 20 يوليو 2014، خلال معركة "العصف المأكول".الرسالة