كتبوا فقرأنا .. نكتب فلا يقرأون


نحن الجيل البين فكي جيلين لا عنب الشام أكلنا ولا بلح اليمن وصلنا..جئنا الى الحياة والدوله الاردنيه تتشكل ولربما كانت المعيقات اكثر من الايجابيات,فقد كانت التركه كبيره على دوله خاليه من الموارد والامكانات, والفك الصهيوني غربنا فاغر يترصد بنا وينتظر ساعة الصفر, والثورات العسكريه والتحالفات في الدول الشقيقه ترفض وجودنا,وما أن اصبحنا ندرك حدود الوطن ونحن على اعتاب الطفولة حتى فاجئتنا اسرائيل بعدوانها واقتناص الضفه الغربيه وسيناء والجولان, ولربما عدنا خطوات عديده الى الخلف بعدما خطونا خطوه او أثنتين الى الأمام,, استقبلنا ابناء العمومه القادمين من غربي النهر برغم ضعف الامكانات وتقاسمنا رغيف الخبز وشربة الماء,, وعشنا اياماً عصيبه ونهم اللدوده يطاردنا حتى كُسرت شوكته في الكرامه..توكأنا على الألم ونهضنا لنبدأ نهضه محدوده في التعليم حتى اضحينا يشار الينا بالبنان في هذا المجال..التعليم في حينه كان رأس المال واقتفينا الجيل ممن سبقونا في القراءة والتعلم والتبصر حتى بنينا شخصيتنا على العلم وسعة الاطلاع كنا نجمع القروش من مصروفنا المتواضع لشراء مجله او كتاب!!.

 

كبرنا شيئاً فشيئاً ونحن نطالع السياسه من وعد بلفور المشؤوم وقرارات الأمم المتحده التي لا ترتق ثوب لاجىء أو سقف خيمه تمطره اذا ما انهمر المطر في قعر بيته المؤقت,,عايشنا القوميه العربيه المفرغه من القوميه, وقرأنا قصة حديقة الحيوانات في الثانويه وفُسرت لنا بانها تختصر النظام الاشتراكي في حينه, كافحنا في ذهابنا وعودتنا الى المدرسة ولربما البعض منا كان يذهب الى المدرسة في المدينه المجاوره لبلدتنا ماشياً لعدم توفر ايجار الباص..نعم كان طلب التعليم في حينه كما النحت في الحجر لضآلة الامكانات عند الأسره..كانت عيوننا تلمع حباً في التعلم والاستزاده..
أنهينا المرحلة الثانويه وبدأنا نشق طريق المستقبل , منا من اكتفى بالثانويه ومنا من تابع تعليمه في الكليات المتوسطه وسعيد الحظ من تابع تعليمه الجامعي في اليرموك الوليده او الاردنيه العريقه, وهناك منا من سافر الى الخارج لاستكمال تعليمه وفي الغالب اما في الطب او الهندسه وقد كنا قله قله تهيأت لنا الاسباب,, وفي بلاد الاغتراب عشنا تناقضات السياسه والاختلافات العقائديه والتخوين , وكل ما تفتحت به قريعة الأنظمة العربيه من تبعيه عقائديه وأخرى مخابراتيه وثالثه اقصائيه وقد وصينا من الأهل بأن لا نمارس السياسه على اعتبار انها ندامه ولا حاجة بهم الى مزيد من اوجاع الرأس!! اذا ما تخرجنا..
صُقلت شخصيتنا في الغربه واصبحنا قادرين على تمييز الغث من السمين, ولربما اطلعنا في حينه على بوق(خذلان) الأنظمة لشعوبها, وتقطعت بنا السبل بين اسواق النخاسة لا السياسه, اتحادات طلابيه واحزاب سياسيه تتقاسمنا ولربما تتصارع فيما بينها على الفوز بأحدنا, نجامل هذا ونرفض فكر ذلك بالرغم من الحوافز وكنا نحتاجها لأنها في الغالب ماديه.. رفضنا الانصياع ولربما من باب الاعتزاز بالنفس جاملنا البعض منهم حتى لا يقال فينا اكثر مما قال مالك في الخمر, وجربنا اليمين واليسار, وجلسنا في الوسط لغياب القناعه بما يطرح,ورفضنا التعايش الكامل ,ومن توجسنا من صحبتهم بالأمس اضحوا سادتنا اليوم!!
قبل ان انهي لا بد ان اعرّج على( نكتب فلا يقرأون) والمستهدف في القول اما الجيل الجديد , جيل البنطال الساحل الذي يكشف العوره ,او الحكومات وكلاهما يجهلون المستقبل ولا يتورعون من انه اشد قتامة من الحاضر.. نعم هذا الجيل الذي تم تفريغه من القيم والمواطنه والدين ينتظره مستقبلٌ صعب لا نستطيع أن نتكهن بحيثياته ونحن نعتصر ألماً عليه, فهو لا يسمع ولا يقبل النُصح..وكذلك الحكومات وقد أغرقتنا بالدين وفاقمت البطالة لضعف مخرجات التعليم والذي يراد له ان ينهار,, هي ايضاً وضعت بيضاتنا جميعاً في سلة الولاء لغير تراب الوطن,, وها نحن عُراة ينتظرنا مستقبل مظلم والعياذ بالله منهم.. ليس صعباً قراءة المستقبل وما يضمره لنا في ظل المعطيات المتوافره ولكن لا زلنا نقترب من حافة الهاويه وهناك من يسرّع سيرنا لنسقط لا ان نتدحرج فتخف اصابتنا..حمى الله الوطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات