بدأت القصة عندما كانت بلدي تحكمه الدولة العثمانية   التي سيطرت على فلسطين عام 1516 بعد معركة مرج دابق و قسمت فلسطين حينها إلى خمس مناطق هي القدس, غزة , صفد , نابلس , اللجون , و كانت كلها تابعة لولاية دمشق و تم إعمار المرافق العامة في القدس على يد سليمان القانوني  و بعدها ضعفت الدولة العثمانية و تفككت تدريجيا إلى أن أصبحت دولة هشة منهارة تتحكم فيها الدول الأخرى, ثم احتل الجيش البريطاني المتجه من مصر منطقة فلسطين و تبلورت الصهيونية و هي إحدى الحركات القومية اليهودية لتجمع اليهود في بلد واحد  لاعتبار فلسطين وطنا قوميا لليهود و قامت تجمعات اليهود في فلسطين خاصة في السهل الساحلي حول القدس و في مرج بن عامر.

 صدر الانتداب البريطاني على فلسطين و دخلها اليهود عن طريق البحر و هذا يؤكد النص القرآني في سورة الإسراء بأنهم سوف يدخلوها كما دخلوها أول مرة و من هنا بدأت القصة التي كانوا فيها يجوبون الشوارع ليعلنوا حكومة إسرائيل بيافا و دخلوا بيتا هناك و ذبحوا أهلها حتى قتلوا جميعهم ما عدا أحدهم الذي هرب لينجوا بنفسه و لكنه بقي الشخص الوحيد لهذه العائلة.

 صارت اعتداءات و ذبح في منطقة دير ياسين التي سميت بعد ذلك مجزرة دير ياسين و بعدها تمت الهجرة إلى اللد التي سقطت بيد اليهود و كانت هناك تمثيلية من بعض الوجود العربي التي طالبها بعض الناس أن تدفع العدوان و لكن كان جوابهم بأنه ليس هناك أوامر للدفاع و كانوا يمشون على أقدامهم على المحطة و الآخرين عن طريق منطقة نعلين و كانوا يخرجون من بلادهم و هم لا يملكون شيئا من الملابس أو الطعام  عندما سقطت اللد  و أوهمهم اليهود أن رجوعهم إلى أرضهم سيكون بعد أسبوع و تركوا ذهبهم و أموالهم مدفونة في الأرض و بعدها من محطة اللد على طريق رام الله إلى نابلس و سقطت نابلس , منطقة وراء أخرى تسقط في يد الاحتلال حتى صارت هجرة 1948 و منهم من قال ارجعوا على فلسطين و كان هذا ضد سياستهم فقالوا عشو قتله.

 ادعوا التقسيم قبل أن تسقط البلاد و تقع تحت الاحتلال بأن تكون يافا للعرب و حيفا لليهود , مينا يافا للعرب مينا حيفا لليهود لم يقبلوا بالتقسيم  و قرارا داخليا بنفسهم أنه لا تقسيم ,  و سلم اليهود فلسطين , و انتهى الوجود العثماني  و كذلك الوجود البريطاني و عملوا معاهدة 24 سنة و بعدها  سلمت فلسطين لليهود فكان مخططا له منذ سنوات .

 و بدأت سياستهم في فلسطين ليثبتوا أنفسهم في المنطقة بالتهويد الذي هو مخطط له من عشرات السنين و ليس و ليدا لليوم الذي كان يحذر بأن أساسات المسجد الأقصى سوف تنهار , فهم يدعون وجود الهيكل أسفله  و يريدون بناء المعبد و لكن لا تاريخ لهم في المنطقة و هم يريدون إنشاء تاريخ  حيث جاءت معجزة تؤكد أن هذه الأرض هي للإسلام و المسلمين فقد أسرى الرسول محمد صلى الله عليه و سلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي هو أولى القبلتين و ثاني الحرمين الشريفين تاريخ جسده كتاب سماوي شكل معجزة  لن تزول أبدا , فاليهود مشروعهم يكمن في بناء عقيدة تنبعث من حقائق موجودة في التوراة والقرآن فدقائق تعريف سورة الإسراء التي تؤكد تاريخ المسلمين في المنطقة يعرفها اليهود  التي تؤكد أن حكم اليهود دام لألف سنة حيث جاء في سورة الإسراء ( فإن عدتم عدنا ووعد أولاهم ليجوسوا خلال الديار) صدق الله العظيم و يدل أنه من زمن نبوخذ نصر الذي كان أول من أخرجهم من أرض فلسطين  إلى قيام الحركة الصهيونية هي الألف سنة و باقي ثلاثة آلاف سنة يعيثون في الأرض فسادا و هذا مثبت في سورة من أكرم سور القرآن هي سورة الإسراء التي تدعونا إلى إعادة التركيز في كنه و خبايا تفسير هذه السورة الكريمة فهي تاريخ سوف يحكمون به فهم جاسوا خلال الديار و سوف يعيثون في الأرض فسادا .

 يريدون بناء تاريخ لمن ليس له وجود و لا تاريخ بالتهويد,وهو مجرد ابعاد الناس عن أسماء المناطق و الشوارع و يحاولوا بناء هيكلة جديدة للمناطق بتهويدها كل ذلك هو مجرد إبعاد للناس عن الحقيقة و محاولة لجعلهم ينسون التاريخ لبناء تاريخهم و لكن كيف ذلك و هو أمر مثبت في كتاب سماوي سوف لن يستطيع أحد تغيير مجرياته بمعنى أن هذا القرآن هو معجزة خالدة إلى الأبد و جسد تاريخ المسلمين في المنطقة فمهما حاولوا انكار هذا التاريخ لن يكون لأنه مثبت في معجزة غير قابلة للتحريف و التغيير فوجودنا في المنطقة سوف يبقى رغم الإدعاءات التي لن تلغي الحقيقة بأن المسجد الأقصى هو رمز الإسلام و المسلمين و لن يؤثر على وجوده لا حفريات ولا ادعاءات و لكن لا بد من صحوة عربية لتكون حجر يقظة تنقذ ما يمكن إنقاذه صحيح أن الله تعهد بحماية هذا المسجد العظيم و لكن الصحوة العربية لا بد منها لنذكر لأجيالنا دورنا في دفاعنا عن هذا الكيان و الرمز العظيم. و ظهور ادعاءات التهويد لمحاولة إثبات وجودهم لن يكون فهو تاريخ جسدته معجزة باقية إلى الأبد , و هم الآن  يبنون المستوطنات بشكل واسع أنا برأيي أن وجودهم نابع من ضعف عربي سوف يكون له الأثر السلبي حتى يأتي اليوم الذي ينهض فيه هذا الوجود و يسجل التاريخ صفحة أخرى من النهضة العربية . و إيقاف المستوطنات لمدة مقابل السلام فأمر السلام ليس المقصود منه سوى المماطلة و اكتساب الوقت ليثبتوا وجودهم  و يبنون هيكلهم و يثبتوا أن هذه المنطقة لهم فيها جذور و لكن أي جذور ستكون هل هي جذور الضعف العربي فالسلام معهم أمر لا جدوى منه فمن زمن الرسول وهم ينقضون السلام و يريدون فقط أن يضعوا هذه الكلمة في صفحة ليثبتوا وجودهم و لكن الوجود يكون على أرض صلبة و ليس على أرض لها شعب طرد منها لينفذ عن طريقها المخطط الذي يريدونه و أي مخطط هذا . الأمر وا ضح ليس علينا إلا أن نستفيق من  غفوتنا و لكن أما آن الأوان لهذا ؟ ما هو الموقف الذي سوف يجعل في داخلكم الرغبة لذلك فهو أمر ثابت ليس علينا سوى أن نفتح هذه الصفحة و نتجاوز قليلا عن رغباتنا و نفكر بأنفسنا بأنه لا سبيل إلى بقاء الوجود إلا نهضة عربية تفتح العقول و تجسد الوجود وتدعم البقاء فقط  ما عليكم إلا التفكير فيما و صلتم إليه من تنازلات عن حضارتكم و تاريخكم دعمتم بها عدوكم  .

manalalamiri@yahoo.com