كتب : تيسير الغول - يتوالى الطاقم الوزاري واحداً تلو الآخر باستعراض عضلاته على المعلمين . فمن اهانات وزير التربية وتهديداته للمعلمين المحتجين الى وزير الدولة وإعلانه حالة الطواريء وإصداره بياناً قتالياً ضد المعلم الغلبان المضطهد حيث لم يترك وزير الدولة مصطلح ارهابي الا واستخدمه في تخويف المعلمين والتهديد في التنكيل والبطش بهم ان لم ينتهوا عن شقاوتهم .

المعلمون الذين يرفضون الاهانة في نظر وزير الدولة لشؤون الاعلام معالي نبيل الشريف هم فئة من المحرضين المنزلقين الذين لا يقدرون المسؤولية ولا يعرفون معنى الالتزام وقد سببوا بالاساءة الى سمعة التعليم في الاردن متخلين عن واجبهم ازاء الطلبة خدمة لإجندات سياسية ويغيبون عن مدارسهم بلا عذر قانوني وهم فئة قليلة يجهلون مواد الدستور والقوانين والانظمة.

عشرة اتهامات متتالية من وزير الدولة ضد المعلمين الغلابى الذين لا حول ولا قوة لهم . ولا ندري ماذا سيلصق لهم وزير الدفاع من اتهامات أخرى غير التي نطق بها الناطق الرسمي لحكومتنا العتيدة .

لقد اتهم الشريف المعلمون بأنهم أساؤا الى التعليم في الاردن . ولا أدري ما رأي معاليه بعجز وزارة التربية في اصدار نتائج التوجيهي بطريقة سليمة صحيحة . ومن الذي أساء الى مهنة التعليم المقدسة في الاردن حينما فاحت رائحة الترهل والتسيب الاداري في امتحانات التوجيهي مؤخراً .ولا ندري يا معالي الوزير من الذي أساء لمن ؟ ومن الذي بدأ بإشعال هذه الفتنة الدهيماء وأساء الادب مع أكبر تجمع وظيفي في هذه البلد الذي يقدر معنى أن يخلص لها ويموت من أجلها.

نعم يا معالي الوزير فالمعلمون يجهلون مواد الدستور ولا يعرفون من أين تؤكل الكتف . ولا يعرفون أيضاً ماذا سيحل بهم إن لم يستسلموا لعصا الطاعة وبنود القوانين التي يحترمها الوزراء ويقدرها المسؤولون الكبار وقد علمتنا الحياة منذ زمن بعيد أن الكف لا يمكن أن تلاطم مخرزاً.

لقد اتهم معاليه وبكل أريحيّة ومن خلف مكتبه المكيف اتهم المعلم بالانجرار وراء المحرضين الذين سعوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد ونسي بلحظة واحدة ثمانين سنة ماضية من عمر التعليم الاردني الذي يفخر به العرب جميعاً.

لقد اتهم معاليه المعلمون أنهم يتغيبون عن مدارسهم بلا عذر قانوني . ونسي المعلم الذي كان يزحف على الثلج ويستخدم المواصلات البدائية للوصول الى مدرسته عبر الاجيال الماضية .

لم نستغرب أبداً استخدام لغة التهديد في عالمنا الثالث . ولم نسغرب من المسؤولين الذين يختبؤون خلف الدستور ويحولونه الى مواد سامة تلتهم البريء وتزج بالضعيف في غيابت السجن . ولكن الذي يثير الغرابة أكثر أن تصدر لغة التهديد ممن يعرفون أن للمظلوم حق يجب أن يدافع عنه. وأن المطالبة بالحقوق عبر الاحتجاج المنظم والقنوات المتاحة لا يمكن ان يتحول الى تهم جاهزة مكيفة تلقي بصاحبها الى التهلكة. لماذا يا معالي وزير الدولة لم تتدخل بالمشكلة من أولها . لماذا لم تعلن من البداية وقوفك مع الانصاف الى جانب المعلم الذي علمك ورباك وأوصلك الى كرسي الوزارة بثقة وأمان؟ لماذا هذا الجحود والنكران للضعيف . وهذا الدعم والتأييد القوي لطاقمك الوزاري الذي تتمترس خلفه؟ . لا بأس يا معالي الوزير اتخذوا كل الإجراءات بحق من خالفوا نظام الخدمة المدنية في الأيام الماضية من المعلمين وشددوا على كل من قال لا للإهانة نعم للنقابة فإن ذلك مخالف للقوانين التي تعرفها أنت ويجهلها المعلمون الجهلاء الذين لا يحق لهم أن يرفعوا رؤوسهم بأصحاب المعالي ذوي الهندام الراقي والمظهر اللائق.

أيها المعلمون: معالي وزير دولتكم يقول لكم : سأسحقكم فانتهوا خير لكم وتوقفوا عن عصيانكم وانتهوا عن غيكم. أتدرون لماذا؟ لأن الاهانات ستتكرر ولن تنتهي . أنتم معتصمون بسبب إهانة وجهت لكم من وزير التربيّة فما رأيكم بتلك الاتهامات العشر التي ستستأصل رقابكم وتقضي على شأفتكم وتفرق شملكم؟