سمعان مش هون : رسالة من تحت الماء


عندما يشرع احدنا بكتابة مقال يحلّل فيه الواقع المؤلم للشعب الاردني وما آلت اليه أحوال هذا الشعب المحترم من معاناة وفقر وذوبان في بوتقة المكونات الدخيلة ضمن تخطيط ممنهج فانه يتوقع في اي لحظة ان يتم تحويله الى محكمة امن الدولة والتهمة جاهزة : التطاول واثارة النعرات والمس بمقامات عليا.
قدر الشعب الاردني ان يظل محبوسا في بوتقة الولاء المطلق دون مناقشة .. وأن يظل مكبوت الأنفاس حتى ولو اختنق وان يظل يرقص على جراحه رغم الجوع والفقر وان يحمد الله على ما هو عليه من نعمة العبودية لغير الله .
كل المؤشرات تدل على ان منحنى الفقر وتكميم الأفواه وانتشار البطالة وتردّي الأوضاع المعيشية الى تصاعد وطالما رفعنا الصوت محذرّين ومنذرين تارة بالتصريح وتارة بالتلميح ولكن لا من سامع ولا من مجيب فسمعان ( مش هون ) .
لقد نجح الفكر الداعشي في اصطياد بعض شبابنا وحوّلهم الى مجرمين يجدون متعتهم في قتل الأبرياء ومن المرعب .. والملفت ان من بين هؤلاء شباب اردنيون من عشائر اردنية لها جذورها وتاريخها ولذلك لا بد من اغلاق كل المنافذ الداعشية لكي لا نتفاجأ مستقبلا بعمليات ارهابية منفذوها اردنيون وضحاياها اردنيون.
أنا ضد ان نضع رؤوسنا كالنعامة في الرمال ونقول كل شيء عال العال وكل الامور تمام التمام بل علينا ان نكون صادقين مع انفسنا ومكاشفين لبعضنا وناطقين بالحق وغير مقلليّن من خطورة اي ( خزق ) في السفينة فكيف اذا كانت السفينة مليئة ( بالخزوق ) .
دعونا نكون منطقيين ونقول اذا لم تقم الدولة الأردنية بمراجعة حساباتها ومخططاتها وتوفير فرص العمل للشباب ومحاكمة كل الذين يستهترون بهذا الشعب الأصيل واذا لم تكن كرامة الشعب الأردني هي اولوية قصوى للدولة وتوفير متطلبات العيش الكريم لأبناء هذا الشعب الذي نشأ على الكرامة واذا لم يتم سن التشريعات التي تلجم تجار المخدارات وتحقق العدالة بين ابناء الشعب الاردني واذا ما بقينا نتستر خلف الخطوط الحمراء ونتخوف حتى من مجرد التنفسّ في حضرتها فالخوف كل الخوف ان نصل الى مرحلة نضيع فيها كلنا وعندها ستغرق السفينة بمن فيها لا سمح الله.
نحن في مرحلة حرجة وما يقوله الناس فيما بينهم غير ما يقولونه ويتحدثون به في مجالسهم الضيقة وان هذه الازدواجية الجبانة هي خيانة للوالي وفساد في الرعية .
وأضيف ان من لا يحب الاردن هو ليس اردنيا وان الاردني الصادق هو من يسعى الى قول الحقيقة وتوصيلها الى صاحب الولاية بكل احترام وصدق .
ومن هذا المنبر الكريم اتوجه بكل صدق وأمانة الى قائد الوطن واقول له بكل شرف الكلمة وصدق المحبة له انه الوحيد القادر على اتخاذ قرارات حاسمة تعيد للمواطن الاردني كرامته وراحة باله من أهمها مصادرة ألاموال القذرة للمتاجرين بقوت الشعب الاردني والتوجيه فورا بوقف فرض الضرائب على الشعب الذي ما عاد قادرا على تأمين أبسط احتياجاته والحد من سلطة البنوك التي تمص دماء الفقراء عبر قرارات ظالمة وزيادةورواتب الموظفين والمتقاعدين الذين لم تتم زيادة رواتبهم المتآكلة منذ مدة طويلة والتوقف عن تنفيذ مشاريع ترفيهية والتركيزعلى المشروعات التنموية لحين خروجنا مما نحن فيه من ضائقة مالية انعكست آثارها السيئة على جميع مناخي الحياة .
ان الشعب الاردني بكل مكوناته ينظر الى الاجهزة الامنية وقواتنا المسلحة على انها العين الساهرة على امن هذا الوطن فلهم منا كل التحايا والتقديروهم وحدهم الذين لا يبخلون بدمائهم الزكية فداء للوطن أما الفاسدون فحقائبهم وتذاكرهم المجانية جاهزة مغادرة بدون عودة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات