غضب في"تل أبيب" .. مجلس الأمن يتبنى قرارا لوقف الاستيطان


جراسا -

أقر مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة بأغلبية ساحقة مشروع قرار لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك بعد سحب مصر لمشروع القرار تحت ضغط من إسرائيل ومن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

ولأول مرة منذ 36 عاما، وافق 14 عضوا بمجلس الأمن على القرار، بينما امتنعت الولايات المتحدة وحدها عن التصويت.

ويؤكد القرار على عدم شرعية إنشاء إسرائيل للمستوطنات في الأرض المحتلة منذ عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، ويعتبر إنشاء المستوطنات انتهاكا صارخا للقانون الدولي وعقبة كبرى أمام تحقيق حل الدولتين وإحلال السلام العادل.

كما يطالب القرار بوقف فوري لكافة الأنشطة الاستيطانية على الأراضي المحتلة، معتبرا أن أي تغييرات على حدود عام 1967 لن يعترف بها إلا بتوافق الطرفين، ومطالبا دول المجلس بالتمييز في معاملاتها بين إقليم دولة إسرائيل والأراضي المحتلة عام 1967.

وقبل ساعات، أفاد مراسل الجزيرة في نيويورك رائد فقيه أن السنغال وفنزويلا وماليزيا ونيوزيلندا طلبت اليوم التصويت على مشروع القرار بعد أن سحبته مصر نهائيا، ونقل عن مصادر دبلوماسية أن مصر لم تتجاوب مع دعوة الدول الأربعة لإعادة طرح القرار للتصويت.

وقال المراسل إنه لا يوجد أي فرق بين مشروع القرار الذي صاغته مصر بالتعاون مع المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور وبين المشروع المقدم، حيث أزيل اسم مصر من مقدمة المشروع ووضعت فيه أسماء الدول الأربعة.

ومن رام الله، قال مدير مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي الفلسطيني علاء الريماوي للجزيرة إن القرار كان يمكن أن يمر بسبب "الإرباك" القائم في الساحة الأميركية، ولأن بعض الدول الأوروبية ترغب بالتحرك لوضع ميزان للقضية قبل أن "يختل" في ظل إدارة ترمب.

ورأى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قام بانقلاب عسكري للوصول إلى السلطة يدرك أن بوابة الدعم العالمي لنظامه "تمر من خلال الكيان الصهيوني"، وأن رد الجميل للدول التي دعمت انقلابه يتلخص في خدمة إسرائيل، حسب تعبيره.

جدل وضغوط

وقبل التصويت، قال مسؤول إسرائيلي كبير رافضا كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية جون كيري "دبرا سرا مع الفلسطينيين ومن خلف ظهر إسرائيل قرارا متطرفا معاديا لها، سيفيد الإرهاب وحركة المقاطعة ويؤثر في شكل فاعل على جعل الحائط الغربي (حائط البراق) جزءا من الأراضي الفلسطينية".

وبدورها، قالت القناة الثانية الإسرائيلية إن كيري رفض في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الالتزام باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد المشروع.

ودعا زعيم الديمقراطيين المقبل في مجلس الشيوخ الأمريكي تشارلز شومر إدارة أوباما لاستخدام الفيتو، بينما قال مسؤولان غربيان إن واشنطن كانت تنوي الامتناع عن التصويت في خطوة نادرة.

وسبق أن أكد مصدر غربي رفيع للجزيرة أن القاهرة أجلت التصويت تحت ضغط إسرائيلي، كما جاء التأجيل بعد تلقي السيسي اتصالا هاتفيا من ترمب. وكان الأخير قد تلقى بدوره اتصالا من نتنياهو، ما دفع ترمب إلى حث إدارة أوباما على استخدام الفيتو.

تبرير مصري

ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية عن مصدر دبلوماسي قوله إن مصر بحكم قربها وتعاملها المباشر مع كافة جوانب القضية الفلسطينية منذ عقود تدرك أن التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية لن تتم إلا من خلال مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الأطراف الدولية والإقليمية.

وأضاف أن مجلس الأمن صدر عنه على مدار ستة عقود عشرات من القرارات الأقوى في صياغتها والأكثر حماية للحقوق الفلسطينية من المشروع الحالي، وأن ذلك لم يمنع إسرائيل من انتهاكها على مرأى ومسمع من القوى الدولية.

واعتبر المصدر أن الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها ترغب في تبني "موقف انتقامي من الإدارة الجديدة القادمة" من خلال تقييد حرية حركة وقدرة ترمب في اتخاذ قرارات حاسمة تجاه التسوية الشاملة، لينتهي إلى القول إن قرار مصر بعدم التعجل بطلب التصويت يعكس "رؤية أكثر عمقا وشمولية لكل تلك المعطيات".

وعقب القرار،دان داني دنون سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة  بشدة قرار مجلس الأمن الدولي ضد الإستيطان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وقال في تعقيبه على القرار:  “سعي الفلسطينيين للمس بدولة إسرائيل من خلال المؤسسات الدولية لن يؤدي لأي حل، ولن يحقق الفلسطنيين أي شيء ما لم يتوقفوا عن التحريض، والإرهاب، ويعودوا للمفاوضات مع الفلسطينيين”.

 كما أعرب سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي عن غضبة من الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تستخدم حق النقض الفيتو ضد القرار.  عضو الكنيست الإسرائيلي من الليكود  يوآف جوش، علق بعد صدور القرار:  “الرئيس الأمريكي قام بخطوة خبيثة لطخت سياسية طويلة من التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وفضل اتخاذ قرار لصالح سلطة إرهاب التي تعتبر مواقفها مخالفة بشكل مطلق لمواقف الولايات المتحدة الأمريكية”.

 وطالب عضو الكنيست من الليكود انتهاج  سياسية جديدة في الضفة الغربية، علينا التوقف عن الحرص على بقاء السلطة الفلسطينية، والعمل من أجل تحقيق المصالح الإسرائيلية والتي هي فرض السيادة الإسرائيلية، والاستمرار في التوسع الاستيطاني”.



تعليقات القراء

الـــمـــثـــنـــى
مئات من القرارات السابقة ذهبت أدراج الرياح
فهل سيكون هذا القرار أفضل حالا منها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
23-12-2016 10:33 PM
إسماعيل يوسف
( إن الإحتلال والإستيطان) هي السياسة التي قامت وأنشئت بها دولة جنوب إفريقيا ولقد لقى أهلها من الأفريقين أشد أنواع التميز والإضطهاد والتقتيل وفي النهاية إنتصر الحق وعادت البرد إلى أصحابها .... فلا تقنط ( الأخ المثنى) وكل الإخوه القرآْ
رد بواسطة الـــمـــثـــنـــى
قال تعالى : ( قال و مَنْ يقنط من رحمة ربه إلاّ الضالون )

اللهم لا تجعلنا من القانطين ( آمــــــــــــــــــــــــــــــين )
مع احترامي لك أخي
24-12-2016 09:36 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات