ملاحقة المشككين في أحداث الكرك


بداية تفجر الأحداث الأمنية الكبرى كأحداث الكرك بداية معتمة في اغلب الأحيان، ويدخل القادة الميدانيين خلالها في ظلمات حالكة لمدة قد تطول او تقصر تبعا لطبيعة الحدث والظروف المرافقة المحيطة . تغيب هنالك الحقيقة لبعض الوقت وتتصف بالغموض والإبهام، وتشح المعلومات وتتضارب الأنباء .ويختلط الحابل بالنابل، ثم يتبدد الظلام لتتضح معالم الحقيقة ،عند ذلك يشرع المختصون بمعالجة الموقف ، ويتمكن المسئول من إيفاء المواطنين حقهم في معرفة ما يجري ووضعهم بصورة صافية نقية عن الأوضاع ، وتزويدهم بمعلومات واضحة وبالقدر الذي يسمح به الظرف ،دون إخلال بالأمن او مجريات التحقيق والعدالة ،أو الإساءة للغير والمساس بكرامتهم وحقوقهم .
نجحت العمليات في الكرك بكل المقاييس والمعايير الأمنية، ومحاولات التشكيك بقدرة الأجهزة الأمنية ،وإطلاق الشائعات حول عدم كفاءة قادتها وتشويه انجازاتها وتضحياتها يجب ان تتوقف على الفور ، ذلك ان حالة الارتباك التي تلي وقوع المفاجأات ظاهرة طبيعية عامة تلتصق بالإحداث الجسام ، وترافقها على الدوام كمتلازمة حتمية الوقوع مهما بلغت الاستعدادات وتوفرت الإمكانيات والخبرات ، وهو الأمر الذي نلاحظه خلال الهجمات الإرهابية المشابهة التي اجتاحت أكثر الدول منعة وتقدما وحضارة هذه الأيام.
أهداف المشككين ومروجي الإشاعات لها طابع واحد مفكك . وهي ليست إصلاحية على اي حال ، ومن الضرورة بمكان ملاحقة من امتهن السب والخذلان والتجريح ممن استعصى عليهم الفهم وزاغت إبصارهم ، وتحدثوا بغير اختصاصهم وهاجموا مؤسسة الأمن بتفرعاتها المختلفة ،و بادروا الى إصدار أحكام ارتجالية مسبقة بفشل الإجراءات الأمنية ، وعجزوا عن تقديم بدائل او حلول، بل لقد تجاوز بعض أصحاب النوافذ الإعلامية الهابطة حدود الأدب بألفاظ جارحة بحق قادة مؤسساتنا الأمنية الإجلاء ، وبثوا إشاعات هدامة عن الفشل الأمني ،وهناك من بالغ في التطاول بما يستوجب المحاكمة والعقاب واصفا رموز الأمن بالاستعراض الإعلامي وتقديم أكباش فداء.
تبقى ملاحقة المسيئين حق عام لا يجوز التغاضي، والدولة الأردنية في أوج عظمتها ،ولم تضعف الى الحد الذي تخشى فيه من سطوة المتطاولين والمشككين وتخشى معاقبتهم، ووضع حد لممارساتهم ، ولكل من احترف مهنة البحث عن المثالب والعيوب تحت ذريعة الحريات الإعلامية ، أو الادعاء بمحاولة الإصلاح وشعارات إحقاق الحق وإبطال الباطل.



تعليقات القراء

ليس تشكيك
ليس تشكيك ولكننا عهدنا بالنشامى الاحترافيه العاليه بالمقارنه بعدد الاصابات ، خصوصا وان الرعاع الارهبيين كان عددهم قليل في كل مواجهه
المطلوب مراجعه الخطط بالتعامل مع هؤولاء الخوارج
20-12-2016 10:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات