قلعة الكرك الأبية إذ تلفظ المارقين والطغاة


كانت إرادة الرجال الرجال الصلبة دروع الوطن وحماته الأباة في مطاردة تلك الحفنة الضالة والمضللة من خوارج العصر التي أرادت النيل من استقرار وطننا ومجد كركنا، متوهمة بفكرها الظلامي وحقدها الأسود الدفين ونهجها الغادر أنها قادرة على تحقيق مخططاتها الإجرامية تجاه الاردن، ولم تدرك لضلالها وجاهليتها العمياء أبدا من هو الاردني وقت الشدائد الذي يتحول كل واحد فينا وحتى الطفل إلى ليث هصور لا يخاف الموت ليهب الحياة لأرض هذه الثرى المباركة ... لك الله أيها الوطن كم أنت عظيم ومحروس برعاية رب السماء ...لك الله كم هي اسوارك عالية قوية عصية على كل متآمر خوان أشر.. لك الله يا كرك التاريخ كم هي قلعتك حصينة ترفض المارقين وتلفظ الطغاة والطامعين ....لك الله يا كرك الشماء يا من يحتضن ترابك الشهداء وعبر مسيرة تاريخ هذا الوطن المرابط حيث كتبت على نفسك العهد والوعد أن تستمر القافلة على درب جعفروزيد يتبعه معاذ الكساسبه وسائد المعايطه على درب الشهادة والفداء لتبقى صروح هذا الوطن عصية على كل حاقد ومتامر وخارج.

ان هؤلاء المرتدين والمنحرفين عقلا وسلوكا الذين يخرجون من جحورهم كخافيش الظلام في العتمة لم يدركوا بعد أن الأردنيين جميعا يقفون صفا واحدا موحّدا، وينبضون بقلب واحد وضمير واحد مرتبط بهذه الارض المباركة....لم يدرك بعد هؤلاء الرعاع الذين في قلوبهم مرض أن أرض هذه الحمى ترعاها عين الله التي لم تنم، وتحرسها سواعد الرجال المؤمنة بالله ربا وبالأردن وطنا تسير بشرف وعزيمة وإرادة خلف قيادتنا الهاشمية الحكيمة بفكرها المستنير ورؤيتها الثاقبة ورسالتها الحرّة الملتزمة رسالة الخير والوسطية والإعتدال.

إن أبناء هذه الأرض المضمخة بعطر الشهادة سائرون على درب التضحية والفداء، واليوم زف الوطن قافلة جديدة من أبنائة البررة، فمضى شهيدنا البطل المقدم سائد المعايطة ورفاقه لتطهير قلعة الكرك الأبية من دنس هؤلاء المارقين والأشرار تساندهم القلعة ذاتها حيث انتفضت حرّة أبيّة ولفظت هؤلاء الخونة والخوارج وقذفت بهم الى مزبلة التاريخ.

لقد قدمت أجهزتنا الامنية وقوات الدرك الذين تضافرت جهودهم مع ابناء الكرك الذين هبوا على قلب رجل واحد دفاعا عن وطنهم، ورسموا لوحة قلّ نظيرها من أجل أن يبقى وجه الأردن الأبهى والأغلى، كما زرعوا بذور الإنتماء الصادق واقعا وممارسة وسلوكا... لله دركم جنودنا البواسل كل في موقعه ....كم كنتم بحق رفقاء بوطنكم تنتهجون نهج جلالة قائدنا المفدى الذي يقود سفينتا التي "لم ولن تغرق بعون الله"، سيمّا وان على هذه الأرض رجال اشداء صابرون قابضون على حب الوطن... ويبذلون أرواحهم وكل ما يملكون ليبقى سيد الأوطان صلبا لا ينحني أمام الرياح مهما كانت عاتية قوية، بل يخرج أشد عودا وأكثر صلابة وإيمانا بأن ابناءه سيبقون الأوفياء ما دامت لنا الحياة على هذا التراب الذي يشع كبرياء وألقا وكرامة.
يا له من مشهد عظيم ودرس عميق أيها الرجال الأباة الحماة لسياج أردننا المنيع وأنتم تسطّرون صفحات ناصعة للأجيال بمداد دمائكم الزكية التي تفوح منها رائحة عبق الشهادة ترددون "لبيك يا أردن العزم....لبيك يا كرك المجد....لبيك ايتها القلعة الشامخة" وتترجمون هذا النداء الى حقيقة وواقع دونما تسويف أو تنظير... تترددون بصدق وعزيمة لك منا العهد يا أردن أن نكون عند حسن ظن مليكنا وقائدنا بنا ولنكون القدوة والمثل الأعلى متحمّلين أقسى التحديات وجباهنا مرفوعة لن تنحني إلا لرب السماء،وسواعدنا قوية لن تثنها قوة إعصار أو شدة ريح.

لقد كانت أجهزتنا الامنية والمواطنون كالجسد الواحد حيث تضافرت الجهود بإحترافية عالية وكانوا بحق الأمناء على حياة الناس والمجتمع في ملاحقة قوى الظلام وخوارج العصر المجرمين...لقد أصبح راسخا لدى القاصي والداني إن جيشنا العربي هو صمام الأمان وذخر لأردننا الغالي وهم رجال الأزمات والمواقف الصعبة الذين تربوا على العمل والإنجاز والإخلاص لوطنهم وقيادتهم الهاشمية الحكيمة التي توجههم دائما الى التضحية والارادة التي لا تلين لها قناة، ولقد سطّروا وعلى امتداد الوطن وهم يقارعون هذه الفئات الباغية التي تم اجتثاث اوكارها قبل عدة أشهر في اربد وتم ملاحقتهم قبل يومين في الكرك، تطاردهم جنود الحق بعيون كعيون الصقر ربط الله على قلوبهم شجاعة وقوة لهزم المرجفين ايمانا منهم بان الإنتماء الحقيقي لهذا التراب ولهذه الارض لا يكون الا بالتضحية والفداء ليبقى وطننا عزيزا قويا متماسكا مهما أشتدت الأزمات.

جنودنا البواسل .. أهلنا في الكرك الشماء...لقد استحوذتم مكانا عليا في قلوب كافة الاردنيين الشرفاء، وكانت التضحيات والإيثار التي وقفتموها بشموخ وأنفة تجاه اردننا الغالي، فبوركت سواعدكم الأبيّة وبوركت تلك الهامات العالية التي ُيزين جباهها التاج المكلّل بالعز والفخار، وبوركت دماء شهدائنا... وبوركت يا كرك المجد وقلعتك الابية. وحمى الله الأردن وحفظ خيمتنا الهاشمية المظفرة بعون الله التي نستظل تحت أفيائها بعزة وكرامة وأمان.

* عميد كلية الصيدلة/ جامعة اليرموك
عميد أكاديمي سابق/ رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس سابقا
جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات