حادثة الكرك " .. بعض الخفايا تكشف لنا بعض الحقائق


أجزمُ إن غالبية المتابعين للشأن الأردني الداخلي والخارجي على السواء، تفاجئوا، بتوقيت ونتائج ما يسمى بـ "حادثة الكرك "، هذه الحادثة وبهذا التوقيت، وبهذهِ النتائج الصادمة، تؤكد حقيقة أن الأردن بكلّ أركانه، بات تحت مجهر الاستهداف من "بعض الاصدقاء" قبل الاعداء "، واعتقد إنّ هنالك طبخة إقليمية – دولية ، جديدة تستهدف الأردن الرسمي والشعبي ،وهذهِ الطبخة لها لوبي بالداخل الأردني، مدعوم بالطبع بإجندةٍ خارجية ،"وهذا اللوبي هو من يدعم بشكل أو بأخر توفير غطاء من الشرعية للجماعات السياسية والدينية في الداخل الأردني التي تدعم المتطرفين بالعراق وسورية ،فكيف لدولة ونظام سياسي يصرح بأنه ضد الإرهاب ويحاربه ،وبذات الوقت يسمح لجماعات سياسية ودينية في الداخل الأردني ان تخرج بمظاهرات بعمان وغيرها من المحافظات دعمآ لما يسمونه بمجاهدي العراق وسورية "حلب والموصل " !؟،مع علمنا ان غالبية من يوجد بالموصل وحلب من المسلحين ينتمون لـ"داعش والنصرة "،وهذه الجماعات باعتراف معظم دول العالم هي مجاميع إرهابية عابرة للقارات،وهذاالسؤال سيبقى برسم الاجابة ،ونتمنى سماع جواب قريب له من النظام الأردني ،مع تأكيدي بمحور متزامن ، إنه لاداعي للتنظير على اسلوب معالجة القوى الامنية لحادثة الكرك منذ بدايتها وحتى نهايتها ...فهناك ظروف واحداث لايعرف تفاصيلها الا من كان بقلب "الحدث " .



بالعودة إلى حادثة الكرك ،وهنا أليس من الغريب أن تظهر هذه العملية "المنظمة والمتزامنة والدقيقة " تزامناً مع عملية “عين الباشا “ ضدّ مكتب المخابرات العامّة، وعملية “الركبان” ضدّ حرس الحدود على الحدود السورية – الأردنية، تزامناً مع عدة حوادث اخرى جرت بمجموعها بالنصف الثاني من هذا العام "2016"،وتتزامن كل هذه الاحداث مع مجموعة تقارير لصحف غربية ليس أولها ولا أخرها "الديلي ميل - البريطانية "و"نيويورك تايمز- الأمريكية"، والتي تتحدث بسقفٍ مرتفع عن خصوصيات عسكرية ومنها تقرير لـ"نيويورك تايمز- الأمريكية"يتحدث عن مشاركة بعض العناصر العسكرية في الاستيلاء على اسلحة ارسلتها وكالة المخابرات المركزية الامريكية و السعودية إلى سورية ، وبيعها في السوق السوداء، وتقرير اخر يتحدث عن سرقة ذخائر من معسكر تدريب للجيش البريطاني، اثناء مشاركة 1600 من قواته في مناورة “عاصفة الشمال” التي جرت في شهر آذار (مارس) الماضي، وشاركت فيها قوات امريكية واردنية في الصحراء الاردنية قرب صحراء سيناء ،ويشير التقرير إلى السطو على مخزن اسلحة تابع للجيش البريطاني ، وسرقة صناديق ذخيرة تحتوي على 87 الف رصاصة يمكن استخدامها في بنادق امريكية واوروبية متطورة،مع تأكيد ناشر التقرير "الديلي ميل "عن خشيته من استعمال هذه الذخائر بـ"الداخل الأردني ".


هذه التقارير بمجموعها لا اعتقد أنها ستكون الأخيرة،وهنا أتوقع بالقادم القريب من الايام، أن نجد تقاريراً إعلامية غربية واقليمية، وبشكلٍ مكثف، ستكشف خبايا وخفايا كثيرة للرأي العام الأردني والعالمي ،وهذا كلّه يندرج كما تحدثت ضمن ما يخطط للأردن بالمستقبل القريب لأحداث الفوضى في الأردن، ولتعزيز مصطلح انعدام الثقة بين المواطن والمسؤول في الأردن ،وفي المستقبل القريب ،سنسمع عن تقاريرٍ غربية جديدة،وسنسمع باليوم الواحد عن العشرات من التقارير والدراسات المحلية والعربية والدولية التي تستهدف الأردن بكل أركانه.


بالنسبة لي كمواطن عربي أردني ،لو كنت مكان صُنّاع القرار في الأردن، لاستبقت وأسقطت كلّ المشاريع الخارجية التي تستهدف الأردن، عبر البدء بمسارٍ إصلاحي واضح على الأقل، يجب أن يبدأ بمحاكمة الفاسدين والمفسدين، والمتورطين بقضايا عطاء المطار وأراضي معان وسكن كريم وشركات البوتاس والإتصالات وأمنية والفوسفات والكهرباء والأسمنت وميناء العقبة و أمانة عمّان والبلديات والملكية الاردنية، وبيع مبنى مديرية التنمية الاجتماعية، وصفقات دبي كابيتال، وعطاء مصفاة البترول، وشركة توليد الكهرباء وكهرباء اربد، وفضائح الأستثمار وأراضي الديسي والجفر ، وحصص الحكومة من الأسهم في كلّ من بنك الأسكان وبنك القاهرة – عمّان ، وبنك الصادرات والتمويل، وبنك الإنماء الصناعي واراضي ألاغوار ، ومصنع رب البندورة في الأغوار، والألبان الأردنية والبتراء للنقل، والأجواخ الأردنية، والدباغة الأردنية والخزف الأردنية، والعربية الدولية للفنادق، والأردنية لتجهيز الدواجن ومصانع الورق والكرتون، والمؤسسة الصحفية الأردنية، والكازينو ومؤسسة سكّة حديد العقبة، وقضايا المخدرات، والرشى، والعطاءات الحكومية، والفساد الإدراي، والتنفيع ، واستغلال الوظيفة العامّة ، و… ألخ.


نعم مكافحة الفساد ،هي الخطوة الأولى في مسار الإصلاح الشامل ،وهنالك خطوات عدّة يجب أن تتزامن مع هذه الخطوة منها الإشراك الحقيقي للشعب في الحكم، والعمل على تحقيق مبدأ الحكم الرشيد،هذهِ الخطوات اعتقد أنها ستكون كافية على الأقل لرسم طريق واضح المعالم لمستقبل الدولة الأردنية.

وهنا على كل مواطن أردني أن ينظر لحقيقة أن الأردن بات ضمن دائرة الاستهداف ،وأن هناك أجندات خارجية، تستهدف ضرب الاستقرار في الأردن تدعمها قوى موجودة في داخل الأردن، هدفها خلق فوضى داخلية،خدمة لمشاريع تستهدف الأردن والمنطقة بمجموعها.

خِتاماً ، على كل أردني ،أن يتذكر حديث المرشحة السابقة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، عندما قالت بعدم معرفتها بما سيؤول إليه مستقبل الأردن ،هذا المستقبل الذي بات اليوم بين مطرقة الوضع المتردي الداخلي وسندان مشاريع الخارج ،على كل حال كان الله بعون الشعب الأردني على ما يعيشه اليوم وعلى ما ينتظره.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات