6 أسيرات أمهات يعشن بين مطرقة قسوة السجن وسندان الحرمان من الأبناء


جراسا -

أكدت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها بمناسبة عيد الأم والذي يصادف الواحد والعشرين من آذار من كل عام، بان الأم الفلسطينية تستقبل هذا اليوم الذي خصصه العالم لتكريم الأم ، بمرارة وحزن فهو يأخذ في حياتها شكل أخر، يترجم لحظات الألم التي تعيشها جراء فقدان زوج أو ابن أو أخ ، فبدل التوجه إلى الاحتفال، فان أمهات فلسطين في هذا اليوم يتوجهن إلى المقابر والى السجون وكل منهن تقاوم حزنها ، كون أن ابنها شهيدا أو جريحاً أو أسيرا  يتحدى السجان بقوة إرادته .

وفى الوقت الذي تفتقد الآلاف من أمهات فلسطين أبنائهن الذين سقطوا شهداء على طريق تحرير الوطن، فان هناك خمسة وعشرون من الأبناء يفتقدون في هذا اليوم أمهاتهن اللواتي تم تغيبهن قصراً وراء القضبان وفى عتمات الزنازين الرطبة البائسة ، والعديد منهم  حتى لا يستطيع أن يزور أمه ولفترات طويلة ، وإذا استطاع زيارتها لا يتمكن من احتضانها وتقبيلها ، أو حتى الحديث معها بشكل واضح نظراً للحواجز الكثيرة التي تضعها إدارة السجون على شبابيك الزيارة للأسيرات والأسرى.

وأوضح رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة بان الاحتلال يختطف في سجونه 37 أسيرة، بينهم 6 أمهات ولديهن 25 من الأبناء يعشن بين مرارة السجن وظروفه القاسية من جهة، وبين حرمانهن من الأبناء من جهة أخرى، وخاصة في ظل وجود الوالد أيضاً في السجن، وحرمان بعضهن من الزيارة وعدم رؤيتهن لأبنائهن منذ فترة طويلة، ومن بينهن الأسيرة (لطيفة أبوذراع) والتي ينتظر أبنائها السبعة بفارغ الصبر تحرر والدتهم، وخاصة أن والدهم يعيش في الأردن، وهم في رعاية جدتهم منذ اعتقالها .

وأشار الأشقر إلى أن الأسيرات الأمهات في سجون الاحتلال هن الأسيرة (ابتسام عبد الحافظ فايز عيساوى) من القدس ومحكومة بالسجن لمدة 14 عام ،ومعتقلة منذ 4/11/2001 ، ولديها 6 من الأبناء ، والأسيرة (قاهرة سعيد على السعدي ) من جنين ومحكومة بالسجن المؤبد 3 مرات إضافة إلى 30 عام ن وهى معتقلة من1 7/5/2002 ، ولديها 4 من الأبناء ، والأسيرة (إيمان محمد حسن غزاوى) من طولكرم، ومحكومة بالسجن لمدة 13 عام ،ومعتقلة منذ 8/3/2001، ولديها طفلين هما سماح 13 عام ، وجهاد 12 عام، ويعيشون مع جدتهم حيث أن والدهم الأسير( شاهر بركات عشة) معتقل ومحكوم بالسجن 20 عاماً،  والأسيرة (ايرينا بولى شوك سراحنه) من بيت لحم، وهى معتقلة منذ 23/5/2008 ، ومحكومة بالسجن لمدة 20 عاماً ، ولديها اثنين من الأبناء وهما (غزالة وياسمين) وزوجها معتقل ومحكوم بالسجن المؤبد، واحدى بناتها تعيش مع جدتها في فلسطين، والأخرى تعيش مع جدتها في روسيا ، حيث أنها مواطنة روسية أسلمت وتزوجت من (إبراهيم سراحنه) ، والأسيرة (لطيفة محمد محمود ابوذراع) من طولكرم ومعتقلة منذ 10/12/2003، ومحكومة بالسجن لمدة 25 عام ، ولديها 7 من الأبناء يعيشون مع جدتهم ،حيث أن والدهم يعيش في الأردن  ،والأسيرة (منتهى الطويل) زوجة رئيس بلدية البيرة والتي اختطفت منذ شهرين من منزلها ، وتخضع إلى الاعتقال الادارى، وهى أم لأربعة أبناء .

وقال الأشقر أن عيد الأم يمر على الأسيرات الفلسطينيات الأمهات ولا يزلن يعانين قهر الأسر وظلم السجان، ففي الوقت الذي تحتفل فيه جميع أمهات العالم بعيد الأم، ويتقبلن التهاني والهدايا من أبنائهن ، تعيش الأم الفلسطينية الأسيرة مع الحزن والألم والدموع  وتحلم بيوم تتحرر فيه وتحتفل بهذا اليوم مع أبناءها وهي تحتضنهم وتتقبل منهم الورود في هذه المناسبة ، وتعانى الأسيرات الأمهات حالة نفسية صعبة نتيجة القلق الشديد ،والتوتر و التفكير المستمر بأحوال أبنائهن وكيفية سير حياتهم بدون أمهاتهم ، والأكثر قسوة بالنسبة للأسيرة الأم هو عندما يكون زوجها أسيراً أيضاً حيث يعيش أطفالهما دون رعاية .

 فالأم الأسيرة تقبع هناك وحيدة في عالم موحش يحكمه الجلادون تعانى أقسى أنواع الحياة، ومحرومة من ابسط الحقوق التي نصت عليها الشرائع السماوية والأرضية ، وكفلتها حتى الاتفاقيات الجائرة . فهي تعيش مرارة السجن ومرارة الحرمان من الأبناء والأهل ، فحياة الأسيرات داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية مليئة بالمضايقات والاستفزازات، والحرمان حتى من الزيارة والعلاج و التعليم حيث لا زالت إدارة السجون مستمرة في المماطلة بالسماح للأسيرات بالدراسة داخل السجن، وتحرم المريضات منهن من العلاج والرعاية، ويعاقبن بالعزل الانفرادى حيث لا زالت الأسيرة "وفاء البس" معزولة بين الجنائيات في سجن الرملة ،ومدد لها الاحتلال العزل لمدة 3 شهور جديدة  .

 وأشار الأشقر إلى وجود عدد من الأسيرات الأمهات يعانين من أمراض مختلفة ولا تتوفر لهن الرعاية الطبية الكافية حيث تتعمد إدارة السجن ممارسه سياسة الإهمال الطبي للأسيرات ومن بين الأسيرات الأمهات المريضات الأسيرة ( لطيفة أبو ذراع) 46 عاما وهى أم لسبعة أطفال وموجودة في سجن تلموند وتعانى من وجود  ألياف في الرحم وتخثر في الدم . وتحتاج لعملية في الرحم، ، وطالبت أكثر من مرة  إدارة السجن بعرضها على طبيب مختص للإطلاع على حالتها وعمل الفحوصات اللازمة لها إلا أن إدارة السجن كانت تقابل دعوتها بالرفض ،مما يعرض حياة الأسيرة للخطر.

، وكذلك الأسيرة ( قاهرة السعدي ) من مخيم جنين والمحكومة بالمؤبد وثلاثين عاماً ، تعاني من مرضٍ بالعينين و الأسنان و ديسك بالظهر ، وهي أم لأربعة أطفال، والأسيرة (إيمان غزاوى) تعانى من  ضيق في التنفس وأوجاع وآلام في الرأس والمعدة ووجع في المفاصل نتيجة ظروف السجن القاسية والإهمال الطبي المتعمد ، ونتيجة التحقيق الذي تعرضت له عند اعتقالها لمدة شهرين كاملين في عزل الرملة .

وناشدت وزارة الأسرى المؤسسات الحقوقية والإنسانية وخاصة المعنية بشئون المرأة التدخل والضغط على الاحتلال، لإطلاق سراح الأسيرات ،أو على الأقل تحسين شروط حياتهن ، وعلاج المرضى منهن ، والسماح لهن بإكمال دراستهن ،و زيارة أبنائهن ، واحتضانهن لان هذا له تأثير ايجابي على نفسيات الأسيرات الأمهات .
(PNN)



تعليقات القراء

صقر الشوبك
>-(>-( يا حرام ائطعتو البي على هالخبريه :-(:-(
21-03-2010 12:43 PM
عاشقة الاقصى
الله يكون معهم وينصرهم ويحميهم وينزل عليهم السكينه ويشفيهم ويفكك اسرهم يا رب



اللهم انزل عليهم الشفاء من عندك
22-03-2010 09:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات