النواب القادمون ليسوا منا وليسوا لنا !!


الأردنيون شعب حالم ، ينام ويحلم ويستيقظ ويحلم، يسير على قدميه وهو يحلم، ويقود سيارته وهو يحلم يجلس عند صديق او على مقهى يدخن سجائره او يمج على ارجيلته دون ان تتوقف أحلامه عن الحضور او الغياب واحلام الأردنيين ليست صعبة التحقق بل ومستحيلة أيضا، واذا كان حلم الجاجة علفا فإن اصغر أحلام الأردنيين هذه الأيام مجلس نيابي، ينتخبونه هم وليس الحكومة، وبالتحديد أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب العطوفة المحافظين وبقية الدوائر والمديريات المختلفة ومن هنا تنطلق دعواتنا للحكومة الحالية ، كما أطلقناها للحكومات السابقة ، وحتى للحكومات القادمة ، ان يكون الله في العون فالديمقراطية ليست مجرد عمل بسيط ومهمة سهلة ، كما هي عند سوانا من الدول غير الديمقراطية ، وممارستها اكبر من مجرد أعداد ( بكرج قهوة) او ( قلاية بندورة ) ثم الجلوس على الشرفة لالتهام هذه واحتساء تلك براحة بال، هي اعني هذه الديمقراطية بقانونها وأنظمتها ودوائرها وصناديقها وبطاقاتها عملية شاقة ، لكننا ولأننا شعب حالم وعميق الثقة بمسؤوليه نترك للحكومات أداءها خطوة خطوة وحتى وضع قائمة بأسماء الفائزين قبل أسبوع وأسابيع من اجراء الانتخابات النزيهة والشفافة فتحمل الحكومة الى العبدلي مجلساً نيابيا وان لم تكن حصة الناخبين فيه اكثر من بضعة مقاعد يحتلها نواب فشلت الحكومة في منعهم من الوصول الى القبة او أسعدها الوصول حتى لا يتهمها حاقد بالتزوير او التزييف وإفساد الطبخة الديمقراطية ، كما ان وصولهم مفيد لدفع الحسد ودعوة الآخرين للإقتداء بناء وبتجربتنا الفريدة والطريفة.

الحكومة القائمة في بلدنا تؤكد كل يوم انشغالها التام وتفرغها المتعب لصياغة قانون انتخاب جديد ، والأردنيون يتابعون التصريحات هذه بأقل درجة من الاهتمام بعد ان علمتهم تجاربهم الكثيرة والطويلة ان المسؤولين عنهم لا يقولون الحقيقة دائماً ولا يحبونها ، ومع اننا المقصودون كمواطنين بهذا القانون باعتبارنا الناخبين الذين يذهبون الى صناديق الانتخاب فان احدا لا يدعونا للمشاركة في تقطيع الخضروات واللحوم وتقطيعها ووضعها على نار هادئة او غير هادئة لأعداد الطبخة الديموقراطية واذكر في الثمانينات أنني كتبت مقالة في مائة كلمة لمحت فيها الى ضرورة دعوة المواطنين للمشاركة في صياغة قانونهم الانتخابي فكانت نتيجة أقدامي على هذه الجريمة فصلي من العمل ومنعي من الكتابة ، ولهذا اكتب هنا على حذر وفي ظل رعب، واكتب وانا أدرك انه لا يحق للناس التدخل او محاولة التدخل في شأن حكومي رغم أنني من سيدفع الثمن اذا ما أعدت الحكومة قانون انتخاب سيئا والزمتني بالطاعة له والشكر عليه وحتى مطالبة الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي بأخذه عنا لوضع حد لانحراف الديمقراطية في تلك البلاد .


الوحيدون الذين يتحدثون الآن باسمنا ونيابة عنا وغصبن عن الذين خلفونا هم المسؤولون الأردنيون : دولة الرئيس ووزير التنمية السياسية ووزير الدولة للشؤون البرلمانية ووزير الداخلية والناطق الرسمي وكتبة الحكومة وعملاؤها الشرعيون ومعهم مسؤولون آخرون يرمون الكلام هنا وهناك ونحن معتقلون داخل الوطن نجلس على ترابه ونستمع الى الأحاديث الديمقراطية ومن يقف بنصف وعي مع كل ما يقال الآن وحتى صدور قانون الانتخابات العتيد وعشية إجراءات الانتخابات يمكنه ان يتصور بسهولة ان المجلس النيابي الحكومي القادم سيكون الأسوأ منذ اول مجلس نيابي اردني، واذا ما استثنينا الإسلاميين وهم اول المستهدفين في القانون الحالي والقانون القادم فان الأمر المؤسف ان غالبية الأحزاب وقوى المجتمع المدني وحتى الصحافة وغالبية المواقع الالكترونية تلتزم ما يشبه الصمت ازاء ما تدبر الحكومة لنا كوطن وكشعب كما ان القانون القادم سيكون مؤقتا كما كل شيء مهم في بلدنا من الحكومات الى المجالس النيابية الى الفرح والعمل والصحة والعدالة والى ان يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها فلدينا قوانين مؤقتة ما تزال كذلك منذ صدرت في الأربعينات والخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات وفي الألفية الثالثة وقد اكد لي قانونيون يعملون قضاة ومحامين ان هناك قوانين تتحدث عن سمو امير البلاد – أي قبل إعلان الملكية في بلدنا- وقوانين تشير الى المندوب السامي البريطاني- أي قبل اعلان استقلال المملكة- وما يزال العمل بها قائما، واذا ما انعم الله على حكومتنا الحالية بطول العمر فان عشرات ومئات القوانين المؤقتة ستصدر وتنضم الى ما سبقتها مما يفترض ان تناقش في اول جلسة لمجلس النواب ولكن القوانين المؤقتة تتراكم فوق بعضها البعض كما تتراكم مليارات ديوننا على صدر الموطن وعنقه وأنفاسه، وهذا لأن إيماننا وقناعاتنا تقوم على ان الله وحده الدائم وكل ما عداه مؤقت، ولا يجب ان يدهشنا الأمر طالما ان بعضنا وغالبية مسؤولينا ينظرون الى جنسية نصف مواطنينا على انها مؤقتة ويجري سحبها منهم لتصويب أوضاعهم وفق المنطق الإقليمي الذي لا يستحق سوى الإدانة والفضح والاحتقار.

يحلم الأردنيون الآن و صباح مساء و على امتداد نهارات وليالي الشهور القادمة بمجلس نيابي قادم، ينتخبونه هم بارادتهم واختياراتهم الحرة وبكل النزاهة والحياد والشفافية الشعبية وليس الرسمية، مجلس يمثلهم ولا يمثل بهم جوعا وبطالة و محسوبية وفساداً واستدانة وقهراً وقمعاً وضرباً وقتلاً كما حدث خلال العام الماضي 2009، لكن الصورة الأخرى مرعبة والتقاء الصورتين يجعل مهمة الحكومة غاية في الصعوبة ، اذ ان ما سعت إليه الحكومات السابقة تسعى اليه الحكومة القائمة وهو عدم تمكين الإسلاميين والقوميين والوطنيين والمستقلين وأعداء الفساد من الوصول الى هذا المجلس حتى لو بلغ سفك الدماء أعناق المواطنين وليس ركبهم فحسب، نريد كمواطنين حالمين مجلسا نيابيا أردنيا له لون وله طعم وله رائحة وتريد الحكومة كما الحكومات التي سبقتها مجلسا نيابيا كالماء النقي لا لون له ولا طعم له ولا رائحة له وليس في لغة أعضائه المحترمين سوى جملة واحدة " امرك يا سيدي ياسيدي امرك" يجيد فن القراءة والكتابة ولكنه يفضل ( البصم) بأصابعه العشرة، مجلسا لم ننتخبه ولا علاقة لنا به ولا علاقه له بنا، مجلسا يدفعنا الى بناء سرادق للعزاء وحفلات للتأبين حتى للمجلس الأخير الذي قلنا فيه وعنه كل ما كان يستحقه وربما سنجد أنفسنا معتذرين له ولكل أعضائه ، لهذا فإن مجلسا بهذه المواصفات لا بد وسيأتي نتاجا لقانون انتخاب مؤقت له ذات المواصفات واذا كانت الحكومة لم تتحمل كلماتنا القليلة وانتقاداتنا الرقيقة او حتى القاسية التي لم تعرقل سياسة لها او أجراء أقدمت علية او تعيين ذي كفاءة او ذي واسطة ، فهل يعقل ان تسمح لنواب محترمين بالوصول الى القبة ومعهم حصانتهم ، وهي التي أشرعت رماحها وسيوفها في وجه اقلامنا المحرومة من كل حصانة .
وفي انتظار قانون الانتخاب الذي سيقدم الينا قبل أسبوع او شهر من موعد الانتخابات القادمة هذا على افتراض انه سيكون لنا انتخابات قادمة سنكتفي بتصريحات المسؤولين عن قانونهم نستمع إليها وهو الأمر الوحيد المسموح لنا به وهو الاستماع والطاعة والإذعان ومواصلة ممارسة الأحلام المستحيلة .

http://www.alkhandaq.com



تعليقات القراء

عساف
عندما تختزل
المعاني وتختزل الكلمات
وترفض العودة بنا من غياهب النفس
الى واقع المرارة
نقف امام لوحات من الاحلام
نتلهلف ان يكون لها وجود
فننعود
تروى لنا القصص والوعود وكانها حكايات الخلود
عذرا اخي الكاتب القدير خالد محادين على خربشاتي

نعيش في روعة الاحلام لنجد مر الواقع
الله يعين الناس


21-03-2010 02:55 AM
عساف
عندما تختزل
المعاني وتختزل الكلمات
وترفض العودة بنا من غياهب النفس
الى واقع المرارة
نقف امام لوحات من الاحلام
نتلهلف ان يكون لها وجود
فننعود
تروى لنا القصص والوعود وكانها حكايات الخلود
عذرا اخي الكاتب القدير خالد محادين على خربشاتي

نعيش في روعة الاحلام لنجد مر الواقع
الله يعين الناس


21-03-2010 02:55 AM
محمد قيس
بصراحة سيدي؟؟؟؟؟؟لا تحلم لا انت ولا انا ومن هو مثلنا بان ياتي نواب او حكومة بعد اليوم من بيننا او حتى ممن نعرفهم.......والله حاس حالي بفيلم من افلام بوليوود......علشان هيك انا من الناس اللي رمى الطوبة زماااااااان.....وما حدا يحكيلي طوبة شو....لاني كمان رميت القالب اللي بيعملوا فيه الطوب ورميت الماكينة....لانه ما في فايده ما في فايده ما في فايه ما في فايده ما في فايده
من زمان ال....والقهر...اكتب قهري بالدمع والحبر
فالواحد خمسة والخمسة تسعة......واحيانا تؤو الى الصفر
21-03-2010 06:35 AM
محمد قيس
بصراحة سيدي؟؟؟؟؟؟لا تحلم لا انت ولا انا ومن هو مثلنا بان ياتي نواب او حكومة بعد اليوم من بيننا او حتى ممن نعرفهم.......والله حاس حالي بفيلم من افلام بوليوود......علشان هيك انا من الناس اللي رمى الطوبة زماااااااان.....وما حدا يحكيلي طوبة شو....لاني كمان رميت القالب اللي بيعملوا فيه الطوب ورميت الماكينة....لانه ما في فايده ما في فايده ما في فايه ما في فايده ما في فايده
من زمان ال....والقهر...اكتب قهري بالدمع والحبر
فالواحد خمسة والخمسة تسعة......واحيانا تؤو الى الصفر
21-03-2010 06:35 AM
محمد قيس
بصراحة سيدي؟؟؟؟؟؟لا تحلم لا انت ولا انا ومن هو مثلنا بان ياتي نواب او حكومة بعد اليوم من بيننا او حتى ممن نعرفهم.......والله حاس حالي بفيلم من افلام بوليوود......علشان هيك انا من الناس اللي رمى الطوبة زماااااااان.....وما حدا يحكيلي طوبة شو....لاني كمان رميت القالب اللي بيعملوا فيه الطوب ورميت الماكينة....لانه ما في فايده ما في فايده ما في فايه ما في فايده ما في فايده
من زمان ال....والقهر...اكتب قهري بالدمع والحبر
فالواحد خمسة والخمسة تسعة......واحيانا تؤو الى الصفر
21-03-2010 06:35 AM
الدبابير لا تمنح عسلا..US...
إذا كان هناك مطلب تغييرالذي استهلك كثيرا كمطلب جماهيري، فإن التغيير المنشود تشوب تحققه مخاوف جدية، لان تغييرا جديا يتطلب إرادات سياسية مؤمنة حقا للشروع به وفق برنامج وطني واضح ومحدد،
21-03-2010 06:55 AM
الله عليك
جزاك الله خيرا عن كل الاردنيين الشرفاء المكممة افواههم ولكن ياسيدي ما دام راس الهرم راض عن ذلك فلا نتوقع احراز تقدم. فمن اهتم بجميل عواد ممثل فرد اردني سقط عن فرسه في المغرب وهو يمثل فقط_ لا يقول الحقبقة_ وارسل له طائرة خاصة كان الاولى ان يهتم بالاف الطلبة المتعطلين عن متابعة دراستهم جراء اهانة الالاف من المعلمين الشرفاء من قبل حكومة لا تساوي في شرفها مثقال ذرة
21-03-2010 11:07 AM
المواطن حمدان
الى رقم 7 000 الاردنيين الشرفاء يحبون مليكم ووطنهم وجلالة الملك يذهب وانت نائم الى البيوت المعوزة والفقراء ويرسل الطائرات للجرحا والمصابين الاردنيين اين ما كانوا اطال الله عمر ابو الحسين
21-03-2010 01:35 PM
ابو راس
فعلا الواحد فقد احساسه بالاردن ... مرة بطلع رءيس الوزراء بتعامل مع الناس كانهم هنود او وزراء بطلقوا اهانات لفئات من الناس الي بنت البلد و حازت على كل الاحترام ....

يعني التعليم بالاردن نجح بفضل الانسان الاردني ... الطب كدلك الي هو نتيجة التعليم و في مجالات اخرى ... بس لما تشوف السياسيين او الي بسموا نفسهم كدلك ما قدموا شي للبلد بالعكس كانت خططهم الغبية و الحمقاء اكبر سبب للي احنا فيه ...

انا غير متفائل بكل الاردن زي زي كل الاردنيين
21-03-2010 11:32 PM
صالح خليل ابو احمد
الحقيقه صرنا نبرع في طولة اللسان. نصفق ؤنحيي دون تفكير. صرنا كما الببغوات نجيد ترديد الكلام دون فهمه. لقد اعطتنا الحكومه ؤاسيادنا الهاشميين اطال الله في اعمارهم من الحريه في كل شئ . ؤلاكن من الواضح اننا اسئنا فهم الحريه ؤمداها بل ؤحدودها.
من الواضح اننا لا نجيد استعمال الحيه ؟. ؤارجو من جلالة سيدنا وضع حد الى كل المتملقين ؤالانتهازيين ؤالمستغليين.
22-03-2010 10:55 AM
حاتم النابلسي
الله يكون معاك ايها القلم الحر جزاك الله خيرا و ومتعك بالصحة والعافية ايها الشاعر الاصيل كان الله في عونك عندي ايا القراء حوالي 500كتاب شعرا وقصة وانابحاجة الي بيعيهم لان راتبي 150دينارا
22-03-2010 08:14 PM
يا أسفي
فلما رأيت الجهل في الناس فاشيا" .... تجاهلت حتى ظًن أني جاهل.
23-03-2010 06:14 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات