صراع الديكة


ما ان كلف الدكتور هاني الملقي بتشكيل حكومته التي أشرفت على الانتخابات حتى التقى الرئيس بأصدقائه القدامى من السياسيين ابتداء من الدكتور عبد السلام المجالي ومرورا ب باسم عوض الله وانتهاء ب جعفر حسان حيث طلب أحدهم من الرئيس أن يسلم حقيبة الخارجية للدكتور صلاح البشير الا أن الرئيس اعتذر كون هذا الموضوع فوق طاقته وتكرر المطلب عند اجراءه للتعديل الوزاري فأخبر الصديق أن تعيين وزير دولة للشؤون الخارجية سيساعد في التوصل الى حل بالمستقبل القريب فلربما قدم وزير الخارجية استقالته من أجل هذا الموضوع لكن ذلك لم يحصل .

لذا لجأ الرئيس واثنين من أصدقائه الى حل وسط وهو تسلم صلاح البشير لرئاسة الديوان الملكي خاصة أن البشير خلال الأشهر الماضية اسندت له اربع مهام بموجب ارادة ملكية سواء بالمجلس الاقتصادي أو بلجنة تطوير القضاء أو بصندوق الملك عبدلله .

بالاضافة الى سجله الوظيفي الحافل كوزير خارجية سابق ووزير عدل أسبق ووزير صناعة وتجاره أسبق ايضا وكواحد من الذين انطبقت عليهم نظرية التوريث السياسي.

بعد هذه المقدمة لا ننسى موقع اصدقاء الرئيس في العملية السياسية كلاهما مقربان من صانع القرارأحدهما ممثل شخصي للملك مع السعودية والتي نحن بحاجة لها اقتصاديا في هذه الأزمة التي تمر بها البلاد بعد أن وصلت المديونية الى أكثر من ثلاثين مليار وبعد أن بلغ العجز مليار حسب الظاهر وكذلك فان صندوق الاستثمار السعودي الذي لم نرى منه شيئا حتى اليوم فانه القادر على انقاذنا اقتصاديا حسب ما روجت له الحكومة أمام مجلس النواب.

أما الثاني فهو مدير المكتب الخاص لجلالة الملك ووزير التخطيط السابق الذي له صولات وجولات عند توقيع الاتفاقية مع البنك الدولي وكذلك مع القروض والمنح والمساعدات المشروطة وغير المشروطة .من هنا بدأت الاشاعات تطال الحكومة بالتعديل الوزاري القريب الذي سيشمل نواب الرئيس الثلاث أو الاربع بعد تدبير وظائف لهم.وعلى سبيل المثال وزير الخارجية منذ عشر سنوات لا يرغب باستراحة المحارب وربما لا يرضى بأقل من منصب رئيس الديوان الملكي الذي أمضى سنوات طويلة في هذا المنصب أيضا.

وخلاصة القول نتيجة اتفاقات الجنتلمان بين أوساط الديجيتاليين والسياسيين الجدد لا بد أن يسعوا بالاتفاق مع الحكومة على استراحة المحارب فايز الطراونة كي ينعم باجازة راحة واستجمام قسرية مع عائلته وعلى قاعدة تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وبذلك تتفرغ الحكومة لأعمالها السيادية مدعومة بمجلس نيابي غير مشاكس واحتوى المعارضة منذ اليوم الأول على قاعدة ( من قطع رأس القط في أول يوم ) علما أن هذا المجلس امتاز اعضائه بالتروي والصبر من أجل مصلحة الوطن فانه يتحمل حتى انسحاب رئيس الحكومة من جلسة نقاش هامة كي يشارك في تشييع جثمان ليقول لذوي المتوفي مثلما نقول لشعبنا الطيب عظم الله اجركم وان غدا لناظره قريب



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات