صورة الحكومة !


صورة الحكومة – أي حكومة – مشوشة لدى الرأي العام الأردني ، تلك حقيقة أتمنى أن يأخذها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي في اعتباره ، وأن يشكل فريقا متخصصا لدراستها ، وتقديم التوصيات اللازمة بشأنها ، ليس لتجميلها بل لمعالجتها على الفور ، فقد باتت تلك الصورة تضر بصورة الدولة كلها .

والحال ينطبق كذلك على مجلس الأمة ، ولعل التغطية المباشرة لجلسات مجلس النواب الجديد أظهرت الصورة ذاتها للمجلس السابق ، وعدنا مرة أخرى للتصرفات التي تتندر بها مواقع الاتصال الجماهيري ، ووسائل الإعلام !

لقد تم تناول التقرير الأخير لديوان المحاسبة في الأوساط الإعلامية والسياسية والاجتماعية بكثير من الشكوك حول سلامة الإدارة في بعض المؤسسات ، والتحليلات التي نشرت ، تزيد من الأسئلة المحيرة عن التجاوزات التي أشار إليها التقرير والناجمة عن سوء الإدارة وهدر المال العام ، وهو ما قد يعمق فقدان الثقة بالمؤسسات الحكومية والقائمين عليها .

إن هذا الوضع يقتضي خطابا حكوميا من نوع جديد ، ذلك أن الرأي العام بدأ يدرك أن التصريحات التي تؤكد على ضرورة كذا ، وأهمية كذا ، تدل على أن ما يشار إلى ضرورته وأهميته ليس موجودا، وربما ليس متاحا أيضا ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالإجراءات الحاسمة والصارمة ، لإصلاح الإدارة العامة ، وتحفيز قوى الإنتاج ، وتجويد التعليم ، وتحسين الخدمات ، وغير ذلك كثير !

لقد كثر الكلام في مقابل الفعل أو العمل ، والكلام صار غير مقنع في ضوء الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب ، ولا أسمح لنفسي أن أقول للحكومة أيهما تختار ، ولكن أجد من واجبي أن ألفت الانتباه إلى أن الرأي العام مقتنع بأن الفساد وسوء الإدارة وفشل السياسات هي المسؤولة عن الوضع الراهن ، وأنه لا يذكر من العلاقة بينه وبين الحكومات في السنوات الأخيرة إلا رفع الأسعار والضرائب ، في مقابل تفاقم المديونية وعجز الموازنة ، وارتفاع نسب الفقر والبطالة ، أي أنه لم يلمس نتيجة ايجابية واحدة لتلك الإجراءات لا عليه ، ولا على الدولة ، حتى أنه لا يعرف شيئا عن عائدات التنمية إن وجدت !

المهمة صعبة ، والمسؤولية ثقيلة ، وأنا ممن يظنون بالدكتور هاني الملقي ظنا حسنا ، ولكن المهم أن يجد وسيلته لخطاب يأتي من القلب إلى القلب ، فالصراحة والشفافية والوضوح من شأنها أن تزيل الحواجز بينه وبين الناس ، فيستعيد ثقتهم بالحكومة ، خاصة حين يكون بينهم ، يتحدث إليهم وجها لوجه ، ويكونوا معه في الميدان ، يعرضون عليه حاجتهم ، ويعرض عليهم إنجازاته ، ليصير المشهد واضحا أمام شعب تحمل الكثير ، وأظهر دائما أنه مستعد للتضحية ، إذا كانت في سبيل الأردن ، وأمنه واستقراره وتقدمه ، ولكن ليس من أجل أخطاء لم يرتكبها !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات