طيور الظلام و تفجير كنيسة العباسية


انها محاولة يائسة لاعادة مصر الى الوراء، فهذا التفجير هو مؤلم على مستوى انساني ووطني لاعادة مصر الى عهد النعرات الطائفية و ابقائها في اتون الاشتباكات الطائفية و هي تحاول التقدم الى الامام اقتصاديا و سياسيا و طي صفحات الاحداث الوخيمة التي كادت ان تؤدي الى انشقاقات كبيرة في اللحمة الاجتماعية و السياسية و في نسيجها الوطني. و هذا ما لا يريده قوم من الناس حقدوا على الجيش المصري حينما عزل الاخوان في 30 من يونيو من السلطة...فاصبح هدفهم ابقاء مصر بدوامة المشاكل للانتقام من هذا العزل و لاثبات بأنها كدولة عرجاء من دون رضى الاخوان في الشارع المصري.

فانفجار الكنيسة في العباسية له مدلول سياسي بأن مصر الديمقراطية بسلطتها المدنية لا تنال على رضى نخبة من سياسيين الغرب الذين دعموا الاخوان في اولى ايام صعودهم الى السلطة في مصر الى عزلهم في 30 من يونيو...فموقف الجيش المصري حينها قد فاجئ الغرب بقدرته على السيطرة على تراب بلاده و فرض شروطه في الحياة السياسية بالرغم من المليونيات في ميدان التحرير التي كانت توحي بانهيار مصر و جيشها و اشتعال حرب اهلية قد تكون مسلحة؟؟؟!!! و ألا ...الى ماذا كانت ترمز المليونيات ببن الاخوان و المعارضة قبل ثورو 30 من يونيو؟...هل ظن السياسيون الذين كانوا يدعمون الاخوان بأن المليونيات هي لعبة في مصر؟...كان هنالك صراع شرس على استحواذ السلطة المدنية بين الاخوان و المعارضة و كانت المليونيات هي شحن للقاعدة الجماهيرية التي كان يتمتع بها كل منهم ليفقد الاخوان قبل ثورة 30 من يونيو ثقة اأغلبية الشارع المصري من كثرة المشاكل التي منعت تقدم اقتصادي و بنيوي و اصلاحي في مصر...و لتزج بالدولة اقتصاديا و سياسيا الى حافة هاوية مميتة...فلو لا سمح الله تسبب هذا التجاذب السياسي بانهيار عسكري بالسلطة لأنه تجاذب وجودي للدولة فماذا سيحل بمنطقة الشرق الاوسط؟؟؟!!! الحرب في سوريا تسببت بنزوح بضعة ملايين من المواطنين الى خارج حدودها...لتصرخ بعض البلدان العربية و الاوروبية من شدة ضغط النازحين عليه و الكارثة الانسانية التي سببتها الحرب...فماذا كان سيحصل لو انهارت الدولة المصرية قبل احداث 30 من يونيو للعالم...هذه الحرب كانت ستشتعل في بلد به 90 مليون مواطن مصري فهل سيستحمل العالم ضغط عشرات الملايين من المصريين الذين قد يهاجرون الى الجوار بالمنطقة العربية و الى بلاد اوروبا...لو انهارت الدولة تحت ثقل إلتحام الاخوان مع المعارضة لكانت حدثت الكارثة لمنطقة الشرق الاوسط بأكملها.

قرر الجيش عزل الإخوان الذين كانوا ينون على استحواذ كامل شبه دكتاتوري للسلطة في مصر بدعم غربي حفاظا على لحمة جيشه و بلاده...و هذا به استقرار اكثر للمنطقة العربية ككل...و حاول اقامة دولة مدنية على اسس معاصرة توفر تمثيل سياسيي متزن للشارع المصري و اقام انتخابات رئاسية و برلمانية شرعية عكست ارادة الشارع المصري و حاول تهدأت بلاده لتهدأ المنطقة استرتيجيا و إبعاد شبح انهيار منطقة الشرق الاوسط بالكامل...و لكن ليصطدم بطيور للظلام تحاول الانتقام منه بدل من دعم هذه الدولة التي مازالت مسلمة و لكنها تعدل بين ابنائها و يتطلق دستورها من روح المواطنة العادل بين كل المصريين...

فمع كل اسف فتكت طيور الظلام بجيش بلادها مصر في سيناء عوض عن الانسحاب من الحياة السياسية بهدوء و فتكت بالبنية التحتية لمصر و قتلت و ذبحت ابناء بلدها و حاولت وضع المعوقات بوجه الدولة المصرية التي كانو تحاول اصلاح شأن بلادها اقتصاديا...و ها هي تضرب الكنيسة في العباسية من جديد...فانتقامها طال في مصر العسكري و المدني و الطفل و الشيخ و السياسي و حتى المواطن البسيط الذي يريد لقمة عيش شريفة بالشارع المصري...الى متى؟

الكنيسة هي بيت لعبادة الله...و إلا لما حافظ عليها عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و طلب من قومه الصلاة بجانبها حين اقامة العهدة العمرية و فتح القدس على ايدي المسلمين في التاريخ...فهل شخص عمر ابن الخطاب غير مكرم عند الاخوان في مصر؟ فهل يتطاولوا و يفجروا ما قد انهى عنه عمر رضوان الله عليه؟ انه اقرب للرسول عليه الصلاة و السلام اكثر من شيوخ عصرنا الحالي الذين يأمرون بالانتقام؟ و لكن لكي يثبتوا بانهم طيور الظلام أخذوا ما ارادوا من الدين و هم يقترفون ما تحرمه الانسانية و الديانات السماوية و ما لا يرضى عنه ضمير الانسانية...فلا اعلم ما ذنب من ماتوا و جرحوا بانفجار كنيسة العباسية اليوم سوى انهم كانوا ساجدين بين يداي الرحمن تعالى يصلون...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات