سمعت أن أحد رؤساء الوزارات السابقين يضغط بقوة على دولتك لتعيين أحد اقاربه مديرا عاما لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون بعد الانتهاء من مناقشة الموازنة العامة ، وان ذات الرئيس قد مارس ضغوطا سابقة لتعيين بعض اقاربه في مواقع ادارية عليا في التلفزيون وقد نجح بمحاولتين وفشل في محاولة ثالثة لأن رئيسا سابقا للوزراء قد سبقه بالتوصية لتعيين قريبه (وقد تم ذلك) ...

يا دولة الرئيس : بشهادة الجميع أنت اكبر من ان ترضخ لضغوطات أو استمزاجات أو رغبات من هذا النوع ، لأن الذي أوصل مؤسسة الاذاعة والتلفزيون لهذه المكانة التي لا تُحسد عليها هو بسبب الإنقضاض من بعض رؤساء الوزارات السابقين لتعيين اقاربهم ومحاسيبهم مدراء ومستشارين ومدراء عاميين في هذه المؤسسة المنكوبة ، وهذا ما دفع جلالة مولانا في اكثر من مناسبة لوصف الاعلام الرسمي وخصوصا الاذاعة والتلفزيون بأنه اعلام خائف ومتراجع ومتهالك ...

يا دولة الرئيس : جميع الذين تقلدوا موقع مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون أصحاب خلق ومؤهلات واصحاب اخلاق وخبرات ... ولكن أكثرهم لا يملكون القدرات الإدارية المطلوبة لإدارة مؤسسة من هذا النوع من الناحية القانونية والمهنية والسياسية ... لأن الكاتب الصحفي المتخصص بكتابة عمود في صحيفة ورقية ، أو الدكتور الاكاديمي في جامعة رسمية ، أو مصور تلفزيوني ابن حسب ونسب ... أو مخرج لا يفقه من العمل التلفزيوني سوى مهنة الإخراج ، أو سيدة لا تعرف سوى تقديم نشرة الاخبار ... هؤلاء جميعا ومعهم خمسة أخرون هم الذين ألقوا بمؤسستنا العريقة جثة هامدة في

(حفرة الانهدام) ...

دولة الرئيس : هذه المؤسسة المنكوبة بكل اداراتها منذ تسعة عشر عاما تحتاج الى مدير عام لديه القدرة على اتخاذ قرار باعلان مرحلة الانقاذ لما تبقى في هذه المؤسسة من خبرات ومهارات وفنيين حملوا المؤسسة على اكتافهم وما زالوا ... نعم هذه المؤسسة العريقة التي لم ينصفها أي رئيس للوزراء منذ تسعة عشر عاما تحتاج الى مدير عام ثلاثي الأبعاد (قانوني واعلامي وسياسي ) ويكون لديه امتداد جماهيري على مستوى الوطن لكي تكون طريقه سهلة في اقناع المشاهدين الأردنيين للعودة الى شاشتهم الوطنية ...

دولة الرئيس : اقول لدولتك صباح الخير بكل شفافية .. وأنا اعلم أن هناك اكثر من رئيس للوزراء سيقول لك مساء الخير ... قبل الموازنة ... وبعد الموازنة ... وأنا اعلم ان دولتك هو الأقدر على (الموازنة)