حسب الأصول


ما ختمت به كل فقرة من فقرات التجاوزات المالية التي غطت أكثر من خمسمائة صفحة من صفحات تقرير ديوان المحاسبة الأخيرة لعام 2015 ، ويبدو أن السر في تلك الجملة التي يتم التلاعب بها في معظم الإجراءات الإدارية الحكومية يأتي من باب جاءن من الريح أغلقه واسترح ، من الأمثلة على ذلك ؛ عندما يتم مراجعة دائرة حكومية ما وتقف المعاملة على حد فاصل بين أن تسير قانوينا أو أن تم التلاعب بها ، وكي يلقي الموظف صاحب جملة " حسب الأصول " بالمسؤولية عن عاتقه يخط أسفل المعاملة " وحسب الأصول " .
وهذه هو حال ديوان المحاسبة عندما يختم فقراته بأن هذه التجاوز المالي أو ذاك لم يتم العمل به حسب الأصول المتفق عليها قانونيا وأداريا ، وعلى من يجد السر في تلك الجملة أن يعلنه للجميع ، والغريب هنا أن كافة تقارير ديوان المحاسبة ومنذ سنوات تستخدم تلك الجملة وتقف ، وما بعدها لايعلم به سوى الله والموظف أو المدير العام أو وكيل الوزارة أو الوزير .
حجم الأرقام المالية التي أشار التقرير لوجود تجازوات بها ضخمة جدا ، وإن كانت في بعض الحالات تمثلت بطقم كاسات شاي وانتهت بملايين الدنانير صرفت على مشاريع دون تخطيط أو مراقبة عند التنفيذ، فإننا نقف أمام ما بعد جملة " حسب الأصول " ، وفي وطن يسير على الكثير من الأصول وأبرزها أصول عشائرية ومناطقية و صحوبيه ونسب وغيرها من متحكمات الوطن ؛ علينا أن لانتفاجىء بأن تبقى جملة " حسب الأصول " في ختام كل ورقة من أوراق تقرير ديوان المحاسبة لعشرات السنين القادمة ؛ وكله حسب الأصول ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات