عباس .. برأ "الموساد" واتهم دحلان !


جراسا -

كتب المحرر السياسي- فجر تقرير القناة العاشرة "الإسرائيلية" والذي ذكرت فيه امتلاكها لوثيقة من وثائق لجنة التحقيق باستشهاد الرئيس الراحل أبو عمار، ازمة حادة في الصالونات السياسية الفلسطينية والعربية، وذلك بعد كشفها بأن الوثيقة المشار اليها وبحسب الصحفي الذي نشر التقرير "تسفي يحزقيلي" وصلته من الرئيس أبو مازن !

الأزمة التي احدثها التقرير جاءت لجهة حصول الصحفي على وثيقة التقرير من الرئاسة الفلسطينية ممثلة بالرئيس ابو مازن، وليس لما حملته من اصابع الاتهام في توريط الخصم السياسي للرئيس ابو مازن، القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان، والذي كان قد وصف تصريحات الرئيس ابو مازن والقاضية بمعرفته وكشفه لقاتل عرفات بالقول بأنها "متاجرة رخيصة بقضية استشهاد الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وتوظيفا رخيصا مغرضا يمارسه البعض بصورة موسمية، بهدف التلاعب بعواطف شعبنا".

الرئيس ابو مازن اخفق اخفاقا ذريعا في "اللعب" بورقة مقتل عرفات، ودخل دهاليز موحلة ارتدت على ما يبدو على موقعه كرئيس للدولة الفلسطينية، سيما وأنه ادار بوصلة القضية الفلسطينة من ثوابتها الوطنية الى مسألة الصراع على السلطة، وذلك ازاء التخوفات التي تقلق الرئاسة الفلسطينية والمتحدثة عن دحلان بوصفه الرجل القادم لما بعد عباس !

الاراء السياسية في الداخل الفلسطيني على وجه التحديد انضمت الى تيار دحلان في ادانة تصريحات ابو مازن ووثيقته المسربة الى القناة العاشرة "الاسرائيلية"، وقد استندت في ادانتها الى ما قال به دحلان من انه "من العار السكوت عن شخص مثل محمود عباس وهو يدعي معرفة منفذي تلك الجريمة الكبرى لكل ذلك الوقت دون مطالبته بتسجيل ونشر إفادته على الملأ"، لافتا إلى أنه (عباس) "ليس الشخص المؤهل لتوزيع الاتهامات، وهو شخصيا في قفص الاتهام والمستفيد الوحيد من تغييب أبو عمار عن المشهد"!

لماذا فات على الرئيس ابو مازن ان توزيع الاتهامات بالتورط بمقتل الرئيس الراجل ابو عمار يخدم المؤسسة الصهيونية بالدرجة الاولى خاصة وان تقارير سابقة اكدت تورط "الموساد الاسرائيلي" باستشهاد الختيار، وما اتهامات عباس الا محاولة سافرة وفاشلة لدحر حقيقة تورط "الموساد" لصالح ضرب دحلان واحد اشكال التصفيات السياسية بل والشخصية التي ينتهجها الرئيس عباس.

الرئيس عباس وبمحاولته الزج بالقيادي دحلان في قضية مقتل عرفات، وضع نفسه وسط مساحة من الرمال المتحركة التي بدأت فعليا باعتصار موقعه ومنصبه وشعبيته بين الشعب الفلسطيني عامة والفصائل الفلسطينية صاحبة الخطاب الداعي لانتزاع الحق الفلسطيني من براثن "العدو" وعدم التناحر على السلطة.

اللافت في قضية كيل الاتهامات ومحاولة توريط عباس للقيادي الفلسطيني دحلان، بأن الأخير التقط كرة الأزمة التي احدثتها تصريحات عباس بذكاء وحنكة سياسية غابت عن ابو مازن، وقد صرح دحلان بما يتوافق مع الثوابت الفلسطينية ونبض الشارع الفلسطيني والعربي بالقول "ليس لدينا أية أوهام حول حقيقة استهداف إسرائيل لحياة الزعيم المؤسس، ولم نشكك في تلك الحقيقة يوما حتى إن كان غيرنا قد فعل عن عمد، ومن الصعب إقناع شعبنا وضمائرنا بغير تلك الحقيقة،".

تصريحات ابو مازن، وامداده الاعلام الصهيوني بوثيقة مقتل عرفات، محاولة مكشوفة لتطويع اداة ملف مقتل عرفات في صراع السلطة اداره عباس للأسف بأسوء ما يكون بل ووضع العدو الصهيوني بموقع "الحليف" وليس المحتل النعتدي الغاصب !

كان الأولى بالرئيس ابو مازن ان يعقد مؤتمرا صحفيا للاعلام الفلسطيني صاحب الشأن، وليس ان يتجه للاعلام الصهيوني الذي يعتبر اعلام عدو من مصالحه ان يتم تبرئة "الموساد" في قضية مقتل ابو عمار على حساب الفتنة الداخلية في الصف القيادي الفلسطيني وهو ما فعله عباس !!



تعليقات القراء

واضحة
نعم الموساد برىء، والمجرمين هما عباس ودحلان وبعض الانظمة العربية
05-12-2016 03:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات