ذكرى وفاة أعز الرجال .. بعد تسعة عشر عاما ً .. ً!!!


الزرقاء في 13-11- 1997
رقم 19 له موقع مقدس وقد ذكر في القرآن الكريم بين الأرقام... وهذه الكلمات كتبتها في مجلد عزاء والدي الذي دونت فيه كلمات المعزين... وقد كتبت هذه الكلمة حينها قبل تسعة عشر عاما ً واليوم أنشرها للتدوين في عزيز على مجتمعنا الذي لا يفوق من سباته إلا بعد فوات الأوان ...
لكل بدايه نهاية ونحمد الله على كل حال قال " يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " صدق الله العظيم
أقف مع ذاتي هذه اللحظات لاكتب عن أعز وأغلى انسان وأعظم معلم وأكبرمرشد وانبل موجه .
اكتب هذه السطور عن الوالد الفقيد ليس فقيدنا نحن ابناءه فقيد فلسطين السليبة فقيد الاردن الحبيب فقيد الزرقاء واهلها فقيد اهالي بئرالسبع وعشائرها فقيد ال ابومحفوظ فقيد الشهامة والرجولة فقيد العزة والكرامة.
والدي المبجل الشيخ المغفور له محمد محفوظ اسماعيل ابومحفوظ لقد ودعناك يا والدي ظهر هذا اليوم ومعنا الاهل والاصدقاء والاحبة والعشيرة والصادقين من اهالي مدينة الزرقاء ومدن المملكة الاردنية الهاشمية في موكب جنائزي يقل نظيره إلا الذين قدموا الكثير الكثير لوطنهم ومجتمعهم.
لقد ودعناك الوداع الاخير وكان المصاب كبيير والخطب جلل ولكن عزاؤنا وقوف الجماهير الغفيرة التي شاركتنا مصيبتنا وشاركتنا هذا الموكب الجنائزي الضخم ، وقد ظهر للعيان محبتك للناس ومحبة الناس لك ومن احبه الناس احبه الله والسنة الخلق اقلام ، والكل شهد لك بالصلاح والفلاح.
وان شاء الله تكون من اهل الجنة ونكون لك من الابناء الصالحين الذين ندعو لك عقب دبر كل صلاة ، كما اوصانا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ... في حديثه الشريف الذي قال( اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية اوعلم ينتفع به او ولد صالح يدعو له ) .
فدعوانا ان يتغمدك الباري عزوجل برحمته وغفرانه اتذكر يا والدي الكلمات الاخيرة التي نطقتها لي ، وانا عندك في المستشفى وانت على سرير الشفاء حينما قلت... سليم سليم لبسني المعطف بردان يا بوي ولبستك المعطف وقلت الله يرضى عليك هات العباءه ولسوء الحظ لم تكون العباءة موجودة ولم يكون في المستشفى سواي لوحدي ، وكان باقي اخواني في دار محفوظ لانه عنده عشاء ولو عرفت انك ستموت في فجراليوم التالي لغطيتك بجسدي وفديتك بعمري ... ولكن مشيئة الله ارادت ذلك .
وبعدها حظر الاطباء الدكتور محمد طريفي ... وعوني حداد واخذ الدكتور محمد يغير على جرح قدمك وقد تألمت ... وقد حسيت الالم كانه في أحشائي .
ومن ثم اخذ الدكتور عوني حداد يبحث عن الشريان من أجل سحب دم للفحصوات الطبية ولم يعثروا على الشريان الا بعد جهد وبحضور الممرض احمد الدقس وقد تألمت ايضا لألمك .
رحمك الله يا والدنا لقد كنت مثالا ً للأباء في ارشادك ونصحك لنا وان شاء الله سنسير على الدرب الذي رسمت وعلى الخط الذي خطيت ، نحترم الناس ونصل الارحام ونعطف على الارامل والايتام ... ولا نتحدث الا خيرا، ونحافظ على سمعتك الذي تركت كنوزها لنا منارة نسترشد بها ... ونقتدي باعمالك الخيرة ان شاءالله يا والدنا المغفور له ان شاء الله لقد أمت بيت العزاء جماهير غفيرة خففت آلامنا عليك وشاركتنا احزاننا والكل منهم يعزي نفسه ويعتبرون انفسهم انهم مصابون مثلنا ، وهذه وجدناه حقيقة لانك لم تسيء لأحد طوال سني عمرك لان ذكراك عطرة وسيرتك حميدة والدنا المغفور له يعجز الانسان عن الكتابة عن شخصك الكريم لان اعمالك وافعالك كثيرة وكبيرة وهذا المجلد لم يكن موقعها وان شاء الله يعينني الباري بأن أدون عن سيرتك كتاب فيما بعد ان شاء الله بعد ان اطلع على مذكراتك وكتاباتك لأتزواد بها ولأستفيد من محتوايتها القيمة .
رحمك الله رحمة واسعة واسكنك فسيح جنانه انه سميع مجيب قريب رحمك الله رحمة واسعة انت واموات المسلمين وزوجاتك وابنائك وبناتك واخوانك وعلى ارواحكم جميعكم الفاتحة
ولدك
الشيخ سليم محمد محفوظ ابو محفوظ
واخوانه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات