كرامة الرجال


في مثل هذا  اليوم وقبل 42 عاما كان هناك جنود منغرسون على الضفة الشرقيه للنهر ، يرقبون ما يجري على الضفة الأخرى ويستعجلون طلوع الفجر ، فلقد كانت مرارة الهزيمه لا تزال عالقة في افواههم ويريدون الأخذ بالثأر ، وما ان اطلت تباشير الحادي والعشرين من آذار حتى سُمع اصوات محركات وجنازير دبابات ، تبادل الجنود نظرات فيما بينهم كان معناها ابلغ من كل الكلمات ، تحولت النظرات بعد هنيهه الى ابتسامات وشّدوا على مقابض اسلحتهم  وهرول عدد منهم الى مواقعهم المحدده مسبقا ولكن بعد ان اقسموا بالعلي الأعلى انهم لن يدعوا العدو يمر  الاّ على جثثهم ، اقتربت اصوات الدبابات شيئا فشيئا وبدأت قذائف المدفعيه المعاديه تدك مواقع الرجال ، وسارت الأمور كما خُطط لها تماما فقد بدأت قوات الحجاب وهي القريبه جدا من النهر بتمرير المعلومات وتأخير اندفاع العدو  ثم انسحبت الى مواقعها الدفاعية الرئيسيه مستدرجة العدو الى مناطق التقتيل المناسبه وهناك التحق بهم عدد من الفدائيين الفلسطينين ، رفاق سلاح ومصير مشترك، ولما احتدمت المعركه  جرى تطوير نظريات القتال حسب مجراها  فتم تشكيل مجموعات صغيره لقنص الدبابات المعاديه وكان هذا التكتيك مفاجئا للعدو حيث بدأت النيران تلتهم دباباته وبدأ النشامى بإعتلائها واصبحت لا تسمع الاّ اصوات الجند وهم يهتفون بأعلى الصوت الله اكبر  ... نشامى ...نشامى ...المنيه ولا الدنيه...النار ولا العار... حيهم نشامى الوطن ...حيهم جنود حسين ... ربع الكفاف الحمر والعقل مياله... عندها ايقن قادة العدو ان هذا الجيش ليس هو من هزموه قبل تسعة اشهر وانه من اجل التخلص من هذا الموقف لا بد من طلب وقف اطلاق النار الذي قوبل بالرفض من قبل المغفورله بإذن الله بطل الكرامه جلالة الملك  الحسين بن طلال والذي اعلن ان لا وقف لإطلاق النار الاّ بعد ان يغادر آخر جندي معادي ارضنا الطهور ، وغادر منهم من استطاع وبقيت في ارض المعركه ولأول مرّة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي دبابات ومجنزرات معاديه وجثث محترقه وسلاسل كانوا مقيدين بها وجرى سحب هذه الغنائم الى مدينة عمان عاصمة ملك الهاشميين ليعتليها ابناء الشعب الذين التفوا حول قيادتهم وحول جيشهم العربي مهللين ومقدرين البطولات التي أنجزت هذا النصر المؤزر ومسترحمين بمزيد من الفخار على ارواح الشهداء الذين اضيفوا الى سجل الشرف والكبرياء ، سجل المدرسه العسكريه الهاشميه الذي ما فتىء يقدم الشهيد تلو الشهيد وسجل المقاومه الفلسطينيه المشرق المضمخ بعبق الشهداء ، وانتهت المعركه لتعلن اول نصر صريح يحققه جيش عربي على من كان اسطورة لا يقهر وخاب موشي دايان ( وزير دفاع العدو آنذاك )  بوعده للصحفيين انهم سيتناولون غدائهم على مرتفعات السلط ، العصيّة على كل من يحاول الإقتراب منها، واندحر ما يسمى بجيش الدفاع الإسرائيلي وعندها ايقن العرب كافة ان هذا الجيش هو نمر من ورق وبدأ الإعداد لجولات جديده من المنازلات ابتدأت بحرب تشرين على الجبهتين المصريه  والسوريه ثم تحرير الأراضي اللبنانيه ، في هذا اليوم ايها الأخوه نترحم على بطل الكرامه وعلى ارواح كل الشهداء ونرفع ايدينا بتحية معّبره لكل مصابي الكرامه وأي شيء يستحق ان تُصاب من اجله اكبر من الكرامه .



تعليقات القراء

راعي إبل..US....

الله يرحم شهداء الكرامه الذين جاهدوا و دفعوا حياتهم ضد اعداء الامة
21-03-2010 06:51 AM
رحم الله شهداء الأمة/وطني..US..
شكرا للسيد كاتب المقال.فتحيه عز وفخر لكم يا شهداء الكرامه ويكفيكم كرامه انكم نلتم الشهاده ورضا الله عنكم في الدنيا والاخره وان الله قد شهد لكم فقال ,,بسم الله الرحمن الرحيم

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون .) صدق الله العظيم
23-03-2010 03:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات