تسليم جوائز عبد الحميد شومان لأدب الأطفال (صور)


جراسا -

احتفل يوم أمس برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي المعظمة بتسليم جائزة عبدالحميد شومان لأدب الأطفال 2015 في موضوع "النص المسرحي للأطفال" في نسختها العاشرة.

وفي بداية الحفل رحبت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبدالحميد شومان فالنتينا قسيسية بالحضور وقالت:" لقد دأبت مؤسسة عبدالحميد شومان منذ تأسيسها في العام 1978 من قبل البنك العربي، على أن ترعى هذه العلاقة بين الآداب والفنون والطفل، فافتتحت لهم مكتبة خاصة في العام 1987، ثم عادت واحيّت هذه المكتبة باسم مكتبة "درب المعرفة" في العام 2013 التي تزهو بأنشطتها القرائية التفاعلية اليومية وتحتفي بكتاب الطفل بتواقيع الكتب الشهرية، بالإضافة للأنشطة الفنية والمسرحية. وما زالت مؤسستنا تمضي عبر أنشطتها المختلفة وعينها على الأطفال، فأطلقت لهم البرنامج الشهري لعروض سينما الأطفال، وأطلقت برامج التعليم والعلوم التي تعمل على تنمية الفكر الناقد والتحليلي لدى الأطفال وتشجيعهم على حب العلم والإبداع".

وأكدت أن مؤسسة عبدالحميد شومان لم تكتف بذلك، بل أرادت أن تكون للطفل حيثما وجد، فقدمت الدعم لكل الأنشطة والمشاريع التي تعنى بتنمية الذائقة الفنية لأطفالنا مثل دعم إنتاج مسرحيات الأطفال ودعم مشاركات في المهرجانات.

وأضافت قسيسية:" ها نحن في الدورة العاشرة لجائزة عبد الحميد شومان لأدب الأطفال، نواصل سعينا لإثراء الأدب العربي ونحتفي بمبدعين من وطننا ممن يبذلون ما في وسعهم لتقديم الأرقى لأطفالنا ، فكتبوا النص المسرحي للفئة العمرية من ستة إلى إثني عشر عاما فبنوا نصوصا بديعة تحاكي الطفل وتحفز الخيال وتشعل الفضول. ولقد قطعنا على أنفسنا عهدا أن نعمل على رعاية أطفالنا ودعم مبدعينا، وتطوير هذه الجائزة بما يسهم في رفد مسيرة الطفولة العربية وتقديم أدب عربي يحكي قصة غدنا".

وفي نفس السياق أشارت رئيسة الهيئة العلمية لجائزة عبدالحميد شومان سعادة العين هيفاء النجار أن الثقافة هي الحصن المنيع الذي يحمي المجتمعات من الانهيارات الاجتماعية والسياسية، وهي ذاكرة الأمة وإبداعها وسجل لتاريخها في الحضارة الإنسانية، فالمشهد الثقافي في أي بلد يشير بشكل كبير إلى رقي هذا المجتمع وحضارته وإيمانه بالثقافة والفنون. إن تطور ثقافة المجتمع وإبداعه لا ينعكس على دوره الحضاري وحسب، بل على نمط حياته السلوكية، فالسلوك انعكاس لثقافة تربوية تطال كل مفاصل المجتمع، وتُحدث تغييراً مؤثراً في أنماط الحياة العامة.


وأضافت:" إننا في هذه الفترة الحساسة التي تمر بها أمتنا العربية، أحوج ما نكون إلى أصوات مبدعة، تجمع فتات الضوء، وتحفر كوىً كبيرة في الجدران لتقتحم الشموس بضوئها ودفئها، وتبث في النفوس أملاً متدفقاً بأن غداً مشرقاً قادم لا محالة. فالمبدع راء ومفكر ومغيّر لا يعكس المشهد الذي يعيشه بل يساهم في تغييره وصياغة المستقبل، وهو قبل كل شيء ليس محايداً بل منحازاً لكل ما هو جميل ونبيل وإنساني".



وحول أهمية أدب الأطفال قالت:" أننا أحوج ما نكون إلى الكتابة للطفل، تلك الكتابة التي تخلق له عالماً كثيفاً يدعو إلى التأمل، وتجعله يتساءل ويفكر وينفذ إلى عمق الأشياء، فالأدب الحقيقي له تأثير ساحر في الطفل أضعاف الكتب، فالعالم الإبداعي هو مجال حي للتعلم والمتعة والانطلاق بعيداً في عوالم من الخيال. والأمم التي تبحث عن المستقبل هي الأمم التي تعنى بأطفالها عناية فائقة، فالأطفال هم أمل المستقبل وزارعو بذور ربيع الأوطان، حراس الذاكرة وفي الوقت نفسه يشكلون لفاتحة عهد جديد".


واختتمت قائلة:" يفصح المشهد الثقافي العربي، شعراً وسرداً ومسرحاً، عن وجود مبدعين يمتلكون روحاً باحثة وهوية إبداعية، يتوسلون طرائق متعددة ليعبروا عن مكوناتهم وقلقهم الإبداعي، عبر البحث في المناطق الوعرة للمعرفة واللغة والحياة، وقد استطاعت بعض هذه الإبداعات أن تبدأ مغامرتها الخاصة التي تؤسس لمرحلة جديدة، علينا الاحتفاء بها وتقديرها ودعمها. ولهذا فإنني أوجه شكري إلى الكتاب العرب المبدعين، وأبارك للفائزين بمنجزاتهم الجميلة. كما أوجه الشكر المقرون بالتحية والمحبة لمؤسسة عبد الحميد شومان التي تدعم الإبداع بشتى الوسائل الممكنة، وتعمل جاهدة على إغناء المشهد الثقافي العربي بشكل عام والأردني بشكل خاص، من خلال دعمها الكبير للمثقفين والمبدعين، ولعل هذه الجائزة مثال من أمثلة كثيرة على ذلك الدعم".


وفي ختام كلمتها تلت النجار تقرير لجنة التحكيم لدورة العام 2015 في موضوع "النص المسرحي للأطفال" حيث منحت المرتبة الأولى من الجائزة للنص المسرحي المعنون "حكاية غول" من تأليف: أمل جميل حسين ناصر من لبنان ومنحت المرتبة الثانية من الجائزة مناصفة بين كل من: النص المسرحي "يارا ورقعة الشطرنج" من تأليف: عباده علي محمود تقلا من سوريا والنص المسرحي" الغراب الموسيقي" من تأليف: لمى ضرغام محمد ملحيس من الأردن، بالإضافة إلى منح المرتبة الثالثة من الجائزة للنص المسرحي "أدركت الزمن" من تأليف علي محمد أحمد فريج من الأردن.


وأشارت النجار إلى أن اللجنة أشادت بتميز كل من النص المسرحي "يعرب واليمامة" من تأليف محمد عبد الفتاح خليل لافي من الأردن، والنص المسرحي" أصابع من حرير" من تأليف ضاهر أحمد حسن عيطة من سوريا.

وفي نهاية الحفل الذي تخللته مقاطع من المسرحيات الفائزة "أدركت الزمن" و"يارا ورقعة الشطرنج" و"الغراب الموسيقي" و"حكاية غول"، سلم السيد صبيح المصري، مندوب صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي وسعادة العين هيفاء النجار والأستاذة فالنتينا قسيسية الجوائز للفائزين.

من ناحية أخرى عقدت مؤسسة عبدالحميد شومان على هامش حفل "جائزة عبدالحميد شومان لأدب الأطفال لعام 2015 في موضوع النص المسرحي، ندوة تفاعلية هدفت إلى الخروج باستراتيجية وطنية لإنتاج أعمال مسرحية محترفة موجهة للأطفال حضرها الأستاذ ناجي شاكر مؤسس واختصاصي مسرح الدمى في مصر ونظمت الندوة لـ 58 متقدما للجائزة من الأردن واشتملت على:
أ‌- ورشة حول التفكير الإبداعي في مسرح الطفل قدمتها السيدة هلا خوري.
ب‌-محاضرات حول موضوع الجائزة تحدث فيها كل من :
1- السيدة لينا التل من الأردن وتناولت أنواع وأشكال مسرح الطفل من حيث المضمون والخصوصية.
2- السيدة وفاء القسوس من الأردن وكان موضوعها بعنوان الكتابة ومسرح الدمى.
3- السيدة ندى ثابت من مصر وتحدثت عن مسرح الشارع والمواضيع الحساسة للأطفال
4- السيدة سيرسا قورشا من الأردن وكان موضوعها عن سيكولوجية الطفل ومراحل النمو
وأعقب الندوة حوار ونقاش بين المحاضرات والمشاركين. وشارك الجميع في ختام الندوة بوضع توصيات لإنتاج فني متكامل موجه للأطفال.

ومن الجدير بالذكر أنه فاز بالجائزة منذ إنشائها عام 2006 وحتى نهاية عام 2015 خمسة وعشرون كاتباً، بينهم عشر أديبات، هذا وتمنح الجائزة مرة كل عام في أدب الأطفال في مجال واحد من الفنون الأدبية التالية: القصة، الشعر، الرواية، النص المسرحي للأطفال أو أي مجال آخر تقره الهيئة العلمية للجائزة.

كما أن مؤسسة شومان تعمل منذ عام 2006 على تنظيم هذه الجائزة السنوية للأدباء في وطننا العربي أو العالم، وقد ترشح للجائزة 528 مرشحاً . حيث شارك من الأردن (211) مرشحا، بينما توزع بقية المرشحين على البلدان العربية التالية: لبنان، الكويت، سوريا، مصر، العراق، الجزائر، تونس، فلسطين، المغرب، السعودية، اليمن، قطر، البحرين، الإمارات بالإضافة إلى عرب مقيمين في هولندا، الولايات المتحدة، بريطانيا، النرويج، كندا، سويسرا، روسيا، تركيا، استراليا، ألمانيا".

يذكر أن مؤسسة عبد الحميد شومان أسسها ويمولها البنك العربي منذ عام 1978 وأطلق عليها اسم مؤسس البنك، لتكون مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي، الأدب والفنون، الإبتكار المجتمعي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات