مالها خطبة الجمعة يا بسام ؟!


قد أكون آخر الأردنيين إعجابا بكلمة النائب محمد نوح جزاه الله خيرا ويسعدني أن أنضم إلى الكثرة الشعبية الشاكرة له هذا الطيّب من القول، وإن كنت آخذ عليه تزكيته للوزراء والنواب ومجاملتهم مع معرفتنا بأن الأغلب منهم يصل إلى الوزارة فاسداً مفسدا أو يصل إليها من يريدون إفساده كما حصل بتوزير محمد نوح نفسه لمرتين لم تنجحا في إفساده وعُزل على السريع في المرتين.

كما أن أكثر من ثلثي النواب يعلم الشعب الأردني كيف جاءت به الحكومة إلى البرلمان ولماذا؟ وجلّهم طوبرجيه أمّيون لضمان الثقة والبصمة الدائمة ولهذا السبب إختصر محمد نوح السياسة الأردنية وكل مداولات مجلس النواب بقوله لرئيس الحكومة الملقي " أما الثقة فأنت حاصل عليها".

علّق بسام حدادين على الكلمة بقوله "خطبة جمعة ليس فيها فكر وليس فيها سياسة وصاحبها فاهم النيابة غلط".

من حق أي أردني أن يعلق على كلمة محمد نوح وغيره بالنقد سلبا أو إيجابا، فقوله أن محمد نوح فاهم النيابة غلط وقوله أن كلمته ليس فيها فكر ثم قوله أن الكلمة ليس فيها سياسة فكل ذلك أمر يخص محمد نوح شخصياً وهو قادر على الرد، وهذه الأوصاف التي أطلقها بسام حدادين على كلمة محمد نوح تدل على سخريته واستهزاءه واستخفافه بالكلمة وموضوعها الذي طرقته واعتبر أنها لا تليق بالبرلمان بحسب فهمه الخاص للنيابة.

وبعد هذه الأوصاف السيئة والسخرية والإستهزاء والإستخفاف بموضوع الكلمة قال هذه "خطبة جمعة" وهذه إساءة بالغة لقدسية خطبة الجمعة وإساءة بالغة للركن الثاني في الإسلام وهو الصلاة لأن خطبة الجمعة جزء مقدس من صلاة الجمعة المقدسة في الإسلام.

هذه الإساءة البالغة لدين الله عز وجل ولمشاعر المسلمين بالسخرية والإستخفاف بشعيرة من شعائر الإسلام يمكن أن تكون قد حدثت من بسام حدادين لأحد سببين.
السب الأول من الممكن أن يكون بسام حدادين يجهل مقاصد خطبة الجمعة التي أقرها الكتاب والسنة عبادةً للمسلمين وربما أنه يجهل أن الواجب الشرعي يقضي على الدوام أن يلقي خطبة الجمعة رأس الدولة وقد كان فعلا ينفذها رأس الدولة الأول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم رأس الدولة من بعده أبو بكر الصديق ثم رأٍس الدولة من بعده عمر بن الخطاب وهكذا وربما أن بسام حدادين يجهل ايضا أن رأس الدولة عندما يلقي الخطبة يتحدث فيها بالسياسة والعسكرة والإقتصاد والإجتماع والحقوق والواجبات وفيها تعلن الحرب وتجهز الجيوش وهي شاملة لكل نواحي الحياة، ولجهل بسام حدادين بهذا المفهوم لخطبة الجمعة وظنه أنها "طقوس" لذلك شبه كلمة محمد نوح التي سخر منها واستخف بها بخطبة الجمعة، ولو كنت مسؤولا في الحكومة لأودعته السجن حتى يصدر القضاء حكمه فيه لسخريته واستخفافه بخطبة الجمعة لأن ذلك يسيء إلى كل من أدى خطبة الجمعة بدءا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين لأن مثل هذه الإساءات تغذّي الإرهاب وتستدعيه.

أما السبب الثاني فمن الممكن أن يكون بسام حدادين ينطلق من عداء مستحكم ومعاداة تعمل وفق مخطط مرسوم دائم متواصل للسخرية والإستهزاء بقيم وشعائر ورموز الإسلام مع غيره من أمثاله وقد رأينا هذا في لقاءاتِ له على عدة فضائيات كان أحدها مع صالح العرموطي وقد حاول في تلك الحلقة بسام حدادين أن يُعلّم المسلمين دينهم ويزعم أنه أعرف منهم بدينهم، ولو كنت مسؤولا في الحكومة على هذه أيضاً لأودعته السجن حتى ينظر القضاء في أمره لأن مثل هذه الإساءات تغذي الإرهاب وتستدعيه.

وأيّاَ كان السبب فإن بسام حدادين بعدم إحترامه لشعائر الإسلام ورموزه وإثارة مشاعر المسلمين وأذيتهم قد نقض العهد الذي وقّع عليه أجداده مع الإسلام والمسلمين والمبني على مسالمة المسلمين وعدم أذيتهم واحترام شعائر الإسلام مقابل الإبقاء على حياتهم وأموالهم وحريتهم في العبادة.

قد تستهين الحكومة بمعالجة هذه الإساءات التي تصدر من بعض الأشخاص من حين لآخر كما فعلت سابقاً وقد تؤدي هذه الإستهانة إلى ما لا تحمد عقباه عندما لا يأخذ القضاء والحق والعدل مجراه .. فيترك الباب مفتوحاً أمام الإجتهادات الشخصية وهذا أخطر.

لذلك أنصح الحكومة بتقديم بسام حدادين للقضاء وإجراء اللأزم بحقه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات