ماذا تحضر مصر لغزة؟ (ملف)


جراسا -

في الأشهر الأخيرة، تساهل الجانب المصري مع سكان قطاع غزة فيما يتعلق بمعبر رفح الحدودي، الأمر الذي ساهم في تدفق المئات من الغزيين العالقين إلى الخارج وإدخال الأسمنت المصري لغزة، ليس ذلك فحسب بل خف الهجوم الاعلامي المصري ضد حركة حماس.

التسهيلات الأخيرة كشفت بحسب موقع "واللا العبري" عن متابعة حكومة الاحتلال للموقف المصري الجديد اتجاه غزة، موضحاً في تقرير له، أن تغير الموقف المصري لم يكن مبنياً على التقارب مع حركة حماس بقدر ما هو فعلا مضادا يراد منه الضغط على السلطة الفلسطينية ربطاً بخلافات بينية.

مختصون في الشأن السياسي، تحدثوا "للرسالة نت" بأن تلك الانفراجة تأتي بحسب الرغبة الاسرائيلية خشية انفجار السكان الغزيين تجاهها في ظل الضغط السياسي والاقتصادي.

المصالح الإسرائيلية

ويذكر موقع "واللا العبري" أن الحكومة (الإسرائيلية) تراقب، السياسة المصرية اتجاه غزة، مشيرا إلى وجود تفكير مصري بسلسلة من المشاريع الاقتصادية، من شأنها أن تسمح بتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، وكذلك في شبه جزيرة سيناء.

وأشار إلى أنه من بين تلك الأمور، أن القاهرة تدرس إقامة منطقة تجارة حرة في معبر رفح، مع الإشارة إلى أن ذلك يأتي في سياق ارتفاع كبير جداً في حركة نقل البضائع المصرية عبر المعبر إلى غزة، الأمر الذي سيحدّ من فاعلية الحصار ونتائجه، ويخفف الضغط على الفلسطينيين.

وينفي مأمون أبو عامر المختص في الشأن (الإسرائيلي) قلق الاحتلال من الموقف المصري اتجاه غزة، ومضى يقول:" لا يوجد قلق إسرائيلي، كون التسهيلات تتم تحت الرقابة الاسرائيلية وفي إطار رغباتها، فهي من تحدد حجم الانفتاح لتخفيف الضغط الاقتصادي والسياسي عن قطاع غزة كما تريد وفق رؤيتها".

وبحسب قوله أيضا، فإن (إسرائيل) تسعى لدى مصر لتخفيف اجراءاتها اتجاه المعبر وادخال البضائع التي تجد فيها حكومة الاحتلال حرجا في الموافقة عليها، مؤكدا عدم قلق (إسرائيل) كونها تسيطر على المجريات كافة ولا يتم شيئ دون علمها.

ويوضح أبو عامر في حديث "للرسالة نت"، أن هناك تفاهما بين الطرفين (الإسرائيلي) والمصري لتخفيف الضغط عن سكان قطاع غزة، لإدراكهم أن الضغط المستمر لا يحتمل، لذا يريد الاحتلال إبعاد حالة الاحتقان كي لا ينفجر الغزيين تجاهها في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرون بها.

وأكد على أن "الاحتلال يدرك العلاقة بين حماس والسلطات المصرية محكومة بالمصالح ولا يوجد تحالف بينهما، مشيرا إلى أن مستوى التنسيق بين مصر و(إسرائيل) سيبقى كما هو دون تضرر المصالح (الاسرائيلية).

ترقبا اسرائيليا

في حين يتفق عدنان أبو عامر، المختص في الشأن (الاسرائيلي) مع سابقه الرأي، مضيفاً "للرسالة نت" أن (الاسرائيليين) لديهم تقدير موقف من استمرار الضغط السياسي والاقتصادي على قطاع غزة، وقد يكون مصيره الانفجار من خلال المواجهات مع الفلسطينيين.

ويؤكد في حديثه، أنه لا يوجد قلق (اسرائيلي)، بل ترقُّب لما قد يصدر عن التقارب والتطورات تجاه غزة، ومعظمها اقتصادية معيشية وإدارية، لافتا في الوقت ذاته إلى أن الاحتلال يدرك جيدا أن التقارب المصري لغزة مرتبط بحالة الاستقطاب الحادة داخل حركة فتح بين رئيس السلطة "محمود عباس "والقيادي "محمد دحلان"، لذا تحاول "مصر" منح الأخير أوراقا شعبية في غزة من خلال فتح معبر رفح ومعابر أخرى تجارية حرة.

ويرى الخبير في الشأن (الإسرائيلي)، أنه لا توجد معطيات دقيقة بوجود تعاون (إسرائيلي) مصري لحدوث تلك الانفراجة، بل يمكن التأكيد على وجود غطاء (إسرائيلي) واضح لتحسين الأوضاع دون وقوع أي انفجار.

ورغم تلك المعطيات، فإن "تل أبيب" تنظر إلى ما يمكن وصفه بـ "مسار تغيير" في الموقف المصري من خلال عاملين اثنين، أولهما أن ما يجري من تحوُّل في المقاربة المصرية تجاه غزة وحكامها، مبني على الأزمة الحالية بين القاهرة ورئيس السلطة محمود عباس، حول الدعم المصري للقيادي المطرود من حركة فتح محمد دحلان، وسعي القاهرة إلى تعزيز مكانته، وذلك وفق ما ورد في تقرير "واللا العبري".

ويضيف الموقع أن العامل الثاني يكمن في أن هناك توجها داخليا مصريا لتحسين الوضع الاقتصادي لسكان سيناء، كضرورة من ضرورات مواجهة الصعوبات الأخيرة في محاربة "داعش" هناك، من خلال كسب دعم السكان المحليين عبر فتح نافذة اقتصادية لهم نحو القطاع، تعيد فتح قنوات التواصل والمكاسب مع غزة، بعدما قطع ذلك في أعقاب سد الأنفاق وحركة تهريب البضائع بين الجانبين.الرسالة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات