الترامبيه


كسنجر يقول " ترامب منفرد باستراتيجيته ويجب اعطاءه فرصة" ، ويؤكد على أن ترامب " هو الأكثر انفرادا من بين الذين شهدتهم في نظري ، وليس لديه أي أفكار أو تعهدات لأي مجموعة " ، وفي قراءة مختصرة للحالة " الترامبية " في التاريخ السياسي الأمريكي وبالاستناد لثقافة الإعلام الأمريكي ورجوعا لما صرح به كسنجر أخيرا تكون الحالة " الترامبية " هي تطور طبيعي وحتمي للفكر السياسي الأمريكي المتأثر وبقوة بثقافة هوليود .

وفي البداية ورجوعا لفترات الخمسينيات وما تلاها إلى بداية الألفية الثالثة ؛ نجد أن التطور الثقافي الناتج عن الزخم الكبير للمعارف التي ضختها هيوليود داخل المجتمع الأمريكي قد مر في مراحل سلوكية كانت في النهاية سلوكيات مجتمع فقد الكثير من القيم والانماط السلوكية المتحفظة والتي يمكن وضعها في خانة الاخلاقيات البشرية المتفق عليها ضما بين كافة الشعوب ، وفي جانب أخر تم تحطيم صورة البطل الأمريكي الأوحد والمثالي والملتزم ووضع بديلا لها مئات الشخصيات البطولية العبثية الغير ملتزمة أخلاقيا ودينيا ، وحطمت الكثر من المفاهيم الأسرية والمجتمعية التي كانت مسيطرة قبل الألفية الثالثة .

وكل ما سبق أدى إلى تشكيل جمهور أمريكي ربما يكون قد تجاوز نصف عدد السكان يستند في فكره على الفوضى الأخلاقية وإستباحة كل المحرمات والمواثيق المجتمعية التي أصبحت في قاع التفكير الجماهيري الأمريكي ، وهؤلاء هم جماهير " ترامب " الذين لعب عليهم في حملته الانتخابية وراهن على أنهم أصبحوا يمثلون أغلبية في الشعب الأمريكي .

ونتيجة للتوافق الفكري والسلوكي بين تاريخ " ترامب " الأخلاقي والاجتماعي وبين ما تملكه تلك الجماهير التي تشكل النصف وربما يزيد ؛ كانت النتيجة أن وجد " ترامب " لنفسه قاعدة أصوات جماهيرية تضعه في موقع المنافسة مع " كلينتون " التي تمثل مع زوجها الرئيس السابق حالة قديمة من الانماط الأخلاقية التي إستندت على محتوى هوليود التقليدي ذو البطل الواحد صاحب الاخلاق والقوة التي تستند للموروث الديني الأمريكي .

وفي النهاية تكون الحالة " الترامبية " هي حتمية طبيعية للتطور الفكري الأمريكي ، ويؤكد ذلك ما طرحه كسنجر عندما قال أن " ترامب " حالة منفرد تستحق أن تعطى فرصة لأنها تمثل أغلبية من الشعب الأمريكي أعلن عن تواجده من خلال إختياره لشخصية " ترامب " المتناقضة والغير أخلاقية ، والتي كسرت كل التابوهات الأمريكية التقليدية التي تتحدث عن البطل المثالي والقوي وصاحب التاريخ النظيف أخلاقيا ودينيا واجتماعيا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات