"مشاحر فلسطين" تئن تحت وطأة الاستهداف الإسرائيلي


جراسا -

لعقود مضت عرفت منطقة يعبد جنوب مدينة جنين بعاصمة صناعة الفحم النباتي والتبغ في فلسطين، ويشكل إنتاج الفحم النباتي 30% من العملية الاقتصادية في يعبد ومحيطها.

وحيثما سرت في المنطقة الغربية لبلدة يعبد، تصادفك المشاحر، وأكوام أخشاب اللوزيات والحمضيات والزيتون، تمهيدا لتحويلها إلى فحم نباتي، يشكل مصدرا رئيسيا في السوق الفلسطيني .

ولكن سلطات الاحتلال بدأت مؤخرا باستهداف هذه الصناعة بهدف تدميرها، تحت ضغوط من المستوطنين في المنطقة، وهدمت العشرات في برطعة العام الماضي وصادرت معدات وأخشاب عشرات أخرى في يعبد، في آخر استهداف.

ويشير صاحب منشأة فحم عبد الناصر عمارنة ل"صفا" إلى أن أكثر من ألفي عامل يعملون بشكل مباشر في هذه المهنة، وهي مهنة توارثها الأبناء عن الآباء.

استهداف متعدد

ويضيف عمارنة "منذ عامين بدأ تضييق الاحتلال علينا بقرار منع توريد الأخشاب لمشاحر يعبد، وهو ما شكل ضربة كبيرة لهذه الصناعة، فنحن نعتمد على الأخشاب التي تردنا من أراضي 48 بالدرجة الأولى لإنتاج الفحم، وتم منع الشاحنات المحملة بالأخشاب من دخول المعابر مع الضفة، وهو ما رفع سعر الأخشاب وصعب دخولها".

بدوره، يشير محمد قبها من بلدة برطعة الشرقية المجاورة والذي عمل في هذه المهنة لسنوات إلى أن الاحتلال هدم نحو أربعين من مشاحر برطعة المجاورة ليعبد العام الماضي، ما ألحق بنا خسائر كبيرة، وسبق وقام بعمليات تجريف ومصادرة للفحم والأخشاب والمشاحر ووجه إنذارات هدم وإزالة أكثر من مرة.

ويقول ل"صفا": هم لا يتركون قطاعا اقتصاديا ناجحا إلا وضربوه ولا يعجزون عن إيجاد المبررات، فأي صناعة تحقق اكتفاء ذاتيا يقومون بتدميرها.

ويبين أن قيمة الإنتاج السنوي من الفحم لمنطقة يعبد تبلغ نحو ( ستة ملايين) دينار أردني، وضرب هذه الصناعة يعني أن أكثر من ألفي مواطن سيفقدون مصدر رزقهم.

إرضاء للمستوطنين

ويقول رئيس بلدية يعبد سامر أبو بكر إن صناعة الفحم إحدى معالم اقتصاد منطقة يعبد، وذرائع الاحتلال واهية، متسائلا إن كان ضرر الدخان المنبعث من مشاحر يعبد أكثر ضررا أم المصانع الكيماوية في المستوطنات، والتي تنشر الأمراض وتدمر الإنسان والبيئة.

وتتذرع سلطات الاحتلال بأن مشاحر يعبد مقامة على أراضي (ج) وتعمل دون تراخيص، وتم استهدافها بعد شكاوى متكررة للمستوطنين في المنطقة بأن الأدخنة المنبعثة منها تضايقهم.

ويؤكد أبو بكر ل"صفا" أن المواطنين يعملون في أراضيهم المملوكة لهم، وأن هناك استهدافا للبلدة في جميع المجالات من قبل قوات الاحتلال.

ويطالب بحماية البلدة من اعتداءات الاحتلال وتعزيز صمود سكانها، سيما وأن وجود مستوطنة دوتان يشكل مصدر تهديد مستمر للبلدة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات