هل ضاع دم عرفات بين القبائل !


جراسا -

تحولت قضية اغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى كرة لهب يتقاذفها طرفا الخصومة في حركة فتح ممثلة برئيس السلطة محمود عباس، وغريمه السياسي المفصول من الحركة محمد دحلان.

بدأ دوري المواجهة بين الطرفين قبل عامين، عندما أشهر عباس سيف الاتهام في وجه دحلان بالتورط في اغتيال شخصيات سياسية من حركة فتح، واتهمه بالتمرد على عرفات ومحاولة التخلص منه، ليعلن في نهاية خطابه الشهير حينذاك، "سألت توفيق الطيراوي من قتل ياسر عرفات؟ هذه ليست إثباتات، وإنما شواهد تستحق النظر إليها، خاصة أننا حائرون من الذي أوصل السم لعرفات"، في إشارة إلى اتهام دحلان بالتورط في اغتيال عرفات.

وقال عباس "عقدت لقاءات بين خالد إسلام ومحمد دحلان، ومروان البرغوثي، ودحلان يقول لهم: نريد أن نتفق من هو الرئيس القادم، فقال له مروان: إذا صار ما صار، نحن نلتزم بصندوق الاقتراع. جبريل الرجوب اختلف معهما لأسباب أخرى، وكانت النتيجة أن مقر الأمن الوقائي نسف، ومروان البرغوثي دخل السجن، وأنا أقول إضافة إلى ذلك، قالوا لتوفيق (الطيراوي) غادر البلد، ومن أبلغه بذلك هو دحلان، وحادث ضرب مقر جبريل، كان خالد إسلام في المصعد مع سمير صبيحات، وقال له: المطعم راح، مطعم صاحبك انتهى"، وفق تعبيره.

ولم يسكت دحلان طويلا أمام هذه الاتهامات، ليلقي بالكرة مجددا في ملعب عباس، ورد وقتها في مقابلة شهيرة "قال فيها "إن حارساً شخصياً للرئيس الراحل ياسر عرفات كان متهماً رئيسياً بقضية اغتياله، وقد اعتقل وخضع للتحقيق، لكن الرئيس عباس أفرج عنه وقام بتهريبه للخارج"، وفق قوله.

وأضاف أن طبيباً فلسطينياً كان يتردد على عرفات قتل برام الله. وقال: "ليست إسرائيل من قتلته، اسأل عباس من قتله!؟". وقال دحلان في لقاء مع قناة تلفزيونية مصرية "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "أرئيل شارون" كان يريد عباس ولا يريد عرفات"، مضيفا "رجوت أبو مازن زيارة عرفات حين كان مريضاً إلا أنه رفض ذلك".

بعد مرور اثني عشر عامًا على اغتيال عرفات، استكمل الطرفان الشوط الثاني من الاتهامات، ليعلن الرئيس عباس بعد هذه الفترة الكاملة، عن معرفته قاتل عرفات.

وقال عباس في خطاب بذكرى اغتيال عرفات مؤخراً، إنه يعرف من قتله "غير أن شهادته وحدها لا تكفي"، مضيفًا "ستدهشون من معرفة القاتل! "، دون أن يفصح عن اسمه.

اعتراف الرئيس جاء في خضم صراعاته مع خصمه السياسي دحلان، الذي التقط الرسالة جيدًا، ورد عليها عبر حسابه على الفيس بوك، بأن "عباس يتعامل مع قضية اغتيال عرفات بمزايدات رخيصة"، داعيا لتشكيل لجنة تحقيق مهنية لمعرفة القتلة.

أمّا سمير المشهراوي القيادي في تيار دحلان، فرد هو الآخر بالقول " إنّ أبو مازن ليس قاضيا، بل متهما في قتل ياسر عرفات، لأنه لم يحب عرفات يوما ولم يزره في يوم من الأيام سوى مرة واحدة كان فيها أبو عمار على شفا الموت".

وأضاف المشهراوي، في لقاء خاص مع قناة الغد العربي، مساء الثلاثاء الماضي، أن "أبو مازن شريك في الاغتيال السياسي لياسر عرفات، لأنه لم يطلب تحقيقا دوليا في اغتيال عرفات، وكان المستفيد الأول من وفاته". وتابع "تم استحداث منصب رئيس الوزراء في عهد أبو عمار وفرض عليه أن يعين أبو مازن في السلطة".

وزير الاعلام الأردني الأسبق صالح القلاب، قال: "إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تسلم قبل أيام آخر التقارير حول مسألة اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات"، مؤكداً أن (إسرائيل) هي التي تقف وراء اغتياله، وأن عملية الاغتيال تمت بمادة البولونيوم وليس بالملامسة ولا بالحقن، ولا من خلال الشراب ولا الطعام، وإنما من خلال المعنيين بعلاج التهاب أحد أضراسه.

وذكر القلاب في مقال له بجريدة الرأي الأردنية في عدد يوم الاثنين الماضي:" على مدى اثني عشر عاماً ونحن نسمع روايات ومعلومات عن اغتيال عرفات، لكن أبو مازن بقي صامتاً، والسبب أن عمليات الاستقصاء والتحقيق لم تكن قد انتهت بعد"، وفق تقديره.

واعتقد أنَّ وراء هذا السيناريو الإجرامي شخص نافذ ومتنفذ ولديه القدرة على إيصال ما يريد إيصاله إلى (أبو عمار)، أكان طبيباً أو مراجعاً عادياًّ، ولديه أيضاً القدرة على التخلص من هذا الشخص حتى لا تدور الدوائر ويتم اكتشافه وتصل التهمة التي حاول تفاديها إليه ترافقها إثباتات مؤكدة على اعتبار أن الجهات الفلسطينية المعنية بمواصلة التحقيق لديها حقائق إدانة متعددة وكثيرة.

وأكد أنَّ رئيس وزراء الاحتلال السابق اريئيل شارون هو من يقف وراء هذه الجريمة، وبالتالي فإنَّه لا بد وأن تكون جهات أمنية إسرائيلية هي التي أدارت هذه العملية، وأنها هي التي تابعت كل التفاصيل مع هذا المتنفذ الفلسطيني وتزويده بمادة البولونيوم.

وأضاف:" بانتظار ما سيقوله الرئيس أبو مازن في هذا المجال في مؤتمر فتح الذي أصبح على الأبواب". وتابع الكاتب الأردني:"تسلم قبل أيام آخر التقارير الهامة التي تضمنت مستجدات مثبتة وموثقة استناداّ إلى معلومات استخلصها بعض المخولين بمتابعة هذه المسألة خلال لقاءات مع مسؤولين "مختصين" في إحدى الدولتين المعنيتين، روسيا وفرنسا؛ فقد كان لا بد من إعلان كل شيء".

وفضّل القلاب ترك ما تبقى من معلومات في هذا المجال للرئيس أبو مازن لأنه هو من غدا يمتلك كل هذه المعلومات، ولأنه صاحب الحق باعتباره رئيس الشعب الفلسطيني في الكشف عن هذه القضية الخطيرة.

ورغم التصارع بين فريقي دحلان وعباس، الا ان توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق في وفاة عرفات، نفى لـ"الرسالة" أي جديد لدى اللجنة يمكن أن يطرح في مؤتمر الحركة السابع.

من جهته، قال القيادي في حركة فتح عباس زكي إن هناك أطرافا "دخيلة" متواطئة في عملية الاغتيال. وأشار زكي في تصريح لـ"الرسالة"، إلى أن أمريكا و(إسرائيل) هما المتهمتان الرئيسيتان في اغتيال عرفات، بالإضافة إلى يد "خيانية" متهمة في الجريمة ويجري التحري عنها، على حد وصفه.

وأضاف "هذا الأمر فيه كثير من التعقيدات خاصة ومن يقف وراءه هما (إسرائيل) وامريكا اللتان تضعان عقبات كبيرة أمام التحقيق لعدم الوصول للحقيقة والاعلان عنها". وأكد زكي أن لجنة التحقيق مستمرة في البحث عن تلك اليد التي نفذت الجريمة، مشيرا إلى أن الذي يؤخر الإعلان عن القاتل؛ "سلامة التحقيق والوصول إلى النتائج المطلوبة"، وفق قوله.

الرسالة



تعليقات القراء

مواطنه
دم عرفات ليس اغلى من دم بقيه الشهداء... عندما تتساوى قيمه الدماء وقتها فقط لا يذهب حق بين القبائل ابدا
16-11-2016 09:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات