دنا غلبان


جملة عادل إمام في مسرحية "شاهد ماشافش حاجه" في ثمانينيات القرن الماضي تم تجييرها في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين لصالح انقاذ مصر من حكم العسكر ، والنتيجة أن مصر لم يعد بها غلابا وخلت الشوارع منهم وإن كان هناك عدد قليل جدا منهم خرج من باب الإقرار بأنهم غلابا ثورات مصر مجتمعة الذين يجدون في السجون فرصة للنوم والأكل دون مقابل .

ومن بعيد يخرج علينا خبر الإفراج عن شاب سعودي وقف في مظاهرة ضد الاعتداء على غزة عام 2008 بعد اعتقال لثماني سنوات ، وهذا الخبر يؤكد على أن هناك غلابا من نوع أخر ممثل بشباب غرتهم ثورة غزة الاسلامية عن السلطة العلمانية ، وهي نفس السلطة التي باركت الاعتداء على غزة لثلاث مرات متتالية دون أن يرمش لها جفن .

والمجنون ترامب وزوجته وإبنته سرقتا عقل الشباب العربي الغلبان نتيجة للحجود الديني في العلاقات الخاصة وسيطرة رجال دين السلاطين على مجريات الأمور بعد أن يغطوا في نوم عميق ماجن فوق وسائد حرير فنادق الخمس نجوم ، وغافلنا ترامب المجنون لأنه صرح بما يجول في قلب كل أمريكي عنصري وجد منذ بدء وجود أمريكا البيضاء الى اليوم .

ويأتي الإمبراطور العثماني بحلمه التاريخي الذي يدعو لعودة الإمبراطورية العثمانية بعد ال99 عاما من الاستسلام ، ويؤكد على أنه يخشى تحالفات الشيعة العرب مع الدولة الفارسية لأنها ستنهي حلمه العثماني ، وكل ذلك من باب المتاجرة ببقايا الدين التي قبعت في زوايا مساجد إسطنبول تخشى أن تقطع جسر البسفور للشق الغربي من دولة الإمبراطور الحالم .

وفي النهاية وبكل صدق أتمنى أن أعيد مشاهدة مسرحيى " شاهد ماشاف حاجه " كي أكر جملة عادل إمام " دنا غلبان ...دنا غلبان " وأصدق نفسي كما صدق غلابا مصر أنفسهم وصدق الشاب السعودي نفسه وصدق شباب العرب أن زوجة وابنة ترامب تختلفان عن كل حريم العرب ، وكما صدق الإمبراطور الحالم نفسه وبدأ في تجربة لباس الجبة العمامة ومن خلفه جنود الدولة العثمانية يحرسون حلمه من على درج قصره الاستاني.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات