على عكس التوقعات "ترامب" سيكون صديقا للعرب!


غرد البعض على احد أغصان المواقع الالكترونية قائلا: أن الرئيس الأمريكي المنتخب »ترامب «سيصب غضبه وويله على الأمة العربية, والويل هو واد في جهنم, وغرد آخرون على أغصان أخرى قائلين سوف يُزيل كل شيء اسمه عربي,..أنا بكل صراحة مثل هذه التغريدات لم تستوقفني كثيرا, لأنه ليس لدينا شيء حتى يزال, ولان الغضب والويل مصبوب علينا أصلا بجميع اشكاله قبل مجيء المحترم »ترامب«, فلماذا نعلق مشاكلنا على شماعة »ترامب«, فنحن منذ زمن بعيد في العالم العربي نعيش حياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ضنكى, وما أدراكم ما الحياة الضنكى.

لكن وكلي استغراب واستهجان, استوقفتني تغريده على غصن لم يُقّلم بعد, تغريده غريبة عجيبة من البعض, يقول أصحاب هذه ألتغريده أن »ترامب« سيكون صديقا للعرب, ويستكمل هؤلاء تغريدتهم قائلين انه ستكون اكبر مفاجئه سياسية لعام 2017م هي إخلاص »ترامب «للعرب, وسيكون لمثل هذا الإخلاص عدة أسباب منها استياء الأمريكان من تصرفات »ترامب« الاجتماعية, ثم التناقضات السياسة التي سيقوم بها نحو اليهود في العالم في قادم الأيام.

وتستطرد التغريده التي لم يُقّلم غصنها بعد قائله: من هذه المنطلقات سيجد »ترامب« نفسه صديقا للعالم العربي, وختم هؤلاء القول بــ : ربما يتساءل البعض عن كيف نجح»ترامب «في الانتخابات الأمريكية الأخيرة؟ الجواب بسيط على حد قولهم ويكمن في قدرات »ترامب «اللعب على أوتار الفراغ السياسي والاقتصادي والاجتماعي المشدودة والتي تركها اوباما للأمريكان خلال رئاسته, والتي لم تستطيع كلينتون اللعب على مثل هذا الأوتار.

وهنا أقول والشيء بالشيء يذكر لقد درست في علم الرياضيات في محطاتي الجامعية مادة تسمى (التبولوجي), وهي من أصعب المواد واجفها تجريدا, هذه المادة يا سادة يا كرام باختصار شديد هي هندسة الطي أو الثني, أي الهندسة التي تتغير أبعادها بأي لحظة وبالتالي تغير خصائصها الهندسية, ومن هنا لن نستبعد تغريدات البعض القائلة أن »ترامب« سيكون صديقا للعرب, لكن هل العرب ينقصهم هذه الأيام بناء صداقات عاطفية رغم الواقع المرير الذي نعيش به؟ الم تعد أغاني كوكب الشرق (أم كلثوم) تمنحنا فيتامين العاطفة والشوق والحنين للماضي؟

لقد تم مؤخرا اكتشاف دراسة حديثة تم نشرها في المجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، هذه الدراسة تؤكد وجود ارتباط بين الجينات الوراثية وبين الأصدقاء, وقال مؤلف هذه الدراسة وأستاذ علم الوراثة الطبية والعلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا »جيمس فولر«، أن هناك تشابه وارتباط كبيرين بين ألأصدقاء وبين جيناتهم الوراثية، مضيفا أن لدينا حمض نووي مشترك بشكل كبير بين الأشخاص الذين تربطهم علاقات وصداقات اجتماعية.

هل نحن في العالم العربي وكما يقال عجزت نساء العالم أن تلد مثلنا؟ وهل يحتاج كل واحد منا إلى خرزة زرقاء خوفا من أن نصاب بالعين؟ ثم هل إننا لا نريد من أي رئيس أمريكي إلا أن يكون فقط صديقا للعرب(مجرد صداقة), وهل »ترامب « لديه جينات تؤهله أن يكون صديقا للعرب كل العرب؟ وهل جينات هذا الرجل الوراثية صالحة لمدة أربع سنوات شمسية قابلة للتجديد, وهل سلوك »ترامب «الانتخابي والتي وراءها الجينات(الكروموسومات) تشبه إلى حد كبير سلوكنا الانتخابي كعرب؟ أسئلة كثيرة ومثيرة برسم الإجابة عليها.

بقي أن نقول: هذه التغريدات العربية المتناقضة حول الرجل الأحمر»ترامب«, تعكس وللأسف الشديد الانقسام الواضح في واقع امتنا العربية, وعلى الجميع أن يعرف ويتعرف أن السياسة الأمريكية منضبطة نسبيا, وتتحكم بها مؤسسات ثابتة عندهم بغض النظر عن كون الرئيس اسود أم أبيض, رجل أم امرأة, جمهوري أم ديمقراطي, والقول على عكس التوقعات »ترامب «سيكون صديقا للعرب, يحتاج ذلك إلى مبدأ إعطاء فرصة لمزيد من الوقت لنرى, لكن عينا أن نفهم قضية في غاية الأهمية وهي أن مفهوم الصداقة في الموازيين الأمريكية محكومة بالعقل, في حين أن مفهوم الصداقة في عالمنا العربي محكومة بالعاطفة, ومن هنا نقول أن قضايا العالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية تكمن في ضعف وعجز توحيد المفاهيم المتعلقة بمنظومة القيم المتعلقة بمثل هذه القضايا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات