إحنا دافنينه سوا


يحكى أن شخصين كان لهما حمار يعتمدان عليه في نقل البضائع من قرية إلى أخرى ، وكان هذا الحمار بمثابة أخ ثالث لهما حيث كان ينام معهم في نفس الغرفة وكانوا يسمونه (أبو الصبر) ... وفي احد الأيام وأثناء سفرهما في الصحراء سقط الحمار ولقي حتفه ...حزن الأخوين على الحمار حزناً شديداً ...وقاموا بدفنه وجلسا يبكيان على قبره بكاءً مراً ...وكان كل من يمر ويلاحظ هذا المشهد يحزن على المسكينين ويسألهما عن المرحوم ، فيجيباه : بأنه المرحوم أبو الصبر وأنه الخير والبركة، ويقضي الحوائج ، ويرفع الأثقال، ويوصل البعيد ...فكان الناس يحسبون أنهما يتكلمان عن شيخ جليل أو عبد صالح فيشاركونهم البكاء ...وشيئاً فشيء صار الناس يتبرعون ببعض المال لهم ...ومرت الأيام فوضعا خيمة على قبر الحمار ( أبو الصبر) وزادت التبرعات ..وصار الموقع مزاراً يقصده الناس من مختلف الأماكن وصار لمزار أبو الصبر كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع مثل ( انه يفك السحر، ويزوج العانس ، ويغني الفقير، ويشفي المريض ، ويحل المشاكل التي لا حل لها ) فيأتي الزوار ويقدمون النذور والتبرعات طمعاً بأن يفك الولي الصالح عقدتهم ...

جمع الأخوين مال وفير من الناس الأغبياء و السذّج، وكانوا يتقاسموا المال بينهم...ومع مرور السنين اختلف الأخوين على تقسيم المال ، فغضب احدهما وارتجف وقال : والله سأطلب من الشيخ أبو الصبر ( مشيراً إلى القبر) أن ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي ..ضحك أخوه وقال له : أي شيخ صالح يا أخي ؟ نسيت الحمار ؟ ما إحنا دافنينه سوا!!! فمن هذه القصة خرج المثل المصري المعروف ( إحنا دافنينه سوا)....

وهذا المثل ينطبق على من يأكلوا حقوق البنات (متزوجات أو غير ذلك) وحقوق الأولاد الصغار ، فمثلا عندما يتوفى الأب وقد ترك عقاراً أو أرضاً أو أي مشروع ...تجد الإخوة وخاصة الكبار منهم يتقاسمون الغلة ، أي ناتج الأرض وناتج المشروع والعقار ويستمر هذا الظلم وهضم الحقوق لعشرات السنين بحجة أنهم هم من يعملوا ويتعبوا في هذا المال ...

وعند أول خلاف بقسمة الغلة بين الإخوة المتقاسمين تجد أحدهم ( الذي شعر بالظلم) يعود ويرجع إلى البنات بحجة انه عاد لصوابه و (طخّه الحنت) ويحاول أن يبرر هذا الجرم والظلم ويضع اللوم والخطأ على أخيه الآخر ،فنقول له: لماذا لم تفيق وتصحو وأنت تقطف ثمار المشروع والعقار كل هذه السنوات ...ولسان حال الأخ الآخر يقول له : وين يا أخي (أي طخّة حنت بتسولف) ما إحنا دافنينه سوا ...

فعندما يسود الظلم يعتقد الناس أن القوة هي الحق ... لكن عندما ترى الظلم في هذا العالم ، سلّي نفسك دائماً بالتفكير في أن هناك جهنم تنتظر هؤلاء الظالمين..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات