بالخط العثماني .. سجناء في غزة يخطون القران


جراسا -

بخفة ودقة تنتقل أنامل النزيل رامز نبهان بين أسطر القران الكريم التي نسخها بخط يده داخل سجن الكتيبة المركزي، لتبدد عتمة الظلام خلف قضبان قضى فيها خمس سنوات من عمره على خلفية "ذمم مالية".

النزيل نبهان واحد من بين سبعة نزلاء جرى اختيارهم بعناية من بين الموقوفين على قضايا مختلفة بالقطاع، ليكرسوا جل وقتهم في نسخ آيات القران الكريم يدويا بالرسم العثماني برعاية دار القران والسنة.

وخلف جدران السجن الشاهقة يتنافس النزلاء على إنجاز أكبر قدر ممكن من صفحات القران التي رسمت بأناملهم، غير آبهين لتلك الساعات التي باتت تمر كسرعة البرق منذ بدئهم في مشروع نسخ "القران".

يعتبر النزيل الثلاثيني نبهان الذي يقضي ساعة في نسخ الصفحة الواحدة من المصحف أن هذا المشروع يمثل شرفا كبيرا له وغيره من النزلاء، متمنيا أن ينجح ورفاقه في تغيير صورة المجتمع اتجاههم.

ويرى نبهان في حديثه لـ “الرسالة نت" أن المشروع يقربهم إلى الله ويدعم نفسيته بالإيمان، داعيا في الوقت ذاته وزارة الداخلية بغزة إلى الاستمرار في هذه المشاريع.

وعلى خط موازٍ يؤكد النزيل دياب كريزم والمحكوم بالسجن أربع سنوات على قضية أمنية، أن نسخ القران يعطيهم دافعا لحفظه وتعليم أحكامه وتفسيره.

ويقول كريزم لـ “الرسالة نت" إن بداية الأمر كان يشعر بالخوف مع كتابة الكلمات التي أنزلها الله في كتابه الكريم، مشيرا إلى أن الأمر بات سهلا وممتعاً بالنسبة لديه.

ويلفت النزيل الذي قضى ثلث محكوميته أنهم كانوا ينسخون صفحات القران لمدة أربع ساعات في بداية المشروع، لكنهم أصبحوا يواصلون الليل بالنهار من أجل إنجازه بشكل كامل.

المساعد أول مسعود أبو راس – مسؤول قسم الوعظ والارشاد الديني في السجون – أكد أن فكرة المشروع جاءت لاستنهاض همة النزلاء وحثهم بطريقة عملية على حفظ القران والتقرب منه.

وأوضح أبو راس في حديثه لـ “الرسالة" أن المشروع انطلق بطاقم مكون من ثمانية نزلاء لهم تجارب سابقة في موهبة الفن والرسم"، مبينا أن المشروع لاقى تأييداً ودعماً واسعاً من قبل إدارة المركز ودار القرآن باعتباره فكرة جديدة.

ولفت إلى أنهم اختاروا النزلاء من خلال البحث داخل مركز الكتيبة عمن يُتقنون الرسم والتخطيط ويرغبون بالمشاركة فيه.

ووفق أبو راس فإن المشروع يمر بعدة مراحل تبدأ بتسطير الصفحة من أحد النزلاء ثم تنتقل للتحبير قبل أن تكون جاهزة للكتابة بيد النزيل الخطاط وصولا للتشكيل والترقيم وتنتهي بالتدقيق لتخرج كأنها صفحة مصورة.

وبيَّن أن النزلاء تمكنوا من نسخ جزأين ونصف من القرآن الكريم خلال فترة أسبوعين من انطلاق العمل، منوهاً إلى أن العمل ما بين خمس إلى ست ساعات يومياً.

ولم تقتصر مشاريع مركز إصلاح وتأهيل غزة المركزي – سجن الكتيبة- إلى هذا الحد وإنما سبقها العديد من المشاريع منها تعليم التلاوة والتجويد وتفسير القران، إلى جانب العديد من الدورات المختلفة، وفق ما تحدث به بعض النزلاء داخل المركز.الرسالة

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات