دخن عليها تنجلي


الأرشيف الصحفي في زمن ديناصورات الصحافة العربية والمتمسكين الى اليوم بهوس أن تتسخ أصابعهم بحبر المطابع والى جوارهم فنجان القهوة وبقايا أعقاب سجائر ليلة ماجنة فكريا في البحث عن الذات ؛ كان مجرد ورق يؤتمن عليه رجل الأرشيف الذي يقبع في المباني التحت أرضية في مبنى الصحيفة وفي الأقبية المتعفنة والتي تملاءها رائحة الورق وبقايا الحبر والخيانة التاريخية للزمن العربي من قبل هؤلاء الديناصورات ، مقدمة كان لابد منها كي تتضح حقيقة رئيسية هنا تقول ؛ أن الزمن لايسير للخلف وأن من يريد أن يسيره للخلف عليه أن ينتظر لحظة إصطدام شيئاً ما في قفاه يسمى خازوق الزمن الحديث .

اليوم نحن أمام شاشات الكمبيوتر الشخصي وهواء تسير من خلاله ملايين الملفات والصور وبقية محتويات شبكة الإنترنت ، وبكبسة زر على أيقونة الأرشيف لأي صحيفة عربية ستجد نفسك أمام مشهد قد يقتلك جسديا نتيجة لحجم الضحك وقوه قهقهتك ، وكي لانضيع في الصيغ اللغوية ومحسنات اللغة نتحدث هنا عن موقعين صحفيين لصحيفتين أحدهما أردنية والأخرى مصرية ، وكلاهما من صحف الدرجة السياسية الأولى في بلادهما .

أرشيف الصحيفة المصرية الإلكتروني ما زال يحتفظ ويقر ويعترف بأن حسني مبارك هو رئيس جمهورية مصرالعربية ومن بعده جاء محمد مرسي ويليهم السيسي كرئيس لتلك الجمهورية العربية ، وفي تفاصيل الأخبار الأرشيفية الإلكترونية في تلك الصحيفة سنجد أم مبارك كان يعشق مصر وشعبها وكذلك محمد مرسي ومن ثم جاء السيسي ، والنتيجة مصر عربية سقطت في وحل التاريخ في القرن الواحد والعشرين .

وأرشيف الصحيفة الأردنية الإلكتروني ما زال يتحدث عن مجلس نواب يقاد بواسطة الهاتف ويقود من خلفه البلاد الى هاوية الفشل السياسي ، وفي تفاصيل الأخبارالأرشيفية الإلكتروني في تلك الصحيفة سنجد أن النواب يحبون الأردن مجلس وراء مجلس ، والنتيجة شعب أسقطه نوابه في وحل التاريخ السياسي وعجز هذا الشعب الى الأن عن فهم اللعبة السياسية الداخلية ربما لأنه وإلى اليوم يؤمن بأن الوطن تم إختصاره برموز تلك الشخصيات .

وفي النهاية نجد أن الأرشيف اليوم هو الحكم والفيصل في الحكم على درجة الغباء السياسي في كل من البلدين والأكيد في بقية الدول العربية ، ورغم أن كبسة أحد مفاتيح الكي بورد في منزلك تقدم لك الحقائق على شاشة فضية دون الحاجة للإختناق برائحة الورق العفن والحبر ويبقى فنجان القهوة الشيء الوحيد الملموس وربما تختفي أعقاب السجائر لأنك تركت التدخين ليلة أمس فقط وقد تعود له في الليلة القادمة من باب إذا دخنت عليها ستنجلي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات