خطاب العرش السامي تأكيداً لمرحلة جديدة


جاء خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة الثامن عشر حافلاً بالمضامين والمعاني الجامعة والتي رسمت بمفرداتها محددات سياسية غاية في الأهمية والاختلاف، وضعها جلالة الملك ليؤسس لحالة سياسية جديدة ترتكز على ضرورة العمل الجاد لمواجهة تحديات المرحلة بتشاركية بين الحكومة ومجلس الأمة بشقيه الأعيان والنواب.

الخطاب جاء موجزاً متضمناً خطوطاً عريضة واضحة للمرحلة المقبلة سيما وأن كتب التكليف الملكية السابقة بالإضافة إلى الورقة النقاشية السادسة تناولت السياسات العامة للدولة وحددت المفاصل الأساسية أمام السلطات الثلاث، بما يؤشر بوضوح إلى توافر الإرادة الجادة في استمرار مسيرة الإصلاح والتطوير والتحديث الشامل والتنمية المستدامة في مختلف المجالات ليكون الأردن أنموذجاً يحتذى به في الديمقراطية والتعددية والعدالة وتكافؤ الفرص.

خطاب العرش السامي لجلالة الملك اتسم بالاختصار حيث استهدف عدة محاور من أبرزها أن تتحمل كافة الجهات مسؤوليتها، والحرص على أن يتم وضع خطط عمل تنفذ من خلال الوزراء والحكومة.

وعبر جلالته عن أمله بأن تستمر الحكومة طيلة فترة مجلس الأمة الثامن عشر طالما تحظى بثقة مجلس النواب، وأن تحرص على توخي الموضوعية والواقعية في بيانها الوزاري الذي ستقدمه إلى مجلس النواب لنيل الثقة على أساسه، وأن تضع في قمة أولوياتها التعاون مع مجلس الأمة بروح المسؤولية والتشاركية والتكاملية، وعلى الأساس الدستوري في الفصل بين السلطات و خدمة الصالح العام، واستكمال التشريعات الضرورية وتعديل القائم منها، بما يتناسب مع الأهداف المرجوة دون تأخير.

حيث استعرض جلالة الملك التحديات التي تواجه البلاد، مركزاً على الوضع الاقتصادي بأنه أهم تحد يواجهنا، موجهاً الحكومة بعناوين رئيسية لأبرز أولويات المرحلة والجوانب التي على الحكومة وضع برامج لحلها وتجاوزها، ومؤكداً على العزم بالمضي في رفع سوية الاقتصاد من خلال سياسات اقتصادية وبرامج تهدف إلى تحقيق النمو المستدام، وبما يخدم مصلحة الوطن.

وباعتبار أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية هي العين الساهرة على الأردن وشعبه وقرة عين القائد فإن جلالة الملك لم يغفل في خطابه عن هذه النخبة التي ينظر إليها الجميع بعين الاحترام والتقدير والشكر على جهودها وكباقي الأردنيين مقدراً الجهود التي تقوم بها حيث أكد في خطابه حرصه على دعمها وتعزيز قدراتها، لافتاً إلى ما تحقق عبر السنوات الماضية من صون مجتمعنا ووحدتنا الوطنية من قوى الظلام وخوارج العصر والإرهاب.

ولا نستطيع إلا على أن نؤكد على لفتة هامة من جلالة الملك حيث أكد في خطابه على الثوابت الوطنية والقومية والإسلامية وخاصة بما يتعلق بالدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، والذي يعتبر رسالة للعالم أجمع بأن الأردن لن يتخل عن مسؤولياته تجاه المقدسات أو عن الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، وبأن فلسطين حاضرة في الأجندة الأردنية وعلى سلم أولويات جلالته الخارجية والداخلية.

ومن المحاورالرئيسية التي ركز عليها جلالته، التشاركية وتحمل المسؤولية من قبل الجميع بإجراء الإنتخابات البلدية واللامركزية، ووضع الخطط الضرورية لتطوير القضاء وتعزيز سيادة القانون.

وهنا نؤكد بأن خطاب العرش أكد على حقوق وكرامة المواطن الأردني باعتبارها خطاً أحمر عند جلالته، الذي أشار الى أنه لن يسمح بالمساس بحقوق أو كرامة أي مواطن، إضافةً إلى التأكيد على العمل على تطوير الموارد البشرية وتوفير الأدوات اللازمة لتواكب متطلبات العصر وتمكّن الشباب من تحقيق طموحاتهم.

وترتكز الرؤية الملكية السامية نحو المستقبل الأفضل للأردن والأردنيين، على أهمية الإصلاح باعتباره أولوية وضرورة وطنية، واستجابة لرغبة وطنية بالتغيير والتحديث والتطوير إضافة إلى إصرار جلالته على المشاركة الشعبية في الحياة السياسية وصنع القرار، لإنجاز منظومة الإصلاح السياسي، لتكون بوابة العبور لمرحلة جديدة، آفاقها واسعة، ورؤيتها استشرافية، وتعكس إحساسا ملكياً عميقاً بهموم الوطن والمواطن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات