نقد فني و خواطر عن مسلسل موجة حارة (الجزء الأول)


التصنيف و الكادر الفني للعمل :
مسلسل موجة حارة هو عمل من فئة الإجتماعي- السياسي، فقد مزج بين الفئتين بصورة ناجحة جدا حيث تُصَنًفْ حبكته بأنها حبكة مركبة، اي بأن العمل لا يتضمن حبكة واحدة تتمحور عليها أحداث الحلقات جميعها، بل هنالك عدة حبكات تتنوع من صراعات اجتماعية و سياسية و ذاتيه تتعلق بالابطال على المستوى الشخصي، وقبل أن أبدأ النقاش حول هذا العمل الذي اشترك بإنتاجه شركة ويكا للإنتاج في القاهرة و O3 التابعة لأم بي سي لا بد لي من التنويه عن أن هذا العمل مأخوذ بصورة مباشرة عن رواية منخفض الهند الموسمي للأديب الكبير أوسامة أنور عكاشة (27 يوليو 1941 – 28 مايو 2010 ) رحمه الله، و قد كتب المعالجة الدرامية و السيناريو له (مع حفظ الألقاب) مريم نعوم و كتب الحوار له وائل حمدي و نادين شمس و أسلام أدهم و هالة الزغندي، و أخرجه محمد ياسين و مساعد مخرج مصطفى العربي و مساعد مخرج ثاني أكرم العربي و مخرج الوحدة الثانية حسين المنباوي، اشترك بتصوير الحلقات شريف جلال مع مدير التصوير عبدالسلام موسى و هندسة صوت ابراهيم دسوقي، كان منفذ الملابس رفعت عبدالحكيم و موسيقى العمل كانت باشراف ليال وطفة، اشترك في هذا العمل مجموعة كبيرة من الاسماء اللامعة بالعالم الفني نذكر منهم (مع خفظ الألقاب) اياد نصار و درة و رانيا يوسف و خالد سليم و مدحت صالح و الراحلة معالي زايد و عبير عيسى و صبا مبارك و سارة سلامة و جيهان فاضل و هنا شيحة و دينا الشربيني و بيومي فؤاد و سيد رجب و سامي مغاوري و حنان سلمان و عايدة عبدالعزيز و ريهام ايمن و احمد حلاوة و محمد ممدوح و فرح يوسف و رمزي لينر و سامح السيد و رحمة حسن و عمر حسن يوسف و احمد حداد و ياسر علي ماهر و فراس سعيد و هالة فاخر و حسن حرب،

مقدمة النقد الفني :
ابتسمت كثيرا و أنا اشاهد جميع حلقات هذا العمل الرائع، و خصوصا عندما كنت اشاهد سيد العجاتي الضابط في قسم الآداب في وزراة الداخلية و صراعاته الذاتيه مع الشك و الذي غالبا ما كانت تغذيه مشكلته مع حماده غزلان تاجر نساء الليل، فكانت التعليقات التي كان حمادة يرميها من حين لآخر لإثارة شكوك سيد حول إخلاص زوجته له تعيد الى ذهني قصص واقعية حدثت امامي و من واقع الحياة، فالخيانة الزوجية ليست قصص يخلقها كتاب الروايات للتسلية و الترفيه، بل ربما تكون مستوحاة بالكامل من واقع مرير يمر به بعض منا، كنت في ليلة من ليالي الصيف الحارة أجلس مع اثنين من أعز أصداقائي في حديقة منزل أحدهم، كان هذا منذ سنتين تقريبا و اذكر تماما كم كان الليل بخيل علينا حينها بنسماته المعتادة العابرة و التي كانت تجلب معها القليل من الرطوبة و البرودة، فكان هنالك مرتفع جوي يسيطر على الأجواء و قد جلب معه الحر الكاوي و الشديد في النهار حيث وصلت درجات الحرارة في الظهيرة الى الأربعين درجة مؤية، اسكن بمنطقة جبلية و كانت هذه الأجواء كارثة لسكان مدينتنا فبالعادة كانت هذه المرتفعات نادرة و لا تزور منطقتنا كثيرا...و لكن شاء الصيف أن يشعرنا بسلطانه الباطش في تلك الايام من شهر أب في سنة 2014،

تكلمنا أنا و أصدقائي في الكثير من الموضوعات الإجتماعية و السياسية حينها فكان الربيع العربي و المجريات في سوريا و القاهرة حديث المنطقة و الساعة، فكل منا كان له رأيه و تعليقاته حول ما يدور في الساحة السياسية من أحداث ساحنة كانت تترك اثارها على بلادنا الحبيبة من حين لآخر، و بعد نقاش حثيث عن الوضع السوري و الليبي و المصري حيث أبرع كل من اصدقائي بلعب دور المحلل السياسي و التنظير في القضايا السياسية فتارة كانا يطرحا الاراء التي كانت تضحكني و تارة كانا يخطئان و يقومان بطرح اراء شعرت بأنها قريبة ايضا من الواقع، فاصدقائي عملهم بعيد كل البعد عن التحليل السياسي، فواحد منهم يعمل موظف و منسق في شركة عند عائلة كريمة و الآخر يعمل موظف في خطوط للطيران، و عند نقطة معينة من مجريات حوارنا فتح أحدهم الحديث عن النساء...ففي جلسة ذكورية خالية من العنصر اللطيف سيكون هذا الأمر من جملة ما سيتم طرحه على الاكيد للنقاش و البحث المستفيض، أحد أصدقائي متزوج و لديه ولدين، و الآخر أكبر مني بالسن و لكنه أعزب بالرغم من رغبته الشديدة بالزواج، و لكن ظروفه الإجتماعية لا تساعده لإتمام هذا المشروع إطلاقا، و ابتدأ النقاش حَوْل كم عنصر النساء ضروري في حياة الرجل، فقال صديقي الأعزب بأنه يحلم برفيقة عمر تشاركه حياته بينما ايده صديقي المتزوج كثيرا، أصغيت الى حوار الشابين و أيدتهم في رأيهم على أن لا يبدأ العروسين حياتهم بالدَيْن...بل لا يجب على اي شاب حتى أن يقدم على هذه الخطوة من دون أن يكون قادرا ماديا...و أيدني صديقي المتزوج و لكن عَلًقَ تعليق صدمني كثيرا...فلأول مرة بعد معرفة دامت بيينا ثلاثة أعوام علمت عن تفكيره شيئا جديدا، فقال لي بأن الحب مبدأ لا أساس له على أرض الواقع، فسألته "كيف تقول هذا و أنت متزوج و لديك إمرأتك وأولاد من زوجتك؟" فقال لي صديقي بأن ليس هنالك إمرأة عليها الآمان كليا...و خصوصا إذا كانت تعيش في فقر أو تعاسة أسرية، استغربت أكثر حينما أيده صديقي الأعزب قائلا بأن على الرجال مراقبة النساء في أسرهم عن قرب و متابعة تحركاتهم بصورة مستمرة، فقلت لهم بأن ما يقولونه ليس منطقيْ حيث أن هنالك نساء تتمتع بسلوك سوي و طبيعي و لا يتصرفن تصرفات مريبة أو ملتوية، فتعرضت لصدمة عنيفة اضافية حينما قال لي بأن الهاتف الخلوي للمرأة أمر غير ضروري و بأنها قد تستخدمه كوسيلة لصنع علاقات غرام مع عشاق لها...، لم اصدق ما كنت أسمع من اصدقائي، فكما أسلفت بأنني كنت أعرف صديقي المتزوج منذ ثلاثة سنين و الأعزب منذ اربعة عشر عاما...و لأول مرة تَعَرًفْتُ على جانب من شخصياتهم كان يثيره شك في سلوكيات عالم النساء...فكانا يعتقدان بأن جميعهن يَسْعَيْنَ وراء اللذة الجنسية و لصنع علاقات غرامية في الخِفْيَةِ و الظلام، اعترضت بشدة على هذا الإستنتاج حيث بأنني في خلال حياتي الإجتماعية و المهنية تعرفت على الكثيرمن النساء من زميلات لي بالعمل و صديقات لي و لأسرتي و كلهن من الفاضلات و المحترمات، فما كنت اسمع عن عالم النساء من أصدقائي هو فكر محدود و استنتاج غير دقيق و تعميم على عالم النساء متسرع جدا...بأن جميعهن بنات ليل لا يتمتعن بالإخلاص و السلوك المنضبط إطلاقا، أجبتهم بأن التنشئة لها دور كبير و هنالك العديد من النساء الشريفات في العالم و يسعين الى الإرتباط المقدس للسترة...فهذا استنتاج خاطئ جدا و لا يجوز، كان الصديقين متفقين على نفس الرأي و طال النقاش و اعتراضي على كلامهم الى أن علمت ما السبب...فكان للمتزوج خبرة غير مستقرة مع عالم النساء، فقال لي أمراً نزل علي كالصاعقة و ربط لساني عن الكلام كليا حينها، فقال لي بأنه ضاجع في خلال شبابه 80 سيدة و هذا العدد هو ما يستطيع تذكره من مغامراته العاطفية فربما يصل الى التسعين إمرأة على حد قوله، فكان يقابلهن في السيارة و في أماكن منزوية في المنتزهات و في ظلام الليل و سترته، فَحَلَفَ بأن واحدة من تلك السيدات كانت متزوجة و نزلت من السيارة و هو يضع النقود بيدها و تكلمت مع أهلها في الهاتف النقال لتخبرهم بان سبب تأخرها في الليل هو العمل، فقلت حينها في ذاتي "لا عجب بأنه يعتقد بأن المرأة خائنة و من دون أخلاق...فلم يرى من عالم النساء إلا الرخيصة و العاهرة مع كل أسف ليتقوقع أختباره و تفكيره حول صورة مشوهة عن عالم النساء، فكل منا ينطلق من أختباره الشخصي في هذه الحياة،" فأنا شخصيا لم اصادق الى المحترمات من النساء و الحمدلله و هو لم يرى إلا العاهرة التي كانت تلبي رغباته الجنسية المؤقتة.

التفكير الذي لا يوصل صاحبه الى نتيجة مُرْهِقْ جدا، و قد يهدد سلام صاحبه بصورة كبيرة، فغالباً ما تنتهي زيجات هؤلاء الرجال الذين يقعون فريسة سهلة لهذا التفكير بالكارثة الكبرى، شعرت بالحزن على اصدقائي فليس من حقهم إنزال مقصلة الأحكام المسبقة على كل عالم النساء بهذه الصورة القاسية، و لكن الحادثة الأَمًرْ و الأدهى كانت لشاب تعرفت عليه بالصدفة في مقهى للإنترنت اثناء تصويت السوبر ستار للفنانة ديانا كرزون على قناة المستقبل، و بالرغم من أن هذا كان ماضي بعيد إلًا أنني أتذكر كم كانت قصته محزنة جدا، لم يكن من أصدقائي المقربين إطلاقا، فقررت الإبتعاد عنه حينما علمت بعد بضعة جلسات في مقهى الأنترنت من رفاقي بأنه رهن تنشئة فقيرة جدا، فكان يعتقد بأن الحياة تحتاج للأزعر و كان يشرب كثيرا و يخرج مع سيدات الليل كثيرا، فحفظت مسافة آمان بيني و بينه فلم يكن بيننا أكثر من سلامات و كلمات رسمية بحكم انه يسكن بالقرب من بيتي، و لكن مَرًة من المرات قصدني بخدمة لأن لغتي الإنجليزية كانت ممتازة، فزرته بالمنزل و قمت بترجمة بعض من الأوراق له خدمة لله، فربما كنت أشعر بقرارة نفسي بالحزن عليه لأنه لم يرى العيشة النظيفة التي يراها ابن الأصول و كان رهن تنشئة فقيرة جدا، و اذكر كم وَعَظْتُ عليه كثيرا حينها و شجعته ليترك المشروب و يترك عالم نساء الليل و أن يُغَيِرْ نوع الحياة الذي يعيشها، فكم كان محتاج لنور الرب لكي يرشده الى الطريق الذي يرضى عنه الرحمن تعالي، و لكن مع الأسف من دون جدوى فَمَنْ شب على شيئ شاب عليه، هذا الشاب كان ايضا يعتقد بان النساء من نوع واحد...خائنات لا يسعين إلا للرغبات الجنسية و يقصدن صحبة الرجال لإتمامها، فرأيته عدة مرات مع نساء غريبات عن منطقتنا، فكان يتعرف عليهم عن طريق الإنترنت،

بالرغم من حياته الطائشة أعطاه الله أن يتزوج واحدة من اقربائه، فكانت زوجته محترمة جدا و صاحبت شخصية متزنة، و لكنها لم تطيل العيش معه، في ليلة من الليالي كنت أجلس مع رفيقي الدائم و انا أكتب خواطري، فكان سكون الليل الجميل يعطيني الهدوء المطلوب لأكتب بعض من الخواطر كالعادة، و كانت رشفات القهوة اللذيذة تنعش قلبي و تعطيني حافز لأُرَكِزْ على الجُمَلْ التي كانت تلهمني اياها جمال الطبعية من حولي، و فجاة سمعت صراخ سيدة تستغيث، كانت قريبة من منزلي و كانت تترجى رجل ما ان يبتعد عنها، كان من الواضح أنها تتعرض للضرب المبرح حيث رق قلبي لصرخات استغاثتها المتكررة، و بعد لحظات مَرًتْ عَليْ كأنها سنين من الصدمة تَحَوًلَ صراخها الى عويل من شدة الآلآم التي كانت تقاسيها...ثم استعاد الليل سكونها و لم أسمع إلاً صوت حفيف أوراق الاشجار الناعم من الحديقة المجاورة لمنزلي،

علمت من كاهن رعيتي حيث أسكن بعد هذه الحادثة المريبة بأن هذا الشاب كان يفاجئ زوجته من حين لآخر بعودته الى المنزل، فكان يعتقد بانها تخونه و هذه كانت طريقته لكي يتأكد من هذا الأمر، فكان يفاجئها بعودته الى المنزل بأوقات الظهيرة ليرى برفقة من ستكون، و فجاة بعد فترة من هذه التصرفات حدث بينهم شجار عنيف بسبب عدم مقدرتها تحمل ما كان يفعل، فضربها بقسوة في تلك الليلة و افترقا و انهار زواجهما كليا، و السبب طبعاً تفكيره المريض و نشأته التي ساعدته بتكوين فكرة ملتوية عن عالم النساء، مثل سيد العجاتي...فبين سيد و هذا الشاب قاسم مشترك واحد كاد ان يفتك بعلاقة سيد العجاتي بشهانده زوجته...الشك

عائلة سيد العجاتي) هذه العائلة مكونة من سيد العجاتي ((مع حفط الألقاب) وائل نصار) و شاهنده (رانيا يوسف) فقط، فلم يرزقا بأولاد عبر علاقتهما الزوجية التي كانت في سنتها الخامسة في اول حلقات هذا العمل الدرامي، فنتعرف عليهما و قد أجهزت المشاكل على السلام الذي كانا يتمتعا به في أولى سنين زواجهما، فالفتور سيد الموقف في الكثير من الأحيان حيث عدم وجود أطفال بينهما ساعد بخلق حالة كبيرة من الضجر بحياة شاهنده، فبسبب هذا الأمر نراها في حلقات العمل تكثر من خروجها من المنزل لترفه عن نفسها و لتجد طريقة تكافح بها الملل و الوحدة، فطبيعة عمل سيد التي كانت تفرض عليه البقاء بالمكتب لساعات طويلة كانت تجبرها للخروج كثيرا من المنزل...فكانت تجد نفسها بوحدة قاتلة بصورة متكررة من دون حل يريحها، فتارة نراها تذهب لمحل تصفيف الشعر مع صديقتها ليلى (درة) و تارة نراها تذهب لزيارة ليلى في منزلها...و لكن مما كان يسبب القلق الكبير لسيد زوجها، فلسيد قصته المريرة مع دوامة الشك الكبيرة التي جعلته فريسة سهلة للغضب و التي كانت تدفعه ليكون عصبي المزاج مع زوجته،

طبيعة عمل سيد في شرطة الآداب كانت تجعله يتعرض لحيثيات قضايا زنا و قضايا الخيانة الزوجيه كثيرا، فعبر سنين عمله الطويلة في هذا القسم و في الشرطة كانت هذه البيئة كفيلة لتخلق في داخله سلسلة من الشكوك حول قدرة المرأة على الإخلاص لزوجها او التصرف بصورة أخلاقية و طبيعية في المجتمع، فمع مرور السنين و تعرضه لروتين استجواب المتهمات و المتهمين بهذه القضايا الحساسة أصبح اسيراً لدوامة شك خانقة أَسَرَتْهُ بصورة شبه كاملة مما كان لها اثر سلبي جدا على تصرفاته مع شاهنده زوجته، لذلك رايناه يوصي عليها كثيرا في حلقات العمل أن لا تخرج من دون إذنه من المنزل، فَحَوًلَتْهُ طبيعة مهنته الشُرَطِيَة الى سجان قاسي لا يطيق حتى أن يرى زوجته خارج المنزل من دون رفقته أو إذنه،

مع مشاهدتي لحلقات هذا المسلسل الكبير و مع مرور الايام على أبطال هذا العمل رايت الحب يضمحل في قلب شاهنده، فتغيرت نبرة زوجها معها كثيرا و أصبحت تشعر بأنها تعيش مع إنسان قاسي القلب و الطبع...لدرجة بأنها فقدت القدرة على التفاهم معه كليا، كثيرا ما كانت تشكي لليلى صديقتها حال زوجها خصوصا مع تطور المشاكل بينهما، فاصبحت يد سيد طويلة عليها و قام بضربها في مرة من المرات، و رأيناه في مشهد يسحب الحزام عليها مما يدل على فقدانه الكامل على ضبط النفس بسبب الضغط النفسي الذي يشعر به من طبيعة عمله و ساعات دوامه الطويلة، لتشعر شاهنده بأنها تحت ضغط هائل من زوجها،

هنالك بُعْد حياتي آخر نراه يؤثر على علاقة سيد بشاهنده، فالظروف المادية الضعيفة التي تعيشها هذه الاسرة تجعل شاهنده في دوامة كبيرة ايضا، فشاهنده من النوع المخلص في علاقتها مع سيد و بالرغم من الضرب التي تتعرض له من قبل زوجها و الحزم الذي يمارسه معها نراها صادقة و مخلصة جدا في علاقتها مع زوجها، فلا تغريها المجوهرات و المادة كباقي النساء لتترك سيد بعد تعرضها لهذه الضغوطات منه و لتطلب الطلاق، فحتى عند رؤيتها للحياة الرغيدة التي تعيشها صديقتها ليلى لا نراها تتاثر كثيرا بها...و نراها بحادثة تعكس كم هي صاحبة مصداقية عالية من العفة و الطهارة و الإخلاص لزوجها فتتراجع و تندم كثيرا على قبولها هدية من قبل شيطان من شياطين عالم المتاع النسائي...و اسمه أحمد ربيع و شهرته حمادة غزلان (سيد رجب)، فتعطي صديقتها ليلى هذه الهدية عندما تخاف أن يعلم عنها زوجها سيد...نراها لا ترتاح قبل أن تزيلها من حياتها كليا،

أحمد ربيع هو رجل ثري و راعي لشبكة نساء للمتاع الجنسي حيث أنحدرت اصول ثروته، و له مكتب للسياحة يعمل كستار ليبرر للدولة و للمجتمع مصدر دخله و ثروته الهائلة، و له شريك يعمل بنفس المِهَنْ الغير اخلاقية و اسمه محسن السواحلي (مدحت صالح)، و هما وجهان لنفس العملة حيث يعيثون بالأرض فساد و طغيان و يجيزون النساء الرخيصة لطالب المتعة، و لا ينتهي عملهم عند هذا الحد بل يقومون برصد النساء الجميلة للإقاع بها بممشى ابليس اللعين، لحمادة غزلان العديد من الملفات في قسم شرطة الآدآب حيث حاولوا ضباط القسم الإيقاع به بأكثر من قضية و مناسبة، و لكنه بمعونة بعض المحامين كان يتخلص في كل مرة من أيًة مسؤلية قانونية تترتب على تلك القضايا، لذلك كان سيد يستشيط غضبا لحتى ذكر اسم حمادة ربيع أمامه و لأنه حر طليق بين الناس ينشر الفحشاء و يتاجر بعرض البشر و هو و القانون عاجزون عن الإمساك به، و يبدأ سجال عنيف بين طرفي الصراع عندما يقع سيد فريسة سهلة لإستفزازات حمادة ربيع، فحمادة على علم يزواج شاهنده من سيد العجاتي و لكن سيد لا يعلم هذا الأمر و لا يعلم طبيعة علاقة حمادة بشاهنده، و المشكلة الأدهى و الأمَرْ من هذا كله أن شاهنده كانت لا تعلم شيئ عن الثأر المهني بين سيد و حمادة في أولى حلقات العمل...معادلة استغلها حمادة ليستفز سيد بأكثر من مناسبة، كان الشك يلهو بسيد كثيرا بسبب الضغوطات المهنية التي يشهدها في عمله مما كان يدفعه للتهجم على غزلان كثيرا، و بحادثة من الحوادث كشف سيد اوراقه لغزلان عندما سأله عن هوية أمرأة رأها تركب معه في السيارة بالماضي ليشعر حمادة بكم سيد إنسان يمكن استفزازه بسهولة...فكانت نتيجة هذا السجال و التوتر جريمة بشعة أمر بها سيد معاوينيه بتعذيب و هتك عرض حمادة في مكاتب شرطة الآداب في وزارة الداخلية...

شيطان الشك و أعوان ابليس على الأرض و الضغوطات الوظيفية كانوا خصوم سيد العجاتي طوال حلقات هذا العمل الدسم، فلكي ينتقم حمادة من سيد العجاتي رأيناه يُقَدِمْ به شكوى رسمية لشخصيات رفيعة المستوى في الوزارة، و يَفْتَحْ المَعْنِيونْ التحقيق بهذه الشكوى لِتُهَدِدْ مستقبل سيد الوظيفي...فَعَلِمَ الشيطان نقطة ضعف سيد و استفزه لِيَتَهَجًمْ على حمادة و كاد أن يوقعه في ورطة مهنية كبيرة، و لكن نرى هنا رضى والدة سيد عليه دولة (الراحلة معالي زايد) فتطلب من زوج أختها سنية (جيهان فاضل) الشيخ سعد العجاتي (بيومي فؤاد) التدخل و تقديم إلتماس لمساعد وزير الداخلية لحفظ القضية و اقفالها كليا...يبقا سيد في حيرة من أمر الشك الذي يتعرض له عن شاهنده زوجته الى أن تختنق زوجته مما تراه و تطلب الرحيل عنه و المكوث في بيت أهلها في الساحل، فضاق الحال بشاهنده من أفعال سيد الى أن رأت أن الإنفصال الجزئي قد يريحها هي و زوجها من عذاب الشك الذي يراود زوجها عنها، و هنا تنكشف حلقات القضية كلها حينما تبوح لسيد بطبيعة علاقتها بحمادة غزلان، فيتيقن أنها كانت مظلومة بالكامل و بأن الشك هو عبارة عن ضغوطات كانت البيئة المهنية تغذيه و كان يستغله غزلان ضده...قصة سيد العجاتي مع زوجته قصة حب كاد أن يقتلها زوان الشر بهذا العالم فاللعب مع ابليس و اعوانه على الارض ليس سهل و الغلبة عليه ممكنة جدا...و لكن هنالك ثمن لكل شيئ فطبيعتنا كبشر ناقصة و لا تكتمل إلا بالإيمان بالله و بالصبر و التأني لا بالأحكام المسبقة على الشخص الآخر...فليس هنالك تعميم اسمه أن النساء كلهن زانيات و يلهثن وراء الملذات الشخصية....فالغريزة الجنسية موجوة في الرجال و النساء و النساء لسن حجر من دون عواطف و احاسيس، و لكن مثلما أن هنالك رجال أولاد عائلة و محترمون و هنالك فصيل منهم ازعر و نجس نفس الشيئ موجود بعالم النساء...هنالك نساء محترمات تسعى لإحتواء إنسانيتهن و رغباتهن العاطفية بالزواج و الصبر و الإيمان...و هنالك الاواتي يَضْعُفْن أمام المغريات و الرغبات و يرتبكنا المعاصي..نحن بشر جيمعا لحم و دم و مع الصبر نستطيع أن نحيا مستوريْ الحال...و لكن إذا اردنا،

شاهنده إنسانة اختارت الصبر و التضحية لتكسب ود زوجها بعكس صديقتها ليلى زوجة صديق سيد العجاتي و اسمه في العمل الدرامي كمال شيحه (خالد سليم)، و في أولى حلقات هذا العمل نرى كمال و ليلى الثنائي المثالي الذي يتمتع بالتفاهم و التناغم بعكس سيد و شاهنده الذان كانت الخلافات تلازمهما ليل نهار...و لكن رويدا رويدا ينكشف ستار مخيف عن حياة ليلى حينما يضعف كمال أمام سيد و يخبره بأن ليلى تعيش حياة مُسْرِفَة بمقارنة مع دخلهما المتواضع، فيرتبك سيد خصوصا بعد أن شاهد ليلة تصعد في سيارة أحدهم بالصدفة بالماضي لتتوضح حقيقة جديدة عن حياة ليلى...بأنها قد تكون على علاقة مع رجل آخر، نرى هنا سيد يواجه ليلى برغبة من كمال زوجها و لكنه يقوم بالحديث معها بصورة قاسية جدا و يوبخها على خيانتها لزوجها، و كانت النتيجة وخيمة فبعد كلام سيد لها نرى ليلى تنهار بسبب عذاب ضميرها و بسبب مرضها النفسي التي كانت تتعالج منه عند طبيب نفسي بمعزل عن عِلْم زوجها كمال و سيد...و تقرر الإمتثال لنصيحة الطبيب النفسي بعدها و مواجهة زوجها...و لكن نرى هنا أن الضغوطات و هَوْل الموقف عليها يدفعها للإنتحار، سألت نفسي مرارا و تكرارا هل سيد من قتل ليلى؟ أم هل كان ضميرها الذي استيقظ بعد أن جلدها سيد بكلامه القاسي هو من قتلها؟ يتبع...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات