جراسا -

ياسر خليفة - تصوير محمد النواطير - خيمة وعراء، جوع وبرد، ومرض فتاك لم ينجح الاطباء بتشخيصه ووقفه، هذه حال احد المواطنين حالةٌ جديدة تضاف إلى قائمة مواطنين قضوا سنوات في قلب خيم وكهوف وفي الازقة والطرقات، نتيجة الحياة المأساوية التي يعيشونها وسط غياب وزارة التنمية والجهات المعنية في حكومة الملقي التي تتغنى يومياً بان الانسان اغلى ما نملك، ووسط ابناء عاقين تنصلوا من مسؤولياتهم وقبلاً من انسانيتهم.

"جراسا" زارت احد المواطنين الاردنيين والذي اصبح معلما من معالم ساحة مستشفى البشير، حيث يرابط هناك دون مستقبل ودون اي بارقة امل تنشله من حالة التشرد والضياع، ناسفاً بوضعه تشدقات الحكومات المتعاقبة بقدسية الانسان الاردني.

المسن محمود عبد الله داود، والبالغ من العمر 71 عاماً يقيم منذ اشهر داخل "خربوش" بناه من الواح كرتونية وقطع قماش مهترءة تحت احدى الشجرات امام مستشفى البشير الحكومي، ولا يوجد له أي اقارب ويعيش وحيدا،مع مرض ينهش جسده منذ سنوات.

وقال محمود داود خلال تقرير مصور اجرته "جراسا" انه عاش عيديّ الله الفطر والاضحى الماضيين تحت سمائه بالعراء،  يعيش في هذا المكان منذ اشهر وذلك بعد ان توفي ابنه بجلطة دماغية ، لتتبعه زوجته، التي توفيت بعده بأيام ، الا ان هذه الحادثة لم تكن اكبر اختبارات الحياة، فقد تعرض منزله الكائن في منطقة الجوفة الى الانهيار جراء اهتراء سقفه وجدرانه ليجد نفسه هائما على وجهه لا عائلة او ملاذ، ما دفعه لبناء خيمة امام مستشفى البشير الحكومي، حيث اجبرته ظروفه المعيشية والمرضية على السكن هناك ، سيما وأنه لا يقوى على السير بسبب الامراض التي يعاني منها.

مضيفا بأن اطباء البشير امتنعوا عن متابعة حالته، في حين يقوم بشراء العلاج الموصوف له مسبقا على حساب المحسنين حيث لا تقوم صيدلية البشير بصرفه له رغم انه يمتلك تأمينا صحيا .

واضاف داود انه راجع وزارة التنمية الاجتماعية بعد ان ساءت حالته مادياً وصحياً وهو يعاني "ورما" مجهولا في بطنه، و"ديسك" الرقبة، والتهاب القفص الصدري مصحوبا بضيق تنفس، ما يمنعه من الحركة وليس العمل وهو الشيخ السبعيني.

واضاف داوود بأنه تعرض للسرقة من قبل اشخاص تجردوا من الانسانية وقاموا بسرقة جميع نقوده، بل وراح داود الى ابعد من ذلك حين ابتاع "كفناً" ليكون لباسه الاخير قبل ان يوارى الثرى، الا ان اللصوص لم يرحموه وسرقوا كفنه ايضاً، الا ان الوزراة لم تتطرق لمشكلته ولم تدرس حالته واهملت ظروفه المأساوية، وفقاً لداود.

هذه بعض من معانة المسن محمود داود، ,والذي ناشد اصحاب القرار بتوفير غرفة له لتحميه من قسوة الشتاء القادم بفيضاناته وثلوجه ورياحه العاتية ..  

ونترككم لمشاهدة الفيديو التالي الذي يتحدث فيه عن معانته بنفسه، ونضع هذه الحالة امام الجهات المعنية واهل الخير للتدخل وانقاذ محمود معيشته التي تفتقر لادنى متطلبات الحياة .