الصراع في مخيمات الضفة .. الخوف من القادم يتعاظم


جراسا -

تواصل أجهزة الأمن الفلسطينية اقتحاماتها للمخيمات ومدن فلسطينية تحت ذرائع مختلفة، تشكل معضلة حقيقية أمام الجهود الشعبية لإرساء الأمن والاستقرار، إلا أن ثمة من يرى أن استمرار حالة الفلتان الأمني في هذه المناطق، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتصاعد الخلافات بين الرئيس محمود عباس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، في الوقت الذي تشهد فيه مؤسسات حركة فتح استعداداً لعقد المؤتمر العام السابع للحركة.

واندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة، فجر اول أمس، بين مسلحين والأجهزة الأمنية الفلسطينية التي اقتحمت مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية المحتلة، اسفرت عن وقوع عدة إصابات في صفوف أفراد الأمن وسكان المخيم.

وشهد المخيم حالة توتر شديدة، وسط هتافات من داخل المنازل تطالب بوقف إطلاق النار.

من جانبها، ناشدت لجنة التنسيق الفصائلي بنابلس جميع الأطراف الوقف الفوري لنزيف الدماء.

وجاء في بيان عاجل أصدرته اللجنة صباح السبت الماضي: "إننا نناشدكم بدماء شهداء هذا الشعب المعطاء التوقف عما جرى في مخيم بلاطة، وعلينا جميعاً أن نحتكم إلى القانون، ومحاسبة كل خارجٍ عن القانون الفلسطيني".

وكانت الأجهزة الأمنية قد بدأت في الحادي والعشرين من هذا الشهر حملة أمنية في مخيم بلاطة، قالت إنها لفرض الأمن والقانون واعتقال خارجين عن القانون ومطلوبين للعدالة.
استفزاز المخيم

النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، نجاة أبو بكر، عبرت عن رفضها لقيام أجهزة أمن السلطة باقتحام مخيم بلاطة في نابلس بشكل متكرر في محاولة لاستفزاز أبنائه ولإحداث الفلتان الأمني في أروقته.

وقالت أبو بكر التي فصلها الرئيس عباس مؤخراً من حركة فتح لـ"الاستقلال": "إن السلطة الفلسطينية تنتهج نهجاً سلبياً في التعامل مع المخيم، وحتى إن كان هناك خارجون عن القانون كما تقول الأجهزة الأمنية، فلا يمكن أن يتم اقتحام المخيم بهذا الأسلوب وهذه الوحشية، ويجب إتباع طرق الحوار لحل أي مشاكل داخلية".

وأوضحت أن اقتحامات أجهزة أمن السلطة للمخيم، ليست في مجملها ضد الخارجين عن القانون كما يتم تصويره، بل من أجل ملاحقة نشطاء سياسيين أيضاً، وخاصة من مؤيدي القيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.

ورفضت أبو بكر أن يكون سكان المخيم ضحية الصراعات الداخلية لحركة فتح، أو أن يدفع فئة معينة من المواطنين ثمن خلافات الرئيس عباس بالقيادي دحلان، مشددةً على أن الشعب الفلسطيني يريد التفرغ للتصدي لاعتداءات الاحتلال وهو أكبر من هذه الخلافات.

وطالبت المؤسسات الحقوقية بتولي مسؤولياتها، والضغط على السلطة لوقف اقتحامات المخيم التي تسفك المزيد من الدماء الفلسطينية في الصراعات الداخلية، كما أطلقت نداءً تدعو فيه الأجهزة الأمنية لسحب قواتها من المخيم.

وأضافت أبو بكر: "إن مخيم بلاطة هو مخيم الصمود والتصدي للاحتلال الإسرائيلي، ولطالما قدم الشهداء والأسرى في سبيل القضية الفلسطينية، لذلك يجب أن تقوم السلطة الفلسطينية بحل مشكلات المخيم المدنية وتوفير حياة مدنية جيدة لسكانه، بدلاً من افتعال الفلتان الأمني في أروقته بين الفينة والأخرى".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات